| مرسال الترس |
ألف مبروك للقادة العسكريين والأمنيين الذين أُلقيت المسؤوليات على عاتقهم في آخر جلسة لمجلس الوزراء.
وألف مبروك لهم على النجوم التي وضعت على أكتافهم، ليكونوا مثالاً في القيادة لمرؤوسيهم.
ألف مبروك للأسماء التي أُنيطت بها تلك المسؤوليات، لأنه تم اختيارها من ضمن مجموعة كبيرة من الأسماء، باعتبارها غير مدانة سابقاً، ولا تشوب مسيرتها أي شائبة، انطلاقاً من “تفضيل الكفاءة على الزبائنية، والوطنية على الفئوية”، كما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عو، وانطلاقاً من “الشفافية في اختيار الأسماء”، كما ورد في البيان الوزاري للحكومة الأولى للعهد برئاسة “القاضي الدولي” نواف سلام. ولذلك فالمسؤولية عليهم مضاعفة:
الوطن أيها القادة، وكما تعلمون جيداً، غارق بالفساد حتى الثمالة. ولذلك عليكم ان تكونوا القدوة للأجيال المقبلة بغية انتشالها من هذه الآفة، ودفعها للإنخراط في تلك المؤسسات، بعدما ابتعدوا عنها لألف سبب وعلّة.
والبلاد، أيها القادة، وكما تعلمون جيداً، عشّشت فيها الزبائنية والتملّق، حتى بات الموظف النقي يُتهم بالغباء لأنه لم يحسن الاستفادة من موقعه مادياً أو معنوياً.
وهذه البلاد التي وصفت بـ “سويسرا الشرق” لجمال طبيعتها، تحولت، أو حولها تقصير المسؤولين، إلى بؤر للنفايات والغرق في الظلام، لأن أهل القرار الذين توالوا عليها لم يُحسنوا إدارة المقومات كما يجب.
صحيح أن المهمة صعبة جداً، ولكن عليكم أن تكونوا الخميرة الصافية التي تُقدم العجين الجيد القادر على إنتاج الخبز الخالي من الشوائب.
بعض الذين عايشوا العهود السابقة يتحسّرون على ما تم بناؤه في ظروف بالغة الصعوبة، مما يعني أن لا شيء مستحيل عندما تتوافر الإرادة الطيبة.
بعض الأصوات ارتفعت لتشكك في إمكانية إصلاح ما أفسدته العهود السابقة، لأن سوس الفساد قد ضرب جميع الرؤوس. فعليكم أن تثبتوا عكس ذلك، وأنه ما زالت هناك نفوس تحمل في طياتها طينة الوطن الصافية القادرة على تغيير الوقائع السيئة.
ولذلك فأمامكم احتمالان لا ثالث لهما: إما أن تُحسنوا القيادة، لتبقى أسماؤكم مرتفعة على صفحات الوطن النقية. وإما أن تفشلوا في التقاط اللحظة، فتلتحقون بالقافلة التي أساءت إلى نفسها المريضة قبل أن تسيء الى الوطن.