| غاصب المختار |
كانت متوقعة نتيجة الخلاف الذي حصل بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور نواف سلام وثنائي “أمل” و”حزب الله”، بعد الكلام الذي أعلنه نواب الحركة والحزب حول الانقلاب على التفاهمات السابقة لانتخاب رئيس الجمهورية. كما كانت متوقعة مساعي تقريب وجهات النظر وتوضيح المواقف التي جرت لاحقاً وصولاً إلى اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف برئيس مجلس النواب، والذي وصفه الرئيس نبيه بري بأنه كان واعداً.
ومع ذلك، يتحفظ نواب حركة “أمل” و”حزب الله” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” عن الخوض في أي حديث أو موقف عن تشكيل الحكومة، شكلاً وحقائب وحجم المشاركة فيها، بسبب “دقة وحساسية الموضوع في هذه الظروف”، كما قال أحدهم لموقع “الجريدة”.
وقالت مصادر لموقع “الجريدة”: “ممنوع الكلام حتى الآن بانتظار نتائج الاتصالات واتضاح صورتها كاملة بعد انتهاء مشاورات التشكيل”.
المهم في الموضوع أن التسويات ستحصل، عاجلاً أم آجلاً، وسيصاب المراهنون ـ من خصوم الثنائي ـ على استبعادهما عن الحكومة بخيبة أمل، في حال تقررت مشاركة الثنائي، أو على الأقل مشاركة حركة “أمل” في الحكومة، كما تردد في بعض الأروقة السياسية، فلا حكومة بلا التمثيل الشيعي الوازن، أسوة بالآخرين من قوى سياسية ستكون لها حصتها في الحكومة.
والتمثيل الشيعي في الحكومة ـ كما غيره من تمثيل الطوائف والقوى السياسية ـ يخضع لحسابات د قيقة في “ميزان الجوهرجي” بحسب التركيبة السياسية القائمة حالياً، وليتمكن العهد الجديد مع الحكومة الجديدة من تنفيذ كل، أو بعض مضامين خطاب القسم وبيان الرئيس المكلف الذي أعلنه بعد التكليف، وإلّا لن يُقلع العهد كما يجب وكما تصور البعض برغم كل الدعم الخارجي الذي تلقاه، وهو الأمر الذي يفهمه الرئيس الفرنسي ماكرون أكثر من غيره، لذلك وضع يده في عملية معالجة الخلافات بشكل مباشر عبر زيارة بيروت.
كما أن الرئيس بري و”حزب الله” يفهمان بشكل واضح كيفية معالجة الأزمة الموضعية المؤقتة، وبعد تصعيد الموقف بلسان الرئيس بري وبعض نواب الحزب وبمقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف في البرلمان، وصلت الرسائل إلى من يهمه الأمر أن “لا حكومة من دوننا، وإن تشكلت فلن تنجح”. ولعل هذا التصعيد كان من ضمن أصول اللعبة للوصول إلى نتائج إيجابية، وليس بهدف تفشيل العهد أو الرئيس المكلف، فما كُتِب قد كُتِب، فالعماد جوزاف عون أصبح رئيساً للجمهورية، واعتذار الرئيس سلام عن تشكيل الحكومة أمر صعب، إن لم يكن غير وارد أبداً بسبب كل الضغوط والتدخلات الخارجية التي مورست لتسميته، والتعامل مع الأمر الواقع بات من يوميات السياسة اللبنانية، وصولاً إلى التسويات وأنصاف الحلول على الأقل.