الإثنين, ديسمبر 8, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderالشمال على صفيح انتخابي ساخن: وستريدا جعجع "تتزكزك" من "الخصوم"!

الشمال على صفيح انتخابي ساخن: وستريدا جعجع “تتزكزك” من “الخصوم”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| الجريدة |

رغم ما يُفترض أن تكون عليه الانتخابات من منافسة ديمقراطية مفتوحة، تتحوّل المعركة في بعض قرى الشمال، ولا سيما في قضاء بشري، إلى مشهد من الاستقواء السياسي والتخوين الضمني، كما تعكسه تصريحات النائبة ستريدا جعجع التي بدت كأنها تضع أهالي المنطقة بين خيارين: إما الاصطفاف خلف “الحكيم”، أو الاتهام بزعزعة الإجماع وخيانة إرث المدينة.

لغة التصعيد التي اعتمدتها جعجع في وصفها المرشحين المعارضين بـ”المتناطحين”، تكشف ليس فقط عن ضيق صدر تجاه التعددية، بل عن رغبة مكشوفة في مصادرة الحياة السياسية داخل بشري، كأن الديموقراطية تصبح مقبولة فقط حين تؤدي إلى تزكية “القوات”، أما إذا اختار البعض الترشح ضدها، فالحديث يتحوّل إلى “تسييس” و”زكزكة”، وكأن من حق “القوات” أن تحتكر التمثيل لمجرد أن قائدها ينتمي إلى المدينة.

تفاخر ستريدا بحصول لائحة “القوات” على نسبة مرتفعة من أصوات المقترعين قبل فتح صناديق الاقتراع، وبحسب تقديرها أن ذلك لا يلغي واقعاً آخر: أن الآلاف قرروا خوض خيار مختلف، فقط من باب الكيدية مع “القوات”.
التهوين من هذا الصوت المعارض، ووصمه بأنه مدفوع من خارج بشري، هو تجاهل متعمد لحقيقة أن الناس ليسوا كتلة صماء، وأن الانتماء المناطقي لا يعني الولاء الأعمى، وأن العملية الانتخابية يجب أن تمارس من دون إملاءات وضغوطات، وأن نتائج الصناديق لها أبعاد عدة، وليس فقط البعد الحزبي.

أما الحديث عن أن “النتيجة محسومة” و”بشري لائحة بالتزكية لو لم يكن هناك مرشحون ضد القوات”، فهو تعبير فجّ عن نزعة إقصائية، تعتبر مجرد الترشح عملاً عدائياً، فهل المطلوب أن يُرفع الغطاء عن أي صوت معارض في المدينة كي لا يُغضب الزعيم؟ وهل يحق لفريق سياسي أن يحتكر إرادة الناس وأن يختصر المنطقة باسمه؟
“القوات” التي تتدخل بكل “شاردة وواردة” لدى الطوائف الأخرى، للتعبير عن رفضها فكرة “الحصرية” بالانتماء، هي اليوم تمارس “الديكتاورية الحاكمة” في أكثر يوم “دميقراطي”.

في المقابل، لا تبدو الساحة السياسية في الشمال مستعدة لابتلاع هذه الهيمنة، فالتنافس بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والمستقلين في أكثر من دائرة، يعكس حيوية انتخابية تتخطى منطق الولاءات الجامدة، والصراع بات واضحاً بين من يريد تكريس التمثيل وراثةً حزبية، ومن يطرح تعددية حقيقية حتى في مناطق “الحصون” المسيحية.

وتشهد المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في محافظتي الشمال وعكار احتداماً لافتًا في التنافس، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية المسيحية مثل البترون والكورة وزغرتا، حيث تتحول المعركة إلى ميدان سياسي مكشوف بين القوى التقليدية التي تسعى إلى تثبيت نفوذها، وأطراف أخرى تحاول كسر قواعد اللعبة وفرض حضور مختلف.

الخطاب السياسي المتشنج لبعض المرشحين، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية”، يعكس توجّهًا لتصوير أي محاولة منافسة على أنها تحدٍّ شخصي أو مساس بـ”رمزية الزعامة”، كما بدا في لهجة النائبة ستريدا جعجع التي لم تتردد في توصيف خصومها بـ”المتناطحين”، وفي اعتبار مجرد الترشح في وجه لائحة القوات نوعًا من “الزكزكة” السياسية، وهو ما يعكس بوضوح ذهنية احتكارية للعملية الانتخابية، أبعد ما تكون عن روح الديمقراطية.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img