كان 2024 من أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق في الصين، بحسب ما أعلنت سلطات البلد، في ظلّ توالي الظواهر المناخية القصوى في العالم بسبب التغيّر المناخي.
وتعدّ الصين أكبر مُصدّر في العالم لانبعاثات غازات الدفيئة التي تتسبّب بحسب العلماء “في احترار الكوكب” لكنّها تلي الولايات المتحدة ودول أخرى من حيث نسبة الانبعاثات للفرد الواحد.
وأشارت الإدارة الصينية للأرصاد الجوية على موقعها الإلكتروني إلى أن “السنوات الأربع الماضية كانت الأكثر دفئًا على الإطلاق، وأن السنوات العشر الأكثر دفئا منذ 1961 سجّلت كلّها في القرن الحادي والعشرين”.
وفي مدينة كانتون بجنوب البلاد، تخطّى معدّل الحرارة 22 درجة مئوية خلال 240 يومًا، متجاوزا المجموع القياسي المسجّل بواقع 234 يومًا سنة 1994، وفق وسائل إعلام رسمية.
وفي وسط بكين، كشف تشو يسي، الموظّف في قطاع المالية أن الحرارة المرتفعة أثّرت على أحد الأنشطة الأكثر انتشارّا في العاصمة الصينية في الشتاء وهو التزلّج على الجليد.
وقضى عشرات الأشخاص إثر فيضانات اجتاحت البلد العام الماضي.
وفي أيار، تسبّبت أمطار غزيرة بانهيار طريق سريع، ما أسفر عن سقوط 48 قتيلا وأعلنت السلطات أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستسجّل أعلى مستوى سنة 2030 قبل بلوغ الحياد الكربوني في 2060، وتطوّر الصين مصادر الطاقة المتجدّدة بكثافة لبلوغ هذا الهدف.
وقال الشاب إنه “ما من جليد في قصر الصيف. وكان ينوي قصده للتزلّج لكن تعذّر عليه القيام بذلك هذه السنة”.
والإثنين، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن “التغيّر المناخي تسبّب بظواهر مناخية قصوى وحرارة قياسية العام الماضي”.
ولا يقتصر احترار الكوكب الناجم في جزء كبير منه عن استخدام الوقود الأحفوري على ارتفاع درجات الحرارة، بل له تداعيات كبيرة بسبب الحرارة الإضافية المتكدّسة في الغلاف الجوي والبحار.
وقد يحمل هواء أكثر حرًّا مزيدًا من بخار الماء وتؤدّي محيطات أكثر دفئًا إلى تبخّر أكبر، ما قد يتسبّب بأمطار طوفانية وعواصف أكثر شدّة.
وقد تكون التداعيات وخيمة ومميتة وتزداد كلفة، إذ إنها تتسبّب بأضرار مادية وتقضي على المحاصيل.
وأكّدت الهند من جهتها أيضا أنها “شهدت العام الأكثر دفئًا منذ بدء تسجيل البيانات في هذا الشأن سنة 1901، فيما سجّلت أستراليا ثاني الأعوام الأكثر حرّا منذ 1910”.
وفي أوروبا، كشفت ألمانيا في كانون الأول عن “سنة حرارة قياسية منذ أواخر القرن التاسع عشر، فيما عرفت براغ عامها الأكثر حرًّا على الإطلاق”، وفق ما أعلنت الخميس الوكالة التشيكية للأرصاد الجوية التي تجمع هذه البيانات منذ 1775. وتمّ تخطّي المستويات القياسية المسجّلة في 2018 و2023 بنصف درجة مئوية.
ولفتت الوكالة إلى أنه “من أصل الأعوام الخمسة عشر الأكثر دفئا، كلّها سجّلت بعد 1990 وثلاثة عشر منها خلال القرن الحالي”.
وفي العام 2024، اجتاحت فيضانات فتاكة إسبانيا وكينيا وضربت عواصف متعدّدة الولايات المتحدة والفيليبين، فيما شهدت أميركا الجنوبية موجة جفاف حادّ وحرائق غابات.
وتسبّبت الظواهر المناخية القصوى بوفاة آلاف الأشخاص العام الماضي.