الأحد, ديسمبر 7, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider783 امرأة في السباق البلدي.. "كوتا نسائية" بجهود شعبية

783 امرأة في السباق البلدي.. “كوتا نسائية” بجهود شعبية

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| فرح سليمان |

في استحقاق يتجدّد كل ست سنوات، تشهد محافظة جبل لبنان الأحد، 4 أيار 2025، انتخابات بلدية واختيارية بمشاركة 7,252 مرشحاً ومرشحة موزّعين على 325 مجلساً بلدياً، وفقاً لإحصاءات نشرتها “الدولية للمعلومات.

ورغم أنّ الأرقام تشير إلى زيادة بنسبة 4.6% في عدد المرشحين مقارنة بعام 2016، إلا أنّ النساء ما زلن يشكلن فقط 10.8% من المرشحين، أي 783 امرأة مقابل 528 في الانتخابات السابقة، وعلى الرغم من هذا التقدّم الطفيف، يبقى تمثيل النساء في العمل البلدي دون المستوى المطلوب لتحقيق تمثيل عادل.

اللافت أن معدل التنافس ارتفع هذه الدورة إلى 1.91 مرشح لكل مقعد، مقارنة بـ1.83 في انتخابات 2016، وهو ما يعكس ازدياد الحضور الشبابي والنسائي، ولو بنسبة ضئيلة، إلا أن معظم المرشحات ما زلن يواجهن تحديات كبيرة في وجه العقلية الذكورية والقيود المجتمعية، بخاصة في القرى والبلدات الصغيرة.

“المخترة مش للرجال بس”

رماح قبيسي، من بلدة الدوير – النبطية، ترشحت كمختارة لكسر الصورة النمطية، قائلة: ترشحت لأكسر الحكر الذي كان محصوراً للرجال، وأقول إن المرأة يجب أن تكون بمركز القرار.

وأضافت: “برنامجي الانتخابي يركّز على إعادة دور المختار الحقيقي كمراقب لأعمال البلدية، ليس فقط توقيع أوراق”.

ورغم تعرّضها لتعليقات سلبية، كـ”شو حيطلع من أمرها”، أكدت أنها لا تسمع إلا الإيجابي قالت:
“أنا أول امرأة ترشحت للمخترة بالجنوب والنبطية، وأريد من النساء أن يعملوا بالسياسة ليكونوا بمراكز القرار”.

رماح تطمح إلى الفوز باسمها فقط، من دون دعم حزبي، وتشير إلى أن هدفها ليس فقط النجاح بل “فتح الطريق لنساء أخريات”.

من حاجات الضيعة إلى العمل الميداني

ترشحت آية أحمد، الأخصائية الاجتماعية، من بلدة زيتون – كسروان، لعضوية المجلس البلدي، وأوضحت أن برنامجها الانتخابي انطلق من حاجات البلدة:
من الطرقات لـ’الريغارات‘ لنهر إبراهيم، وصولاً لملفات الأطفال، النساء، الشباب والتطوع.

وأكدت آية أن العقبات ما زالت موجودة، بخاصة من بعض كبار السن:
“في رجال قالولي: كيف بدك تاخدي مطرح رجل؟ لكن بالمقابل في ناس شجّعتني”.

وأضافت: رح أبرم على كل بيت.. ما في شي أهم من الحاجات الأساسية للناس”.

كسر الروتين السياسي

من معروب، مرشحة عن لائحة “حركة أمل”، قالت ملاك إن ترشحها جاء بهدف التغيير بعد تكرار الوجوه نفسها من دون تحسن ملموس: “العالم تعبت، ما حدا عم يشتغل، وبعد الحرب بقي الدمار، ما حدا سأل عن الناس”.
واعتبرت ملاك أن الوقت حان لتغيير الذهنية، حتى داخل الأحزاب التقليدية.

ترشيح من القاعدة الحزبية.. والمجتمع رحّب
ترشحت جميلة عيد، المحامية والناشطة الاجتماعية، في الوردانية – جبل لبنان، ضمن لائحة “حزب الله – حركة أمل”، قائلةً إن ترشيحها أتى بمبادرة من أعضاء حركة “أمل”: أغلب الضيعة تفاجأوا لكن رحّبوا، هناك مشاريع قيد التنفيذ مثل فتح مدرسة جديدة وتحسين الطرقات”.

وتابعت : “نسعى لتحسين القطاع الصحي والاجتماعي، وتمثيل المرأة عنصر أساسي”.

كوتا نسائية.. أم وعي اجتماعي؟

مع كل هذه الشهادات والبرامج الانتخابية، تبقى نسبة 10.8% دليلاً على ضعف المشاركة النسائية الفعلية، رغم النشاط الظاهر لبعض المرشحات، فالمطلوب اليوم أكثر من مجرد ترشيح رمزي، المطلوب قوانين داعمة كالكوتا النسائية، وإرادة مجتمعية وسياسية حقيقية لدمج النساء في مواقع القرار.

فهل يشهد لبنان يوماً مشاركة متساوية دون الاجبار على دعم حزبي؟ أم تبقى المرأة تحارب من أجل “مقعد واحد” وسط عقلية ما زالت تصر على أن القيادة للرجال فقط؟

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img