الأربعاء, مايو 21, 2025
الرئيسيةSliderمسار الضغوط للتطبيع.. من الناقورة إلى السويداء!

مسار الضغوط للتطبيع.. من الناقورة إلى السويداء!

| غاصب المختار |

هل هي مصادفة أن يستمر التوتر المفتعل عند الحدود الجنوبية والشرقية للبنان بعد انتهاء حرب الإسناد لغزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولتطبيق القرار 1701، وفي ظل الضغوط الأميركية السياسية الشديدة على لبنان وسوريا، والتي تواكبها ضغوط عسكرية وأمنية إسرائيلية واسعة أيضاً على البلدين من جنوبهما إلى شمالهما؟

في مراقبة لمسار التطورات بعد وقف إطلاق النار في لبنان والتزام “حزب الله” به، ومباشرة الدولة اللبنانية تنفيذ المطلوب منها، وبعد سقوط النظام السوري وسيطرة مسلحي “هيئة تحرير الشام” على مقاليد الحكم، تحوّل الجهد الأميركي والإسرائيلي من الاهتمام بالجانب الأمني في لبنان وسوريا، وبالتوازي، إلى الاهتمام بالجانب السياسي الهادف إلى فرض السياسة الأميركية على البلدين الجارين المتلاصقين، والمتلازمين فعلاً بالمصير المشترك.

وكما حاولت الإدارة الأميركية فرض مسار سياسي معين على لبنان، جوهره ضمان أمن الكيان الإسرائيلي ووقف أي مقاومة مسلحة ضده تحت طائلة عدم تقديم أي دعم أو مساعدة للبنان تمكنه من النهوض، فرضت على سوريا، في رسالة وجهتها إلى السلطة الجديدة في آذار الماضي، 8 شروط لرفع العقوبات، منها أيضاً منع أي عمل مسلح من سوريا ضد “إسرائيل” وتدمير كل الأسلحة الكيماوية والتي تشكل خطراً استراتيجياً على الكيان المحتل. وليست مصادفة أيضاً أن تكون الطلبات الأميركية من لبنان وسوريا قد تناولت موضوع السلاح الفلسطيني. وأكدت دمشق في رسالة جوابية أنها “استجابت لمعظم شروط تخفيف العقوبات الأميركية، وتسعى لتفاهمات متبادلة بشأن القضايا العالقة”. تماماً كما أكد “لبنان الجديد” للإدارة الأميركية التزامه بأكثرالمطالب (الإسرائيلية ضمناً).

هذا المسار من الضغوط على لبنان وسوريا، هدفه البعيد المدى جرّ البلدين إلى تطبيع العلاقات بينهما وبين الكيان الإسرائيلي المحتل، وما لم يحصل التطبيع، أو على الاقل سحب كل عناصر القوة من قواهما الرسمية والشعبية لمواجهة الإحتلال، فإن العصا الإسرائيلية ستبقى مرفوعة تهدد البلدين من الناقورة جنوب لبنان إلى الجولان وجبل الشيخ والسويداء جنوب سوريا. وسيبقى احتلال الأراضي في البلدين قائماً من قبل “إسرائيل”، وستبقى الضغوط السياسية الأميركية المقرونة بحصار اقتصادي وبالعقوبات قائمة.

ويبدو أن الإدارة الأميركية تمهّد لكل هذه المسارات بالضغط أيضاً على إيران خلال المفاوضات بينهما حول الملف النووي، إذ تواكب التسريبات عن تقدم في المفاوضات بتهديدات مباشرة بأنه إذا لم تلتزم إيران بالشروط الأميركية فإنها ستُفلت عليها “كلبها المسعور”، “إسرائيل”، لتنفيذ نوايا نتنياهو بقصف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك ضمن القرار الأميركي ـ الإسرائيلي بتطويع كل دول المنطقة تحت عنوان “الاتفاقات الابراهيمة” لتحقيق ما يسمونه “السلام”، والذي لن يكون متوازناً ولا ثابتاً في ظروف اختلال التوازن.

مقالات ذات صلة