المقاومة في غزة تنتصر.. بالصورة أيضاً!

| رندلى جبور |

عند كل عملية تبادل بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، تَظهَر صورة إعلامية جديدة، لتُكرِّس النصر الفلسطيني، ولتؤكد أن “حماس” فهمت أهمية اللعبة الإعلامية وبدأت تشتغل عليها، وهذا مطلوب من كل مقاومة، لأن حرب الجيل الخامس هي حرب بالكلمة والصوت والصورة، وهذا السلاح هو الأداة الأساسية فيها.

وإلا لماذا مثلاً يضع الصهاينة أيديهم على كبريات وسائل الإعلام في العالم؟

ولماذا تَحظُر بعض المنصّات كلمات وصوراً وحسابات على علاقة بـ”حزب الله” وإيران والمحور الحاضن؟

وعلى ما تقوم “الثورات الملونة”؟

ولماذا يلهث الغرب خلف بناء علاقات مع الإعلاميين بشكل خاص وصولاً إلى “محاولة تجنيدهم”؟ أو رمي الحُرْم عليهم إذا خالفوا التوجهات؟

وماذا يعني الاتكال على مؤثرين على وسائل التواصل؟

الإجابات واضحة، وتدلل على أهمية الاعلام التقليدي والحديث في أي معركة لكسب الرأي العام، ومن خلاله حصد التفوق في النتيجة النهائية.

وبالعودة الى “الذكاء الإعلامي” لدى “حماس”، لا بدّ من التوقف عند بعض المشاهد:

ـ المشهد الاول: إرسال صور الأسيرات، لإظهار الفَرق بين إنسانية المقاومة في التعامل مع الأسرى وبين وحشية العدو في التعامل مع المعتَقلين، بالإضافة إلى إرسال خريطة غزة للقول بوضوح: إن هذه الجغرافيا الصغيرة هَزَمت المشروع الأكثر إجراماً في المنطقة.

ـ المشهد الثاني: شعب غزة الذي انتفض من تحت الرماد كطائر الفينيق، ووقف على رجليه محتفلاً رغم الدماء والدمار والى جانب مقاومته، ليعلن أن “مهما قتلتم منّا نحن باقون أحياء ومقاومون”.

ـ المشهد الثالث: ظهور مجاهدي حركة المقاومة بعتادهم وعدّتهم وبذلاتهم المرتّبة والنظيفة في الشوارع العامة، مع آليات وسيارات جديدة، والأقوى ظهور مجاهدين كانت أعلنت “إسرائيل” سابقاً أنها اغتالتهم.

ـ المشهد الرابع: التعامل مع “حماس” كجهة رسمية، لا في التفاوض وحسب بل في عملية التسليم، حيث وَضَعت تواقيعها على الأوراق الرسمية.

ـ المشهد الخامس: إجراء فصل من فصول التبادل من أمام منزل يحيي السنوار الذي استشهد ولكنه تَرك خلفه جيلاً محارباً.

ـ المشهد السادس: ظهور الشباب المقاوِم على آلية إسرائيلية كانوا صادروها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع ما في ذلك من إظهار للاقتدار.

إذاً، هو انتصار بالصورة الإعلامية أيضاً، ويُبنى عليه لتأسيس إعلام مقاوِم جديد، يواجه الاعلام الذي تسيطر عليه “إسرائيل” والولايات المتحدة.