مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين 23/12/2024
بدءا من منتصف هذا الأسبوع يدخل لبنان في فلك عطلتي عيدي الميلاد ورأس السنة إلا أن الإتصالات والمشاورات لن تتوقف محركاتها وستبقى تدور حول الإستحقاق الرئاسي الذي سيكون على موعد مع جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل علها تحدث خرقا ويتصاعد منها الدخان الابيض
من الدخان الأبيض الى الخط الأزرق ومن جلسة مجلس الوزراء في القطاع الغربي من الجنوب الى جولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم في القطاع الشرقي حيث اطلع على حجم الدمار الهائل بفعل العدوان الاسرائيلي
ومن الخيام شدد ميقاتي على ضرورة قيام لجنة المراقبة التي تم تشكيلها لتنفيذ القرار 1701 بدورها الكامل والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كل الخروقات الحاصلة ووقف الدمار والانسحاب الإسرائيلي الفوري من الأراضي اللبنانية
وكشف رئيس الحكومة عن أنه طلب اجتماعا يوم غد في السرايا مع اللجنة المعنية بتنفيذ وقف إطلاق النار لافتا الى انه ممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته جنوبا ويجب مراجعة أطراف إتفاق وقف النار لوضع حد للمماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الستين يوما لحصول انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية وقال: أصر على حل كل الخلافات بما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أي مبرر لوجود أي احتلال اسرائيلي على أرضنا
وبعد لقاء جمع ميقاتي والقائد العام لقوات اليونيفل الجنرال أرولدو لاثارو حثت اليونيفيل على تسريع التقدم في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني فيه.
في واقع الأرضعمليات تجريف نفذتها جرافات العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس وتفجير في منطقتي البستان والزلوطية وكفركلا وبني حيان وسط تحليق للطائرات المسيرة في أجواء الجنوب
في الشأن السوري تواصلت الحركة الدبلوماسية النشطة تجاه دمشق وحط اليوم فيها وفد قطري برئاسة وزير الدولة محمد الخليفي وآخر أردني برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي فيما قالت الخارجية الإيرانية إن طهران ليس لديها اتصال مباشر مع السلطات الجديدة في سوريا حاليا.
الدولة تستعيد سيادتها من القوى الفلسطينية.
فبعد ايام من تسلم الجيش مراكز عسكرية فلسطينية في البقاع وزحلة، تسلم الجيش انفاق الناعمة ومباني وحواجز من الجبهة الشعبية- القيادة العامة،
ما ينهي عقودا طويلة من الصراع مع منظمات فلسطينية كانت” تتسلبط” على اراض للبنانيين خارج المخيمات.
فهل يكون ما يحصل مقدمة لا بد منها لتستعيد الدولة سيادتها على كل الاراضي اللبنانية،
ما يؤدي الى قيام سلطة لبنانية حقيقية لا صورية؟ انه التحدي المطروح على الدولة.
والزيارة التي قام بها رئيس الحكومة وقائد الجيش الى الجنوب اليوم هي في مثابة تأكيد ان الدولة تريد بسط سيادتها من جديد على كل الاراضي اللبنانية.
رئاسيا، قبل سبعة عشر يوما من جلسة التاسع من كانون الثاني: الصورة لا تزال ضبابية.
فالثنائي أمل – حزب الله لا يزال يتمترس وراء ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليؤجل اعلان موقفه الحقيقي من الاستحقاق الرئاسي، والقصد طبعا ليس الاسهام في ايصال فرنجية، وانما قطع الطريق على وصول العماد جوزف عون الى بعبدا.
وفي السياق بات من الواضح ان جلسة 9 كانون الثاني اضحت في مهب الريح . اذ ان توزع الاصوات على عدد من المرشحين سيمنع حيازة اي مرشح ال 65 صوتا المطلوبة، ما قد يؤدي الى تأجيل الجلسة.
الم لن يغلب الأمل، ما دام ان اليد التي تحمي تعمل جاهدة لكي تبني.. هو مشهد الخيام التي دخلتها الدولة بعد ان عبدت طرقاتها دماء المقاومين واهلها الصامدين، والعسكريين من ضباط وجنود فدائيين ، وزرعت في ساحاتها الرجال الرجال، فكانت ال”خيام غراد” المدينة الشاهدة على فجر لبنان الجديد وعجز الاحتلال عن تحقيق اهدافه رغم عظيم الدمار وجزيل التضحيات..
ومن ساحة المدينة الجنوبية التي تتسع للوطن، وقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بين الالم والامل كما قال، ومعه قائد الجيش العماد جوزيف عون، مستدعيا لجنة اتفاق وقف اطلاق النار الى اجتماع في السراي لتحمل المسؤولية – لا سيما رعاة الاتفاق اي الجهتين الاميركية والفرنسية، والفرض على العدو الصهيوني وقف الدمار والانسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية بما يسابق الستين يوما التي يعبث فيها العدو تخريبا وتنكيلا وخرقا للاتفاق..
وبما يبعث أملا بجدية حضور الدولة كان حديث الرئيس ميقاتي عن خطة حكومية حتمية لإعادة الإعمار بالسرعة والشفافية الكاملة، كما وعد، والتفكير بصندوق ائتماني بالتعاون مع البنك الدولي والإتحاد الأوروبي والدول العربية والصديقة من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمر في الجنوب اللبناني ..
في الشمال الغزاوي يواصل المقاومون الفلسطينيون تدمير ما تبقى من خيارات صهيونية، مكلفين المحتل المزيد من الخسائر البشرية والمعنوية، ومجددين الحوادث الصعبة التي يعنونها الاعلام العبري، وجديدها الاعتراف بثلاثة قتلى وعدد من الجرحى الصهاينة في جباليا..
اما جبل الخوف الجاثم على صدور الصهاينة اليوم فهو اليمن، مع اقرار خبرائهم بالعجز عن مواجهة صواريخه ومسيراته واصرار اهله على اسناد غزة بكل ما اوتوا من قوة يقف الاميركي حائرا بالتعامل معها كما يقول هؤلاء..
والقول لدى عارفيهم هو بأن لا حل الا بوقف الحرب على غزة، والنجاة من حرب استنزاف مع اليمنيين الذين يملكون القرار والقدرات..
وبقرار يؤكد ترتيب القدرات التنظيمية كما وعد الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، واستكمالا للمسيرة الاعلامية التي هي توأم تلك الجهادية، تم تعيين الدكتور يوسف الزين مسؤولا للعلاقات الاعلامية في حزب الله خلفا للقائد الاعلامي الكبير الشهيد الحاج محمد عفيف.
اي رئيس لأي لبنان؟
السؤال اياه يتكرر امام كل استحقاق رئاسي، فكيف اذا كان يلي عامين واكثر من الفراغ، وحربا اودت بأكثر من اربعة آلاف شهيد، وسقوطا مفاجئا للنظام السياسي في الدولة التي تحده من الشمال والشرق، اضافة الى انهيار مالي تجاوز عمره الخمسة اعوام…اي رئيس لأي لبنان؟
من الواضح ان الغالبية السياسية لا تملك الجواب:
فريق لم يصح بعد من صدمة التطورات الاخيرة، ويسعى بكل ما بقي له من قوة سياسية الى الحفاظ على ما تبقى له من نفوذ ودور.
فريق يسعى الى الاستفادة من الاحداث الاخيرة انطلاقا من السؤال التالي: ان لم يكن الآن، فمتى؟
فريق لا يزال مشتتا ويعمل لتجميع قواه حتى يكون صوته وازنا في الاستحقاق القريب.
وفريق سارع الى ركوب الموجة، فبارك وهنأ اليوم كما بارك وهنأ في السابق، عسى ان يكون القطاف السياسي قد اينع… فيملأ السلال.
ويبقى اخيرا موقف التيار الوطني الحر، الذي اكده اليوم رئيسه جبران باسيل ثابتا واضحا منذ اليوم الاول: مرشحنا التوافق ولا تهمنا الاسماء بل نجاح الرئيس الجديد.
فسليمان فرنجية هو الرابح اذا انسحب، لأنه ربح احترام الناس وتجنب الفشل في عهده. كذلك جوزف عون اذا لم يكمل وانسحب، فهو الرابح لأنه يعرف ان هناك دستورا يجب احترامه وهو يخالف هذا الدستور بترشحه من خارج الآلية التي نص عليها هذا الدستور، قال باسيل.
على قاعدة “مات الرئيس عاش الرئيس”، روسيا التي منحت الرئيس السوري المخلوع وعائلته حق اللجوء، تتصل بالإدارة السورية الجديدة، وفق ما أعلن يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين للسياسة الخارجية، كاشفا أن الأتصال هو على المستويين الدبلوماسي والعسكري.
إلى الجانب الروسي تتلاحق الإهتمامات العربية والدولية:
قطر التي دخلت من بوابة تغيير النظام في سوريا، تدخل اليوم من بوابة الاستثمار… وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي في دمشق يلتقي الشرع، الذي أعلن أن الدوحة أبدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات، من بينها الطاقة، في سوريا في المستقبل.
الشرع كشف عن أنه وجه دعوة الى امير قطر تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا… الأردن لحق بقطر، ولكن من خلال زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي، وهو أرفع مسؤول عربي يزور دمشق منذ سقوط الأسد.
الصفدي أعلن أن المملكة مستعدة لمساعدة سوريا في جهود إعادة الإعمار…
ومن إسرائيل، اوصت الأجهزة الأمنية متخذي القرار بتوجيه ضربة غير مسبوقة على ايران، تستهدف ما تملك من صواريخ دقيقة وباليستية ومنشآت النفط، لتشكل رسالة من تل ابيب، مفادها وقف تزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية والمتطورة التي تهدد إسرائيل.
لبنانيا، جولة مشتركة للرئيس ميقاتي ولقائد الجيش في بعض مناطق الجنوب، وإعلان رئيس الحكومة أنه “لكي يقوم الجيش بمهامه كاملا، على لجنة المراقبة أن تقوم بدورها الكامل، وتضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كل الخروقات”.
كزحمة سير الأعياد وتوقف مساراتها تزدحم شخصيات مارونية في الطريق الى القصر الجمهوري، وتتجمد مسارات التوافق, وكل يغني على بعبداه لم تظهر الرؤية الرئاسية على الكتل النيابية قبل اسبوعين من الجلسة، وبعضها ارتأى فحص البنية التحتية لرجالات الفخامة الذين يتقدم فيالقهم قائد الجيش عماد المرشحين، المرقطين منهم والمدنيين بالكشف الميداني على حتمية خروج الجلسة القادمة برئيس.
يتبين أن الأرواح لم تستحضر بعد وأن القوى السياسية الفاعلة رئاسيا ستحتاج الى “قاطرة دولية” لتسحب قرارها وعليه فإن آليات رفع الأنقاض الرئاسية بدأت تتحضر لانتشال اسم الرئيس من بين الركام السياسي.
وفي معلومات الجديد أن اميركا ستتحرك بين العيدين لجمع التكسير اللبناني، وسيصل موفدها الى بيروت في مهمة انقاذية وتبعا لخط سيره فإن أولى العقد التي سيفككها تكمن في عين التينة وهناك سيأخذ الترسيم الرئاسي شكل اتفاق الاطار والسوق, لمن باع واشترى.
واذا ما تمكنت دبلوماسية “الطاقة” الاميركية من اجراء صفقة تبادل رئاسية اعمارية مع الرئيس نبيه بري فإن الانتقال الى معراب سيصبح اسهل إذ لا يزال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في منطقة التأجيل.. وساعته الرئاسية تدق على توقيت دخول ترامب الى البيت الابيض, او توجيه اسرائيل ضربات مؤلمة الى ايران وهي ضربات يعتقد جعجع بأنها تقرب مسافاته نحو بعبدا.
وانعتاقا من حرج السير بخيارات جعجع الرئاسية, كان وليد جنبلاط وحده في المنطقة الآمنة رئاسيا وهو استكمل طرق أمان طائفة الموحدين الى سوريا فأقام حزاما من الضمانات والتطمينات حول شعب من الأقليات الوفد-التظاهرة الذي اصطحبه جنبلاط معه الى دمشق, اراد منه زعيم الجبل توجيه رسالة لجبل العرب وامتدادا نحو دروز فلسطين المحتلة بأن طائفة الموحدين لها عمقها العروبي وبأنهم أبناء مؤسس الثورة السورية سلطان باشا الأطرش.
نجح جنبلاط في الرسائل وابعادها واستعاد في الشام بريقه الدمشقي ..وخرج من زعامة درزية لبنانية الى زعامة عربية اوسع ليوحد بهذه الخطوة دروزا بدأت اسرائيل بتقسيمهم وتضييع هويتهم شطر جغرافيتهم ومناطقهم .
وكسرا للتقسيم الاسرائيلي واعتداءاته وخروقاته وضرب سيادة لبنان من خلال رفع علم العدو فوق الناقورة اللبنانية نفذ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارة.