| غاصب المختار |
منذ الاتفاق على تشكيل لجان وزارية بين لبنان وسوريا، خلال زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق، مهمتها متابعة تنظيم العلاقات بين البلدين، لم يتم بعد تشكيل اللجنتين، لا في لبنان ولا في سوريا، وكأن كل بلد ينتظر الثاني ليشكل لجنته أولاً. لكن يبدو، بحسب مصادرحكومية لبنانية، أن الرئيس السوري أحمد الشرع لديه أولويات أهم من ترتيب العلاقة مع لبنان:
أولها ترتيب علاقاته مع الدول العربية، لا سيما الخليجية، ومع دول الغرب، بهدف الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي لبلده ولنظامه.
وثاني الأولويات معالجة الأوضاع المتفجرة في سوريا، والتي تزيد “إسرائيل” من تأزمها بتدخلها في التوتر القائم بين الحركات السياسية والروحية الدرزية وبين سلطة دمشق”.
وبالتوازي، يبدو لبنان منشغلاً بترتيب أوضاعه الداخلية أيضاً عبر إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الدول الخليجية، وعبر ورشة إقرار القوانين الإصلاحية في الحكومة وفي المجلس النيابي، وإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية، ومن ثم إنجاز التعيينات الإدارية، عدا أولويته في وقف الإعتداءات الإسرائيلية.
لكن، بحسب المصادر الحكومية، فإن التواصل قائم بين سوريا ولبنان عبر وزيري الدفاع اللبناني ميشال منسى والسوري مرهف أبو قصرة، بعد الاتفاق الذي تم بينهما برعاية سعودية في جدة قبل نحو شهرين، والذي تم بموجبه وقف الاشتباكات على الحدود بين البلدين وضبط عمليات التهريب، وهو الأمر الذي قام به لبنان بشكل حازم عبر إجراءات الجيش اللبناني بإقفال كل المعابر غير الشرعية، بينما لم تعرف ماهية الإجراءات السورية.
وذكرت مصادر حكومية لموقع “الجريدة” أن اللجنة العسكرية اللبنانية ـ السورية ستبدأ عملها التنسيقي المباشر خلال أسبوع أوعشرة أيام، حيث يُرتقب حصول تواصل أو لقاء بين الوزيرين منسى وأبو قصرة، لتفعيل آلية الاتفاق التنفيذية، لا سيما بعد تسليم فرنسا مؤخراً إلى لبنان وسوريا الخرائط والوثائق التاريخية للحدود اللبنانية ـ السورية الموجودة في أرشيفها الوطني بمدينة نانت، منذ عهد الانتداب، ومن العام 1920 حتى تاريخ استقلال لبنان 1943، وما بينهما من سنوات في ثلاثينيات القرن الماضي، وبما يساهم في تسهيل الاتفاق على ترسيم الحدود البرية ولاحقاً البحرية.
وإلى ذلك، فإن اللجنة الوزارية التي شكّلها مجلس الوزراء برئاسة نائب رئيس الحكومة طارق متري لوضع خطة متكاملة لعودة النازحين السوريين، تقوم بعملها بعيداً عن الاعلام، ووضعت مسودة مشروع متكامل، بينما تقوم عضو اللجنة وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد بالتواصل مع نظيرتها السورية هند قبوات للبحث في بعض الأمور التفصيلية المتعلقة بعودة النازحين، ويبدو أن ترجمتها بدأت عبر إعادة تسيير رحلات عودة طوعية آخرها السبت بعودة عشرات العائلات من عرسال إلى القلمون السورية.
