الخميس, ديسمبر 11, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderأهل الأرض.. مقاومة!

أهل الأرض.. مقاومة!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ميرنا عمار |

“خير لنا أن نموت ونحن واقفين مرفوعي الرأس، من أن نموت ونحن راكعين”.
هذه الجملة التي قالها الثائر التاريخي “تشي غيفارا” تشرح الكثير عن الشخص المقاوم، وعن هدف المقاومة، لكن أشكال المقاومة ليست هي ذاتها عند الجميع.

كل يقاوم على طريقته، طبعاً من أراد أن يقاوم، لذلك شهدت هذه البقعة من الأرض ـ المشرق العربي ـ حركات متعددة، قاومت انطلاقاً من المبادئ، كياناً غاصباً، ومشروعاً فتاكاً في بلاد العرب.

وجدل المقاومة اليوم يشكل جبهة حساسة، خصوصاً وأن الأغلب يعتبر المقاومة باتت مرتبطة بـ”حزب الله” وإيران.

لكن، هل يعقل أن نحصر المقاومة بالشيعة فقط؟ بل وبـ”حزب الله” من الشيعة فقط؟
وهل إذا كنا ضد سياسة الحزب، مبرر لنا أن نضطهد من شكلوا مقاومة ضد العدو ومشاريعه التوسعية؟

دعونا نعود في التاريخ قليلاً، ونستذكر كيف أينعت المقاومة والهدف الأساسي لوجودها.

نشأت حركة المقاومة في الأساس ضد كيان الإحتلال في 1948 بفلسطين، وبدأت تتخذ من البلاد المجاورة قواعداً لها، مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن. اتخذت طابعاً عقائدياً.

في لبنان، تميزت حركات المقاومة بتنوعها، حيث امتدت من “شيوعية” إلى “قومية” مروراً بالشيعية مع حركة “أمل”، ووصولاً إلى “حزب الله”.

مع توسع أهداف العدو الصهيوني، توسعت حركات المقاومة، حتى وصلت إلى تشكيل “محور المقاومة” الذي يشير إلى تحالف عسكري سياسي غير رسمي مناهض للغرب والعدو، بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوات سوريا وحركة “حماس” الفلسطينية، وحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطيني، و”حزب الله” اللبناني. كذلك التنظيمات الموالية للنظام السوري السابق، والتنظيمات الشيعية العراقية وهي جزء من “الحشد الشعبي” الذي أصبح يخضع لسلطة الحكومة العراقية، وحركة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون) تعتبر جزءًا من التحالف.

وفي حديث مع الدكتور برهان الخطيب عبر موقع “الجريدة”، أوضح أنه كانت الحركات كثيرة، من حركة القوميين العرب ومن ثم الأحزاب العقائدية من الشيوعي والقومي السوري والفلسطيني وبعثي سوري وعراقي.

وأضاف: “ولقد شكل الإمام موسى الصدر عملاً اجتماعياً وسياسياً منظماً داخل الطائفة الشيعية في جنوب لبنان، حيث عمل على التوعية والتحذير من مخاطر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ولم يشأ أن يكون نضاله ذا صبغة طائفية، فأسس عام 1971 لجنة ضمت جميع الزعامات الروحية في الجنوب اللبناني، من المسلمين والمسيحيين، لمتابعة الأنشطة السياسية والاجتماعية، وأسس حركة أمل التي ضمت سابقاً معظم قيادات الحزب”،
لكن سرعان ما انشقوا عنها بقيادة السيد حسن نصر الله، وبرز دوره في المقاومة أكثر، بخاصة بعد حرب 2006، لكن سياسته في سوريا ووقوفه إلى جانب بشار الأسد عرّضه لكثير من الانتقادات واللوم، حسب قوله.

وعلى الرغم من اختلاف أيديولوجيات التحالف، مثل السوريين العلمانيين والإسلاميين السنة والشيعة، إلا أنهم موحدون من خلال هدفهم المتمثل في معارضة أنشطة الأحزاب الموالية للغرب والعدو. كما اعتبرت إيران روسيا والصين جزءًا من التحالف، بسبب موقفهما السياسي المناهض للغرب وعلاقاتهما الإيجابية مع إيران وسوريا.

كان يهدف محور المقاومة بشكل خاص إلى التعاون والتنسيق في نطاق الصراع مع الإحتلال لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تدمير الدولة الصهيونية. كما شن التحالف هجمات على قوات الولايات المتحدة في العراق وعلى الجماعات المسلحة المتشددّة مثل “القاعدة” و”داعش”.

وقد ارتبط موضوع المقاومة بالتمويل، لأنه لا مقاومة بدون سلاح.

وأشار الخطيب إلى تخصيص إيران موارد كبيرة لتعزيز القدرات العسكرية لكل مجموعة على مدى عقود، مع تعزيز الروابط الأساسية في ما بينها وذلك من خلال “فيلق القدس”، وهو وحدة القوات الخاصة في “الحرس الثوري”، الذي تاسس سنة 1979 مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

وتابع: وبعد أن تعرض “حزب الله” لهجوم كبير بسبب “احتكاره” المقاومة، كسرت هذه القاعدة في الحرب الأخيرة على لبنان، حيث تحدثت المعلومات عن تنسيق كثيف بين “حماس” و”الحزب” والفصائل الأخرى قبل “طوفان الأقصى”، لكن لم تتم الخطة مثلما خططوا لها.

أضعفت تبعات عملية “طوفان الأقصى” في العامي 2023-2024 محور المقاومة والاستراتيجية وراءه بشكل كبير، حيث عانى المحور من ضربات عميقة، بما فيها من استشهاد قادة “حزب الله” و”حماس”، وضرب البنى التحتية العسكرية للحركتين المقاومتين.

بالإضافة إلى ذلك، أدى سقوط بشار الأسد، الذي انتهى بسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، وإنهاء أكثر من خمسة عقود من حكم آل الأسد، إلى تعطيل المحور بشكل أكبر، بخاصة وأن طريق أسلحة “حزب الله” تمر من سوريا.

وهناك عدة آراء في هذا الإطار، فمنهم من قال إن “الحزب سعى إلى آحادية المقاومة من أجل إظهار قوته وساعدته في ذلك البيئة التي خرج منها”، وآخرون قالوا إن “هذه الحرب أظهرت أن الحزب سمح للجماعة الإسلامية بالمشاركة في عملية المقاومة بسبب الانتقادات التي تلقاها بسبب سياسته”، بحسب رأي الخطيب.

والمهم ذكره هنا، أن كل حركات المقاومة الفلسطينية خرجت من لبنان.

ولكن، من قال إن دور المقاومة حصر بـ”حزب الله”؟ هناك الكثير من المقاتلين االذين قاوموا من دون انتماء أو تسمية أو خلفية، قاوموا لأن المقاومة فطرة الأحرار، ومنهم من أسره العدو وآخر قتله.

لذا، الأَولى من ملامة “حزب الله” على “استئثاره” بالحركة المقاومة، لا بدّ من الإدراك جيداً أن المقاومة عمل مشروع للدفاع عن حق مكتسب.. مكتسب بالدم والقوة والتضحيات.

وبالنسبة لي، إن “المقاومة تتلخص بمظهر أهل الجنوب أمام دبابات وبنادق الإحتلال، حزبية كانت أم لا، بمظهر إسلامي أم لا.

الأهم هو الدفاع عن البيت، الأرض، عن شجرة زيتون.

ومن الذي يعلمني كيف أدافع عن أرضي؟

ومن الذي يملي عليّ كيف أحمي وطني؟

كما الحب لا يمكن فرضه.. كذلك المقاومة.

والمقاومة لأجل الوطن هي أعمق أشكال الحب!

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img