الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"المستقبل" بلا سعد.. و"أهلاً بأخت الشهيد"!

“المستقبل” بلا سعد.. و”أهلاً بأخت الشهيد”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| خلود شحادة |

“بالعشرين.. ع ساحتنا راجعين”.. ولكن كيف!

إلْتَمَّ الموج الأزرق في ساحة الشهداء، وفاء لذكرى الشهيد رفيق الحريري، وتجديداً لـ”البيعة” لنجله سعد، الذي ورث أباه سياساً منذ اغتياله عام 2005.

خطاب “عالي السقف” من سعد، أكد فيه العودة إلى العمل السياسي.. ولكن!

لم تجرِ رياح العمل السياسي في لبنان كما اشتهت سفينة سعد، لأنها لم ترسُ على ميناء البحر الأحمر في السعودية قبل وصولها إلى لبنان.

تفاؤل كبير عمّ “الوسط” بعد خطاب الحريري، إلا أنه أصيب بصدمة بعد مغادرة الحريري بشكل مفاجئ، وإلغائه مواعيده ولقاءاته المرتقبة من دون أي توضيح.

مغادرة الحريري الإبن، قابلها ترحيب سعودي بأخت الشهيد الحريري، بهية، التي قال لها الأمير يزيد من فرحان “أهلا بأخت الشهيد”، بحسب معلومات موقع “الجريدة”!

فسّر المقربون من بهية الحريري كلام بن فرحان على أنه دعم سياسي غير مباشر من السعودية لـ”أخت الشهيد” في المرحلة المقبلة، بحسب مصادر موقع “الجريدة”.

الواضح أن “الفيتو” السياسي على الحريري لم يعد مجرد “إعتكاف”، بل إنه قرار بعزله سياسياً.. ولأجل غير مسمى. والواضح أنه “عزل” قد انحصر بالحريري الإبن، وتم اعفاء تياره منه، لغاية في نفس السعودية.

هذه الغاية تتجلى في عودة السعودية إلى لبنان بشكل رسمي، وإعادة دورها الفاعل في اللعبة السياسية اللبنانية، بعد فشل النواب الذين مثلوا السنّة خلال فترة غياب الحريري. وظهر هذا الفشل بعدم قدرتهم على تشكيل كتلة نيابية متماسكة بقرار موحد، وبعدم القدرة على تشكيل زعامة حقيقية تمسك الشارع السني، مما استدعى إعادة ضخ الحياة في “تيار المستقبل” الذي أظهر أنه الأقوى في الشارع السني رغم الغياب.

اتضحت ملامح العزل بعودة “التيار” من دون سعد الحريري، عبر الدعم غير المباشر لبهية الحريري ونجلها، حيث أنها سترث الشهيد رفيق الحريري بمقعد بيروت، في المعركة الانتخابية المقبلة، التي سيخوضها تيار “المستقبل”.

أما أحمد الحريري، فسيرث والدته في مقعد صيدا، مع تفاؤل كبير على صعيد “التيار” بالحصول على أكبر كتلة نيابية خلال الانتخابات المقبلة، بين بيروت وصيدا طرابلس والبقاع وعكار والضنية والمنية والجنوب.

وبحسب معلومات موقع “الجريدة”، فإن بهية الحريري كانت قد أبدت رغبة كبيرة بالعودة إلى المعترك السياسي في المرحلة المقبلة، ونزولاً عند رغبتها أعلن سعد الحريري في 14 شباط العودة إلى العمل السياسي وخوض الانتخابات النيابية المقبلة، والانتخابات البلدية.

إلا أن سعد الحريري كان يمنّي النفس بالعودة إلى لبنان، ظناً أن كل التطورات التي حصلت في المنطقة، من وضع “حزب الله” في لبنان، مروراً بسقوط نظام بشار الأسد، ووصولاً إلى ملء الفراغ بسلطات لبنان بما تشتهي عوكر، سيغير المزاج السعودي تجاهه، إلا أنه من الواضح أنه اصطدم باستمرار الموقف السلبي، ورفض عودته.

هذا الواقع السياسي يطرح العديد من الأسئلة المنطقية حول “شبهات” العودة والضباب المحيط بها، فهل أعلن الحريري شخصياً العودة إلى العمل السياسي لشد العصب “الأزرق” لدعم عمته في المعركة الانتخابية لأنه يعلم أن لا إمكانية لعودته شخصياً؟
وهل كانت هذه العودة سواء من خلاله أو من خلال بهية الحريري بمباركة سعودية، أم أنها ارتجالية من الحريري نفسه الذي اصطدم لاحقاً بواقع الحال؟

كلها أسئلة مشروعة وطبيعية، ولكن أيضاً لا يمكن القفز فوق كلمة الحريري التي لم يأتِ فيها على ذكر “حزب الله” سلباً، وهو ما طرح علامات استفهام حول تحالف متوقع أن يحصل بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”، من فوق الطاولة أو من تحتها، خصوصاً بعد التجربة السياسية ـ التشريعية للحزب مع تشرذم النواب السنة في المجلس النيابي، أما عن حديثه عن سلاح “حزب الله” وحصره بيد الدولة، فهو خطاب “طبيعي” و”بديهي”.

الواضح أن الحريري يرغب جداً بالعودة إلى المعترك السياسي، وقد غلبه الحنين طامعاً بالكرم السعودي، مقدماً خطاباً وطنياً جامعاً واضحاً في ذكرى استشهاد والده، محاولاً لمّ شمل الشارع السني، وشد أواصر الفرق اللبنانية كمغترب عائد إلى “رحاب الوطن”.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، جمهور تيار “المستقبل” الذي جهز نفسه أعدّ العدة ليجدد الولاء للرئيس سعد الحريري، كيف سيتعاطى مع عودة “التيار” بدون “سعد”؟!

كيف سيؤثر هذا الموضوع على وجدان “الشارع الأزرق”؟ وكيف سينعكس هذا التأثير على استعادة الزخم الشعبي المنتظر؟
كيف سيتعامل مناصرو ومنتسبو “المستقبل” مع إعادة ترتيب البيت الداخلي بقيادة بهية الحريري وبغياب سعد؟ خصوصاً وأن بهية ستتسلم زمام القيادة في “المستقبل” في ظل أزمة مالية صعبة تستحكم به.. وفي خضم التحولات السياسية في لبنان والمنطقة.

وهل سيدخل بنفس الزخم والشعبية إلى العمل السياسي، أم أنه سيدخل في دوامة التجزئة والتقسيم الذي يعاني منه الشارع السني؟
الجواب رهن الأيام المقبلة..

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img