الثلاثاء, ديسمبر 23, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderقصة مقاومة.. من سجون الإحتلال إلى أعماق القضية!

قصة مقاومة.. من سجون الإحتلال إلى أعماق القضية!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ميرنا عمار |

تاريخ المقاومة لم يكن يوماً حكراً على جهة، واللبناني في الأساس نشأ على مفهوم واضح بمقاومة المنتدب والمحتل والعدو.

وفي بلد صغير، لا يملك السلاح الكافي لمجابهة مشاريع توسعية صهيونية، لكن شعبه يملك الأرض، ويملك الحق الكامل في كل شبر منها، والأهم أنه يملك القوة للوقوف إلى جانب فلسطين وزيتونها.

شباب لبنان انخرطوا منذ لحظة وجود كيان الإحتلال على الحدود، في حركة المقاومة، وعلى اختلاف انتماءاته سياسية كانت أم دينية، يقف أمام الجنود المغتصبين دفاعاً عن قضية لبنان، كل لبنان.

ومن أبرز المقاومين اللبنانيين، الذين قاوموا حتى داخل سجون الإحتلال، الأسير المحرر نبيه عواضة، إبن بلدة عيترون الجنوبية الحدودية.

وفي حوار خاص لموقع “الجريدة”، شرح المقاوم نبيه عواضة، السياق التاريخي للأحداث الذي يثبت أن “المقاومة ولدت بفعل الإحتلال الإسرائيلي وبدأت أولى البوادر سنة 1948”.

وأوضح أنه “يوجد وثائق لبنانية تثبت أن عناصر الدرك أو قوى الأمن، على رأسها الشهيد معروف سعد، شاركوا في مجموعة من جيش الإنقاذ وخاضوا القتال في المالكية عند الحدود مع فلسطين. وهذه كانت من أساسيات حركة المقاومة اللبنانية في الدفاع عن الأرض والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والإنخراط في صفوف المقاومة بعد بدء المجازر سنة 1948، منها مجزرة حولا التي نُفذت ضد المدنيين اللبنانيين والتي راح ضحيتها 53 لبنانياً”.

لاحقاً، تطور عمل المقاومة اللبنانية وأخذ أشكال مختلفة في الدفاع عن الأراضي الجنوبية، خصوصاً في قرى الجنوب حيث استمرت الإعتداءات في الخمسينيات، وبخاصة على المزارعين الذين كانوا يذهبون إلى أراضيهم عند الحدود، حسب قوله.

وأشار إلى أنه “مع انطلاق المقاومة الفلسطينية عام 1965 انخرط الشباب اللبناني في هذه المقاومة، وأصبح جزءًا كبيراً من الجنوبيين منخرطين في العمل القتالي، مع تأثير المناخ القومي العربي ومناخ القضية الفلسطينية، واستشهد العديد من اللبنانيين في عمليات نفذت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. بالإضافة إلى مشاركة أحزاب لبنانية في معركة العرقوب سنة 1969 والمعارك اللاحقة من ضمنها الحزب الشيوعي اللبناني، وتشكيل الحرس الشعبي وهوإطار للدفاع عن قرى الشريط.

ومن ثم جاء انضمام حركة “أمل” ببداية الـ1975 لمعركة الدفاع عن لبنان بدعم من الإمام موسى الصدر”.

وقال عواضة إن “المشروعية الشعبية للمقاومة أخذت بعدين: بعد ديني من ناحية رجال الدين، وبعد وطني من خلال الأحزاب العلمانية واليسارية القومية والإشتراكية والشيوعية.

ففي هذا المناخ انتقلت المقاومة من الجانب القومي لتصبح منخرطة في معركة لها عدة منابر، من ضمنها المنابر الدينية، وبالتالي أصبحت مقاومة وطنية وقومية في الجناح القومي العروبي والجناح الأممي المتعلق بالحركة الثورية العالمية.

وأضاف: “يمكن اعتبار أن رجال الدين ببداية السبعينيات أخذوا دوراً كبيراً نتيجة المد والتأييد الشعبي الذي أخذته المقاومة الفلسطينية بأوساط الجنوب. فكان حضورهم في هذه المواقف تعبيراً عن الشعبية التي كانت سائدة، وبدأت تجتاح القرى بشكل كبير خصوصاً مع تصاعد الحركتين الطلابية والعمالية في لبنان وتقوية الحركة الوطنية اللبنانية بدعم المقاومة الفلسطينية خاصة بعد أن نزحت الأخيرة من الأردن إلى لبنان بعد الأيلول الأسود في 1970”.

وبالتالي الرد الوطني اللبناني أتى بعد سنة 1978، وهذا بعد عملية الليطاني التي أدت إلى اجتياح منطقة في جنوب لبنان بحجة إبعاد فصائل المقاومة والقاء صواريخ “الكاتيوشا” على المستوطنات في “كريات شموني”، حسب قول عواضة.

ثم تبلورت الفكرة عند اللبناني وانتقلت من المقاومة القومية إلى الوطنية مع دعوات من أجل دعم الجنوب والتصدي للإحتلال، وبالتالي بدأ المشروع الوطني والأحزاب الدينية تتفاعل في هذا الإتجاه للدخول في فصائل المقاومة في ظرف تنافسي وليس تناغمي توافقي.

وتابع: “سنة 1982 بعدما اجتاح العدو بيروت وطردت منظمة التحرير من لبنان، بدأ المجال الوطني يأخذ مكاناً أعمق وانطلقت جبهة المقاومة اللبنانية في أيلول وبرز العامل الديني أكثر خصوصاً مع بروز التيار الإسلامي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران من خلال وجود مقاومة إسلامية بدأت في حركة أمل، ومن ثم خرج جناح من داخلها سمى نفسة حركة أمل الإسلامية، التي كانت مدعومة من الحركة الإسلامية ولجان الطلبة الإسلامية في الجامعات ومن إيران، وعبر عن نفسه بـ”حزب الله” سنة 1982 الذي بدأ بعمليات سرية استمرت لسنة 1985 ومن ثم أعلن عنها بشكل مباشر.

أصبح في لبنان مشروعين للمقاومة، الأول الوطني العلماني من خلال الحزب القومي والشيوعي والمشروع الإسلامي المرتبط بالدعم الإيراني.

وأردف: “لكن عندما انهار الإتحاد السوفياتي وتراجع المشروع اليساري وتعرض لانكسار وتراجع الشيوعية على المستوى العالمي، كان من الطبيعي أن تملأ هذا الفراغ المقاومة الإسلامية مع تراكم خبراتها، واحتلت الصدارة والمشهد بشكل كامل نتيجة الإمكانيات المقدمة وثباتها في العمل المقاوم من الدعم السوري والإيراني بخاصة بعد اتفاق الطائف، والتي بسبب قوتها حررت الجنوب، وتراجع اليسارية الشيوعية بسبب انهيار الإتحاد السوفياتي”.

هذا السياق الذي شرحه عواضة بحكم خبراته المتراكمة في حياة المقاومة، عاشه العديد من شباب لبنان وأهل الجنوب سابقاً، والذي شكل منعطفاً تاريخياً في القضية الفلسطينية وانغماسها في نفوس أبنائها من الفلسطينين اللبنانيين.

وربما، نحن أبناء الجيل الجديد، نحتاج إلى سردية قصصية تاريخية من أشخاص مقاومين أمثال نبيه عواضة، عن ماضي القضايا التي ما زلنا نحملها في خطاباتنا ويومياتنا وحتى طموحاتنا، لتظل الصورة واضحة أمامنا من أجل معرفة المعنى العميق للمقاومة التي ما بدأت من طائفة أو حزب أو جهة واحدة، بل ما حملها عبر السنين هو مسؤولية كل جهة وفرد في رفض الإحتلال وعمل على الحفاظ على الكرامة الوطنية.

وستظل المقاومة هي الحق الطبيعي لأي شعب وشخص حر للحفاظ على الوطن وسيادته.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img