خديعة سياسية من العيار الثقيل.. بري: نرفض التسليم بالأمر الواقع!

بعد بلبلة استمرت ساعات بين معظم الكتل النيابية، يبدو ان ما اعتبره البعض بالـ”التعليمة” وصل الى بيروت فنال القاضي نواف سلام 84 صوتاً في استشارات تسمية رئيس الحكومة، بعد ان كان “البوانتاج” ليلا يمنحه في افضل الحالات 31 صوتاً.

هذا “الكمين” بحسب توصيف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حجب الميثاقية عن اول رئيس حكومة مكلف في عهد الرئيس جوزاف عون، بعد امتناع النواب الشيعة عن التسمية، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال انعكاس ما حصل على عملية التأليف التي ستتضح معالمها بعد وصول الرئيس المكلف ظهر الثلاثاء، حيث سيلتقي في لقاء ثلاثي مع الرئيس جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيكون له الكثير من الكلام المباح في حضرة الرئيسين، على الرغم من غضبه الشديد ازاء ما حصل، لانه يفتح الابواب امام التشكيك في كل ما اتفق عليه، او ما يمكن التفاهم عليه في المستقبل.

واختصر بري المشهد بالقول امام زواره: “ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع”، ولم يخف عتبه الشديد على وليد جنبلاط، ولفت الى ان ميقاتي لم يقصر مع الحزب التقدمي طوال وجوده في الحكومة.

ووفق مصادر “الثنائي”، فما حصل خديعة سياسية من العيار الثقيل، ولم تحسم بعد مسألة الانضمام الى الحكومة الأولى للعهد، أو التوجه الى المعارضة، مع العلم ان الرئيس عون سيعمل جاهدا لعدم “عزل” المكون الشيعي، لان عدم ترشيح اي من الوجوه المحسوبة على “الثنائي” سيضع عليه وعلى الرئيس المكلف عبء اختيار اسماء شيعية لتوزيرها في الحكومة، لكن هذا لن يكون حلا للازمة؟! وحتى مساء الاثنين التوجه الغالب لدى “حزب الله” هو الذهاب الى المعارضة، الا اذا حصل ما يمكن التعويل عليه خلال التشاور للتأليف.

وبحسب المعلومات، شعر الرئيس بري بوجود “قطبة مخفية”، بعد تراجع النائب السابق وليد جنبلاط عن موقفه “بعدم تسمية كتلة اللقاء الديموقراطي” لاي مرشح، وذلك “لتعبيد الطريق” امام اعادة تكليف الرئيس ميقاتي.

وحتى منتصف ليل امس الاول كان واضحا انه ملتزم بالاتفاق. لكن جنبلاط اتصل صباحا بالرئيس بري وابلغه انه اختلف مع نجله تيمور، ولا يريد ان “يكسره” وهو مضطر الى تسمية نواف سلام لتأليف الحكومة! عندئذ فهم بري ان “كلمة السر” وصلت من مكان ما ، وجرى التواصل مع قيادة حزب الله وجرى التفاهم على موقف موحد ترجم في الاستشارات، كما اقنع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بالتراجع عن تأجيل زيارة بعبدا، كيلا يفهم الموقف انه تجاه الرئيس عون غير المعني بما حصل، وكان ملتزما حتى يوم امس بالاتفاق.

 وساد «الوجوم» في القصر الحكومي امس ، وكانت الصدمة بادية على الرئيس ميقاتي الذي كان على تواصل مع الرئيس بري، حيث ابلغه بفحوى اتصال صباحي من قبل جنبلاط ابلغه فيه انه لن يسميه، فيما وصلته معلومات عن نية التيار الوطني الحر لتسمية سلام، بعد ان قرر النائب جبران باسيل استلحاق نفسه حكوميا، عبر تموضع جديد يعوض فشله في الاستحقاق الرئاسي.

وتجدر الاشارة الى أن بقاء ميقاتي في منصبه كان بندا رئيسيا في التفاهم الذي صاغه النائب علي حسن خليل في السفارة السعودية عشية الانتخابات الرئاسية، وتم التأكيد على الامر خلال لقاء خليل – رعد مع الرئيس جوزاف عون قبل انتخابه حيث لم يبد اي معارضة نظرا إلى أن علاقته به كقائد للجيش كانت جيدة، اضافة الى ذلك فان مجموعة كبيرة من مشاريع القوانين التي كانت الحكومة بصدد إرسالها إلى المجلس النيابي، حصل حولها نقاش بين مساعدين لعون وميقاتي في اليومين الماضيين.

الديار