بين “فادي وفادي”.. هل يستطيع يزبك عبور الحسابات؟

/ مرسال الترس /

يُوَصِّف أحد متابعي السياسة في لبنان القانون الانتخابي النسبي ـ التفضيلي، المعتمد منذ العام 2018، بأنه يشبه صداقة “المستعمر” الأميركي الذي دأب، في العديد من المحطات المفصلية على الساحة الدولية ـ ومنها بالطبع لبنان ـ إلى التخلي عن “أصدقائه” في وقت الشدّة، ومن دون سابق إنذار، وعلى طريقة “الكاوبوي” الأميركي الذي يظن رفيقه في الدرب أنه بمأمن، وإذ به، في “ساعة تخلّي”، يتجه صوبه ويصفعه بشدة على وجهه ويوغل عميقاً في صحراء أريزونا!

هذا التوصيف ينطبق على العديد من الدوائر الانتخابية في لبنان، وما يواكبها من تحالفات تبدو في الظاهر جيدة في هذا الاتجاه أو ذاك لفريق معين، وإذ به، بعد دراسة “الأثر البيئي”، يكتشف أن ما يراه ليس أكثر من سراب سيخدعه عند ظهور النتائج، ولذلك يعيد النظر ويعمّق البحث لكي يوازن أو يفاضل بين هذه العين أو تلك.

هذا ما تقع به “القوات اللبنانية” في الدائرة الثالثة في الشمال، والتي تضم أقضية: زغرتا، الكورة، بشري والبترون، والتي يطلق عليها تسمية “دائرة الشمال المسيحي”. فـ”القوات” التي تعطيها الإحصاءات ثلاثة مقاعد في الدائرة، عليها أن تُفاضل بين من تريد أن يصل إلى الندوة البرلمانية بعد مقعدين، افتراضياً، في بشري: مرشحها في الكورة الدكتور فادي كرم، الذي نسي خطابه في إحدى ستراته إبان احتفال مركزي في قلب معراب بحضور سمير جعحع، أو مرشحها في البترون الإعلامي غياث يزبك…

وإذا تم الأخذ بعين الإعتبار حملة “القوات” على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل منذ اسقاط “اتفاق معراب”، الذي ساهم بإيصال العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، فإن معركة قضاء البترون لها دلالاتها ومعانيها الخاصة جداً بالنسبة لقيادة “القوات”، وإلاّ فإنها قد تصاب بخيبة أمل من مكان معركة تعتبرها بحجم كل المعارك في الأربعة عشرة دائرة الأخرى على مستوى لبنان، لأنها بَنَت معظم حملتها الانتخابية على تمرير رأس باسيل في “مقصلة البترون”.

ولكن حسابات الأصوات والقانون النسبي التفضيلي قد لا تنطبق على التمنيات، حيث يرى الخبير الانتخابي الدكتور إيليا إيليا أنه إذا أراد يزبك أن يحافظ على مقعد “القوات” في البترون، والمتمسكة به منذ العام 2005، فعليه أن يجمع على الأقل 10.800 صوتاً تفضيلياً في البترون، وفي الوقت نفسه أن يتراجع مرشح “القوات” في قضاء الكورة فادي كرم إلى ما دون 7.400 صوت. أما إذا تأرجح رقم يزبك بين 9.500 صوت و10.000 صوت، فيجب أن ينزل رقم كرم إلى ما دون 6.800 صوتاً تفضيلياً.

ومن باب التذكير، فإن مرشح “القوات” في البترون عام 2018 فادي سعد، كان قد حصل على 9.842 صوتاً، وقطع الطريق على وصول فادي كرم في الكورة بالرغم من نيله الرقم الأعلى في الكورة وهو 7.822 صوتاً.

فهل ستوازن “القوات” أصواتها بين القضائين، كما فعلت بين مرشّحي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق؟ أم تُصر على إيصال يزبك مهما كلف الأمر من تداعيات على فادي كرم للمرة الثانية؟