| حسن شرف الدين |
صديقكَ إنْ صَدَقْتَ بهِ النوايا يدومُ ودادُهُ حتى المماتِ
هذا ما يصف الصداقة الوطيدة بين الأمينين العامين لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، مع اقتراب موعد التشييع، حيث يُتوقع أن يكون تشييعهما حدثًا تاريخيًا بحضور حشود من مختلف أنحاء العالم.
عندما نتحدث عن السيد نصر الله والسيد هاشم، فإننا نتحدث عن صديقين بدأت مسيرتهما في المقاومة معًا. وقد كان السيد صفي الدين سندًا وذراعًا أيمن للسيد نصر الله، والعكس صحيح، وفقًا لما كشفه السيد جواد حسن نصر الله.
لا تربط بين السيدين الشهيدين فقط قرابة الدم، بل جمعتهما أخوة الصداقة والنضال، وعباءة فلسطين.
بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، وقبل أن تتحدث أي مصادر في الحزب عن تعيين السيد هاشم صفي الدين أميناً عاماً، تعامل العدو الإسرائيلي مع صفي الدين على أنه خليفة نصر الله، ليجمعه مع السيد نفس المصير، ببعشرات الأطنان من المتفجرات.. وأيام عشر تحت حصار جوي صهيوني يمنع فرق الإسعاف من إنقاذ أحد.
فكرة أن يكون صفي الدين أميناً عاماً عقب السيد نصر الله، لها أثرها الروحي وليس فقط التنظيمي، حيث أن الشبه الكبير بين الشهيدين، كان سيترك أثراً كبيراً في نفوس الناس التي لم تتقبل حتى اللحظة فكرة استشهاد السيد نصر الله.. إلا أن العدو أصر على التنكيل بشعور جمهور المقاومة ظناً منه أن هذا الجمهور سيلين أو ينكسر.
انتخابه أمينًا عامًا واستشهاده
بعد استشهاد السيد حسن نصر الله في 27 أيلول 2024، تم انتخاب السيد هاشم صفي الدين أمينًا عامًا لـ”حزب الله” بطلب من الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم، إلا أنه استُشهد في 3 تشرين الأول، وهو اليوم الذي كان من المفترض أن يُعلن فيه رسميًا تعيينه أمينًا عامًا للحزب، لكن القصف الإسرائيلي كان أسرع من إعلان خبر تعيينه، الذي تحول إلى إعلان خبر استشهاده.
ما بعد اغتيال السيد نصر الله
كشف مسؤول في “حزب الله”، أنه تم العثور داخل المنشأة على خطاب مكتوب بخط يده، من 3 صفحات، ينعى فيه السيد نصر الله، ويتحدث عن المرحلة التي كان من المفترض أن يقودها.
وعلى عكس ما يتم تداوله، بأنه بقي يصارع جراحه لعدة أيام بعد استهدافه في المنشأة التي كان داخلها في المريجة، نفى أحد قيادي “حزب الله” ذلك، مؤكداً أنه استشهد في اللحظات الأولى، من دون أن تظهر عليه أي جروح، مما يعني بأنه إستشهد بنفس طريقة إستشهاد صديق حياته ومماته السيد نصرالله.
أراد صفي الدين زيارة مكان استشهاد السيد نصر الله قائلاً “يجب أن أكون على الأرض”، إلا أن قادة الأمن رفضوا ذلك كلياً.
عرض إيراني للسيد صفي الدين قبيل إستشهاده
بعد إنتخابه أمينًا عامًا، تلقى السيد صفي الدين اقتراحًا بالخروج من لبنان إلى إيران تحديدًا حفاظًا على حياته. وجاء هذا الاقتراح من القيادة الإيرانية، التي نصحته بالابتعاد عن الساحة اللبنانية إلى حين التمكن من معرفة كيفية تمكن الاستخبارات الصهيونية من تحديد مكان السيد حسن نصر الله، إذ كانت أولويات إيران الحفاظ على حياته.
إلا أن السيد صفي الدين رفض هذا العرض، وأصرّ على البقاء في غرفة إدارة العمليات البديلة لإدارة المعركة، رغم يقينه بأنه قد يتم اغتياله في أي لحظة.
ومنذ تاريخ اغتيال السيد نصر الله في 27 أيلول وحتى 3 تشرين الأول، تاريخ اغتيال السيد هاشم، رفض الأخير عدة مقترحات للانتقال إلى مكان آمن، وأصرّ على مواصلة إدارة المعركة.














