انتهت أربع ساعات ملتهبة في ساحات المسجد الأقصى، اقتحمت خلالها قوات الاحتلال، ومستوطنون متطرفون باحات المسجد.
واقتحم ما مجموعه أكثر من 545 مستوطناً متطرفاً باحات المسجد، فيما تصدى لهم المقدسيون، إلا أن قوات الاحتلال تدخلت إلى جانب المستوطنين وأوقعت نحو 50 إصابة بين الشبان الفلسطينيين.
ورغم الحصار الذي فرضه جيش الاحتلال على المرابطين المقدسيين داخل المسجد القبلي من الساعة الـ7:30 صباحاً حتى الـ11:30 صباحاً، فإن المستوطنين فشلوا في مخططهم لاقتحام الأقصى.
خطة استباقية
نجح المقدسيون والمرابطون القادمون من مناطق مختلفة في مخططهم لإفشال اقتحام المستوطنين، إذ قاموا منذ ساعات الليلة الماضية بإغلاق مسار المقتحمين في الساحة الشرقية بالمخلفات والردم الذي تمنع قوات الاحتلال إخراجه منذ عقود.
ورغم قرار الاحتلال بمنع من هم دون الـ50 عاماً من دخول ساحة الأقصى، فإن نحو ألفي مرابط تمكنوا من البقاء حتى الظهر.
المقتحمون تفاجؤوا بالردم والمخلفات التي أعاقت مسارهم المخطط له، وهو ما اضطرهم لتأخير اقتحامهم أكثر من نصف ساعة، وذهبت مجموعات أخرى إلى مسارات مختلفة.
وقالت شبكة “القسطل” المقدسية، إن مجموعات قليلة من المقتحمين تمكنت من إكمال مسارها المعتاد، فيما اضطرت شرطة الاحتلال لتعديل المسار، ليبدأ من شمال سبيل الكأس وصولاً إلى قرب مصلى باب الرحمة والعودة بنفس الاتجاه، وعدلت طريق من تعتبرهم (السياح) ليقتصر اقتحامهم على 60 متراً من باب المغاربة إلى باب السلسلة فقط”.
نجدة شباب القدس
في الوقت الذي كان فيه الاحتلال يحاصر المرابطين داخل المسجد القبلي، أغلق الشبان مدخل عيادة الأقصى الذي هو الخاصرة الضعيفة الدائمة للرباط في القبلي، وكانوا يطلقون المفرقعات أمام القبلي بشكل مستمر طوال ثلاث ساعات، وهو ما اضطر المقتحمين للدخول من شمال سبيل الكأس، وفشلت محاولات الاحتلال في اقتحام المسجد عليهم، بحسب “القسطل”.
وفي الخارج، سارع الشبان المقدسيون إلى تخفيف الضغط عن المرابطين برشق الحافلات التي تنقل المستوطنين بالحجارة في وادي الجوز وباب الأسباط، وحصلت مواجهات كر وفر عند باب حطة.
وبعد فشل الاقتحام، طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بمنع الاعتكاف داخل الأقصى للمسلمين، وهدد النائب المتطرف في الكنيست إيتمار بن غفير بنقل مكتبه إلى باب العامود.