أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانًا أكدت فيه على الدور الأساسي للصحافيين والإعلاميين في الدفاع عن الحرية ونقل الحقيقة، رغم ما يواجهونه من مخاطر جسيمة وصلت حد الاستشهاد، والإصابة، والإخفاء القسري، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
واستذكرت النقابة في بيانها “الصحافيين والإعلاميين الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية، سواء عبر الاغتيال أو أثناء تأدية واجبهم المهني، إضافة إلى أولئك الذين أصيبوا أو أُخفوا قسرًا”، مؤكدة أن لبنان له نصيبه الكبير من هذه التضحيات منذ عام 1916 وحتى اليوم.
وتوقفت النقابة عند “الزملاء الذين سقطوا أو جُرحوا جرّاء القصف الإسرائيلي الوحشي المتعمد، خصوصاً في الجنوب ومناطق أخرى، خلال تغطيتهم للجرائم المرتكبة”، لافتة إلى أنّ هذا اليوم يُحيى عالميًا بينما “الطغاة وقتلة الصحافيين لا يزالون بمنأى عن العقاب”، والمراجعات القانونية أمام الهيئات الدولية “تلقى آذانًا صمّاء”، فيما ملفات الانتهاكات “تنام في الأدراج”، ومسلسل العنف ما زال مستمرًا.
وأشارت النقابة إلى أنّ “الاعتداء على الصحافيين يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية”، مشددة على أنّ الواقع في غزة، ولبنان، وسوريا، والسودان، وسواها من المناطق، يعكس بوضوح غياب أي تقدم حقيقي في ضمان سلامة العاملين في الإعلام.
كما دعت نقابة المحررين الصحافيين إلى التمسك بقيم الحرية والنزاهة والموضوعية، مؤكدة أن “الحياد لا يعني اللاموقف، بل التزام آداب المهنة، وأن الشفافية هي أساس المصداقية”.
وجددت النقابة مطلبها بإقرار قانون إعلام عصري يواكب التغييرات ويحلّ مكان القانون الحالي الذي مضى عليه أكثر من 63 عاماً، على أن يشمل جميع القطاعات: المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، والإلكترونية. ويجب أن يوفّر هذا القانون “أوسع هامش من الحرية، ويعيد ربط قطاع الإعلام بالدورة الاقتصادية ليصبح منتجًا لا عبئًا على المجتمع، ويؤدي دورًا محوريًا في دعم الديمقراطية وتشكيل الهوية الوطنية ثقافيًا واجتماعيًا”، بحسب البيان.
ودعت النقابة إلى مدوّنة سلوك مهنية تواكب تطورات العمل الإعلامي وتؤسس لتجدد الصحافة اللبنانية.
ووجهت النقابة “تحية إلى كل صحافية وصحافي في لبنان والعالم”، معتبرة أن الحرية هي “هواء الصحافي وماؤه، وعلة وجوده المهني”، داعية الجميع إلى أن يكونوا على قدر الرسالة التي اختاروها، “فمن كان على مذهب الحرية لا يخشى المركب الخشن”.














