تصوير عباس سلمان

الدولة تمنع إعادة الإعمار!

تقدم الى الواجهة موضوع تفتيش الطائرات الإيرانية الاتية الى مطار رفيق الحريري الدولي على خلفية نقل أموال الى “حزب الله”، والقضية بدات في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة عندما اعلن رئيس الحكومة بشكل واضح وعلني رفضه مشاركة أموال إيرانية في عمليات الاعمار وانه لن يسمح بدخول هذه الأموال عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

ورد وزير العمل مصطفى بيرم على كلام ميقاتي بموقف عالي السقف وتوجه اليه بالقول: “لقد استشهد اعقلنا، ما حدا يلعب معنا، اذا بدكم يمشي البلد مش هيك بيمشي، وما حدا يحسبها غلط، ما في شي عنا نخسروا، اللي بدو يوقف ويمنع عنا الأموال سنحرك جمهور المقاومة ضده في كل الميادين والساحات، ويلي بدو يقرب من سلاح المقاومة سنقطع يده”.

وتوقفت الامور عند هذا الحد، والخميس تعرضت طائرة إيرانية لعملية تفتيش دقيقة استمرت لساعات وادت الى اعتراضات لاهالي العائدين، وجرى مصادرة حقيبتين عائدتين لديبلوماسي ايراني للشك بان في داخلهما أموالا الى “حزب الله” بعد رفضه الخضوع للتفتيش، وتم تسليمهما الى السفارة امس بعد تلقي وزارة الخارجية اللبنانية بلاغا من السفارة الإيرانية بان الأموال تعود إلى قضايا تشيغلية في السفارة، علما ان الطائرة رافقتها حملة اعلامية داخلية عن نقل أموال لـ”حزب الله” قبل ان تتحرك من مطار طهران بساعات.

واعتبر وزير الداخلية بسام مولوي الاجراءات بالعادية، مما استدعى ردا من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ووجه انتقادا شديد اللهجة لتصرف السلطة الامنية تجاه العائدين من طهران، وقال، على وزير الداخلية ان يبرهن عن بطولاته مع العدو وليس مع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، والسؤال، “هل الاجراءات تقنية ام سياسية ومن يقف خلفها؟ والامور لن تمر مرور الكرام كما يعتقد البعض ؟”.

وذكرت المعلومات ان اتصالات على اعلى المستويات تجري مع الولايات المتحدة لحل هذه القضية عبر السفيرة الاميركية في بيروت لتسهيل وصول الأموال لـ”حزب الله” المتعلقة بالاعمار ومساعدة أهالي الضاحية والبقاع والجنوب، والا فان الامور قد تأخذ منعطفات خطرة، الملف حساس ومتفجر ولن يسمح “حزب الله” بمحاصرة جمهوره ومنع اعادة اعمار ما هدمته الحرب مهما كانت الاسباب.