“فخامة الرئيس” نعمة افرام.. “المغامر”!

يفتش نعمة افرام عن كوة نور في جدار سميك، لعلّه يستطيع الاستثمار بالضوء لإنهاء زمن العتمة الذي طال في لبنان.

يؤمن نعمة افرام أن اللبناني لديه طاقة كافية لبناء وطن يكون فيه للإنسان قيمة. ولذلك، هو اعتمد في عمله الخاص على شعار يخاطب فيه اللبناني بالقول “طلّع الضو يلي فيك” لإظهار الإبداع في العمل، كما اعتمد في مشروعه السياسي على الارتقاء بحقوق اللبناني عبر بناء مؤسسات تعطيه حقوقه ليكون لبنان وطناً للإنسان اللبناني.

صاغ الرجل فكرته عن لبنان الذي يطمح إليه، انطلاقاً من خبرته ومعرفته وإطلاعه. هو يحمل إرثاً نظيفاً في السياسة، استثمر فيه لتأسيس فكرة نقيّة عن وطن يريده على صورة أحلامه.

لا ينتمي نعمة افرام إلى خيار سياسي بعينه، ولذلك ليست لديه عقدة الآخَر، ولا تظهر عليه نرجسية متعصّبة، كما أنه ينبذ التطرف بكل أشكاله وأنواعه وألوانه، لأنه مقتنع أن العصبيات السياسية والأنانيات الشخصية والأفكار المتطرفة، كلها تؤدي إلى الاصطدام والتآكل والهدم والتشتّت والانهيار؟

لذلك، فإن نعمة افرام “غرّد” بعيداً عن الاصطفافات، على الرغم من محاولات سابقة لكسرها من الداخل، وعثر على نفسه أخيراً في مشروع يناسب قناعاته بوطن يحبه ويحمل قيمه في سلوكياته ويومياته وخططه وبرامجه، الشخصية والسياسية والتجارية.

يحرص على عدم التفريط بإرث والده جورج افرام الذي لم يضعف ولم يتنازل، وفضّل التخلّي عن المناصب على لوثة الصفقات والمشاريع والسمسرات، فخرج نظيفاً، واحتفظ بكرامته وقيمه وقناعاته، هو الذي لم تستطع الإغراءات إفساد مسيرته التي دخل بها التاريخ السياسي للبنان.

يكمل نعمة هذه المسيرة، بعد أن أدخل عليها تحديثات تواكب العصر. طوّر الفكرة، مأسس المسيرة، وحوّلها إلى فكرة وطنية تتجاوز الطموحات الشخصية إلى مستوى مشروع وطني يحفظ للبنانيين قيمتهم الإنسانية وينقذهم من براثن الفوضى والمشاريع الفئوية والشخصية والحزبية التي عاثت في الدولة حتى أصبحت مظلة حماية للفساد والمفسدين بدل أن تكون حامية للوطن والمواطن.

يخوض نعمة افرام مغامرة الترشّح لرئاسة الجمهورية، وهو يعرف مسبقاً أن الطريق إلى بعبدا ليس مفروشاً بالأزهار والرياحين، وأن الأسلاك الشائكة تطوّق أي رئيس وأي مشروع لبناء الدولة، إلا إذا انغمس ذلك الرئيس بالمنظومة نفسها التي تمسك بمفاصل الدولة بقبضة فولاذية وتتحكّم بإدارتها وحاصرها ومستقبلها.

قرّر نعمة افرام أن يعيش “مغامرته” حتى رمقها الأخير، فإن فشل يكون له أجر المحاولة، وإن نجح فإنه يعبر بلبنان إلى ضفّة دولة المؤسّسات المنتجة والرائدة صاحبة خدمات حديثة ومتفوّقة، ويعبر بالوطن ليحفظ سعادة الإنسان وكرامته وتحقيق ذاته.