لا لقاء بين مسؤولين سوريين ولبنانيين.. حتى جنبلاط؟

اصبح معروفا انه لم يحصل اي لقاء جدي بين مسؤول لبناني ومسؤول سوري، حتى ان الوزير السابق وليد جنبلاط كان قد طلب منذ حوالى شهر موعدا مع الحاكم السوري الجديد احمد الشرع. لكن حتى اللحظة، لم يتلق جنبلاط اي جواب في هذا الصدد، في حين تتحدث اكثر من جهة سياسية عن الهاجس “الاسرائيلي” من المشروع التركي في سورية، ما يؤثر بالاستقرار فيها، وكذلك على قرار بعض الدول الاجنبية بمد يد العون لمعالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تزداد حدة يوما بعد يوم، وسط معلومات تؤكد ان عمليات التصفية على اساس طائفي او سياسي لا تزال تتواصل في اكثر من منطقة في سورية.

الى ذلك، الاجتماع الذي كان مرتقبا ان يعقد في دمشق امس بين الوفد الامني برئاسة وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف ابو قصرى، أرجىء الى اليوم في جدة في ظل وساطة سعودية. بيد ان السعودية تسعى الى حماية لبنان من سورية احمد الشرع الذي كشف الاخير عن نياته الحقيقية السلبية تجاه الدولة اللبنانية.

فالمطالب التي يرفعها، من بينها استعادة الودائع السورية، وهو مطلب تعجيزي يدركه الشرع في قرارة نفسه، انما يستخدمها لابتزاز الحكم اللبناني. اضف الى ذلك، ان عملية ابقاء عدد هائل من النازحين السوريين في لبنان الذين باتوا كقنبلة موقوتة لا احد يعلم متى تنفجر، تكشف ان سورية الشرع تريد زعزعة الاستقرار اللبناني بشكل مطلق.

وفي اغلب الظن انه لو كان الرئيس احمد الشرع يريد علاقات ودية وندية مع لبنان، لكان سهل عودة السوريين من لبنان الى سورية، ولكن يريد ابقاءهم عمدا في الاراضي اللبنانية لعلمه بانهم يشكلون ورقة ضغط على الحكم اللبناني وعلى الحالة الاقتصادية والمالية والديموغرافية.

انطلاقا من هذه الحقائق، اعتلمت المملكة العربية السعودية الأمر، وعليه ارادت نزع فتيل التوتر والتقاتل بين السوريين واللبنانيين، فضلا عن تخفيف حدة الاحتقان بين الجانبين عبر احترام السوريين الحدود اللبنانية وعدم المس بها والتوقف عن افتعال احداث دموية على الحدود السورية-اللبنانية.