| ناديا الحلاق |
عادت أزمة نقص الأدوية إلى لبنان من جديد، لترمي بثقلها على كاهل المواطن حيث تحول البحث عن حبة الدواء إلى عادة يومية لدى آلاف من اللبنانيين.
وشهدت الأسابيع الماضية انقطاعاً لبعض الأصناف الدوائية رغم تطمينات المستوردين ووزارة الصحة للصيادلة، بأن مخزون الأدوية يكفي لمدة أربعة أشهر وربما أكثر وأن حركة الاستيراد مازالت قائمة والعمل في المطار والمرفأ طبيعياً رغم الحرب.
واشتكى عدد من المواطنين لموقع “الجريدة” من انقطاع أدويتهم وبدائلها منذ أسابيع، مثل أدوية أمراض السكري والقلب وضغط الدم والمسكنات وأدوية الأطفال وغيرها، فما إن يطلب مريض دواءه من أصحاب الصيدليات، حتى يشتكون بدورهم من انقطاعها أو نقص الكميات الموزعة عليهم.
وقالت نجوى لموقع “الجريدة”، وهي تعاني من مرض السكري، إن “رحلة البحث عن الدواء باتت شاقة للغاية، فرغم الظروف الصعبة والحرب التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، على المواطن التنقل من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن دوائه، وفي أحيان كثيرة يضطر للبحث في المناطق علّ الحظ يحالفه ويجد الدواء”.
أما فاطمة، وهي أم لطفل يعاني من حساسية الصدر، قالت إنها تبحث عن دواء ابنها المقطوع كلما اقتربت الكمية المتوفرة لديها من النفاذ، تجول على صيدليات عرمون، وتتصل بأقاربها وأصدقائها لمساعدتها في البحث عن الدواء، إلا أنها في معظم الأحيان تخرج بسلة فارغة.
وتقول فاطمة إن ما لديها من دواء يكفي لمدة 15 يوماً، في حين أنه على طفلها تناول الجرعة يومياً،مطالبة المعنيين التحرك لوضع حدٍ لهذه الأزمة التي تهدد حياة اللبنانيين.
وفي الإطار، أكد بعض الصيادلة لموقع “الجريدة” أن واقع الدواء غير مطمئن لجهة انخفاض الكميات أو عدم توفرها، مبيّنين أن السبب هو “الاحتكار”، ومطالبين الجهات المعنية ضرورة اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من انقطاع الكثير من الأدوية، إذ أكدوا أنهم يعانون الأمرَّين لناحية تأمين الدواء، في الوقت الذي يرمي المواطن اللوم عليهم.
وأجمع الصيادلة على أن الصيدليات وصلت إلى مرحلة الخطر ويخشون من تفاقم أكبر في الأزمة، إذ لم يعد لديهم ما يكفي من بعض الأصناف بسبب عدم تلبية حاجاتهم من المستوردين الذين يدّعون تمويل الصيدليات بحاجاتها، لكن عملياً هم لا يحصلون عليها بالشكل الكافي.
وللتوقف عند الأزمة اتصل موقع “الجريدة” بعضو نقابة الصيادلة سهيل غريب، والذي أكد أن “لبنان دخل مرحلة أزمة الدواء ،رغم وعود وزير الصحة وتصريحات نقابة المستوردين ونقابة المصانع وتطميناتهم بأن الوضع ما زال تحت السيطرة والدواء متوفر في ظل عمل المطار والمرفأ”.
وتساءل غريب: “في ظل هذه التطمينات نسأل كل الجهات المعنية عن سبب انقطاع الأدوية، هل هناك أزمة أم احتكار لدواء اللبناني؟”.
ولفت غريب إلى “انقطاع أصناف عدة من الأدوية ومنها أدوية أمراض السكري والقلب وضغط الدم وقطرات العيون وأدوية الحاساسية وأدوية الاستعمال الخارجي والمراهم، وغيرها من الأدوية الأساسية التي لا بد من وجودها في كل بيت”.
وقال: “للأسف نحن في بداية الأزمة والمرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة، ووعود الجهات المعنية تخلق مشاكل كبيرة بين الصيادلة والمواطنين الذين يعتقدون أننا نخفي الدواء عنهم، فالتصريحات الرسمية تشير إلى وجود الدواء أما على أرض الواقع فإننا نعاني من أزمة انقطاعه، وهو ما يعني اننا دخلنا أزمة احتكار الدواء من قبل تجار الأزمات وليس من قبل الصيادلة”.