السبت, ديسمبر 13, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderمتى يعلن لبنان موقفاً من الموفدين "الإسرائيليين"؟

متى يعلن لبنان موقفاً من الموفدين “الإسرائيليين”؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| غاصب المختار |

بدت الموفدة الأميركية الجديدة إلى لبنان مورغان أورتاغوس وقحة وصلفة وغير دبلوماسية، في نقل الرسالة الأميركية “شديدة اللهجة” التي روّج لها الإعلام الغربي قبل وصولها إلى بيروت، والتي مفادها أن لا مكان لـ”حزب الله” في الحكومة الجديدة للعهد الجديد، وهي عبّرت عن هذا الموقف الأميركي الرسمي بصفتها موفدة إسرائيلية لا أميركية “محايدة” و”نزيهة”، لا سيما وأنها تترأس اللجنة الخماسية المفترض أن تتولى الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، لا الترويج لمقولة أن “حزب الله مهزوم على يد إسرائيل، ونحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله”!

المفارقة الفاقعة أن أورتاغوس قالت فحوى الرسالة الأميركية بطريقة فجّة، غير لائقة دبلوماسياً، وفي حضرة رئيس البلد المفروض أنه رمز سيادة الدولة.

لعل الفارق بين أورتاغوس وسلفها آموس هوكشتاين أنه كان يقول الكلام الأميركي ذاته في الجوهر، لكن بطريقة أكثر دبلوماسية. وربما يكون قد نقل بدقة موقف الإدارة الأميركية السابقة بدعم “إسرائيل” بلا حدود وإطلاق يدها في تدمير لبنان، لكنه احترم المقامات الرئاسية، ولو شكلاً، مع أن الموفدَين هوكشتاين وأورتاغوس إسرائيليَين أكثر ممّا هما أميركيَين. ولعل ما حصل مع أورتاغوس يكون دافعاً للسلطات اللبنانية الرسمية لوضع حدّ لإرسال شخصيات إسرائيلية إلى لبنان تملي شروطاً إسرائيلية، والاعتراض على استقبال أي موفد ذي ميول صهيونية أو خدم السياسة الصهيونية التوسعية المتوحشة، وطلب إيفاد موفد أممي ينقل توجهات المجتمع الدولي، لا الإدارات الأميركية الحليفة للصهيونية عبر موفدين لها مستفزين للكرامة الوطنية لكثير من اللبنانيين أصحاب الكرامة الوطنية، لا التابعين لسفارات القوى الباغية.

بات على لبنان حفظ سيادته فعلاً لا قولاً، وعلى السياسيين “السياديين” تطبيق مفهوم السيادة بكل معانيها الجوهرية لا الشكلية الاستعراضية، والموجهة بالشماتة إلى من قاوم الاحتلال ودفع الدم والثمن الغالي من أرواحه وممتلكاته وأرزاقه ومصدر عيشه، حيث أن السيادة تفترض موقفاً سيادياً جدياً قوياً بحق أي كان دولة أو شخص، ووضع حدّ له أو لها… “والأرزاق على الله”.

والخطير في ما يقوم به “الموفدون الاسرائيليون”، أكانوا أميركيين أم أوروبيين أم أمميين، أنهم يزيدون الانقسام السياسي في لبنان بمواقفهم الداعمة لكيان العدو الإسرائيلي، ولطرف لبناني ضد طرف آخر، ويضيفون بريقاً خادعاً على كلامهم بعبارات مثل “دعم سيادة واستقلال وازدهار لبنان”، وهم يعلمون بتجاربهم التاريخية أن الاحتلال لا يخرج من أي أرض سوى بالمقاومة المسلحة. هكذا كانت تجربة الوطنيين الأميركيين في الحرب ضد الاستعمار الانكليزي قبل نيل الولايات المتحدة استقلالها، وتجربة الشعوب الأوربية للخلاص من الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، وقبلها وبعدها دول وشعوب كثيرة قاومت المحتلين ودحرتهم، كما في الجزائر وفيتنام.

السيادة ممارسة لا شعارات، والموقف الأميركي لم يحترم سيادة لبنان ولا مسؤوليه الكبار الرسميين ولا مؤسساته ولا شعبه، ولا دم الشهداء الذي ما زال يُراق على أرض الجنوب كل يوم على يد الإسرائيلي، وبالسلاح الأميركي، وآخره الافراج عن صفقة القنابل الضخمة الأميركية للكيان الاسرائيلي.

قد يكون لدى البعض حجته السياسية بأن الظروف الإقليمية والدولية تغيرت، وأن “حزب الله” وفريقه في محور الممانعة “انهزم” أمام هذه المتغيرات، ولكن لو صحّ ذلك، فهو لا يبرر هذه الميوعة أمام استسهال انتهاك السيادة والكرامة الوطنية أمام موفدين وظيفتهم المعلنة دعم لبنان ومساعدته على الخلاص من الاحتلال، لا الترويج من بيروت لـ”انتصار” الاحتلال و”شكره” على قتل اللبنانيين كما فعلت اورتاغوس!

آن الاوان ليقول المسؤولون اللبنانيون السياديون للأميركي “كفى”.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img