اعتبر المستشار السابق في رئاسة الحكومة وناشر موقع “الجريدة” خضر طالب أن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين “انتهت” وأن دوره انتهى، وأن ما لم يستطع إنجازه في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن والحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الأميركية، لن يستطيع تحقيقه بعد خسارة الديمقراطيين وبعد أن انتهى عهد بايدن فعلياً في انتظار تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأكد طالب أن هوكشتاين “خدع” لبنان وأن الدولة اللبنانية ظهرت ضعيفة في التفاوض معه وصدّقته مراراً، ورأى أن التعاطي الرسمي اللبناني مع هوكشتاين أظهر ضعفاً.
ورأى طالب، في مقابلة على محطة OTV مع الزميلة جويس نوفل، أن انعكاسات انتخاب ترامب رئيساً لأميركا، قد تؤدي إما إلى مواصلة دعم مشروع رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حرب الإبادة والتدمير في غزة ولبنان، وإما إلى لجم اندفاعة نتنياهو، خصوصاً أن ترامب أعلن قبل وبعد انتخابه أنه سيعمل على إنهاء الحروب وقدّم نفسه كرجل سلام في العالم.
وأوضح طالب أن القاعدة التي اعتمدها الرؤساء الأميركيين، تاريخياً، هي مسايرة اللوبي اليهودي في أميركا ودعم “إسرائيل” في ولايتهم الأولى بسبب حاجتهم إلى أصوات اليهود لتجديد انتخابهم، ويختلفون معها في الولاية الثانية لأنهم لا يعودون في حاجة إلى أصواتهم. مشيراً إلى أنه إذا سلك ترامب هذه القاعدة، فإنه سيعتمد سلوكاً مختلفاً عن ولايته الأولى، خصوصاً أنه قدّم للاحتلال الإسرائيلي “جوائز” كثيرة في ولايته الأولى.
كما أن الحزب الجمهوري الذي أمسك بالسلطة في الولايات المتحدة، في الكونغرس ومجلس الشيوخ والرئاسة، أدرك تأثير الصوت العربي الذي انتقم من الحزب الديمقراطي في هذه الانتخابات بسبب تغطيته حرب الإبادة على غزة، وهذا ما سيدفع الإدارة الجمهورية إلى عدم مخاصمة العرب.
وتوقع طالب أن يبدأ فريق ترامب بالتحرك قريباً باتجاه المنطقة للتهدئة تمهيداً لصياغة تسوية.
ووصف المرحلة الفاصلة عن تسلّم ترامب الرئاسة بأنها “مرحلة انتظار” ستشهد “عض أصابع” قبل بدء التفاوض للتسوية.
وكشف طالب أن الشهيد السيد حسن نصر الله كان لا يريد الدخول في الحرب، لاعتبارات لبنانية، ولذلك لجأ إلى “حرب إسناد” بعمليات في مزارع شبعا كما كان يفعل على مدى 18 سنة منذ 2006، لكن العدو الإسرائيلي هو الذي بادر إلى فتح الحرب بتوسيع عدوانه على العديد من المناطق اللبنانية، وصولاً إلى شن حرب تدميرية على لبنان.
ورأى أن العدو الإسرائيلي الذي كان يحضّر لهذه الحرب منذ العام 2006، وجمع معلومات استخباراتية كبيرة، ظنّ أن “حزب الله” انتهى بعد أن اغتال قياداته العسكرية والسياسية وصولاً إلى اغتيال السيد نصر الله، لكنه استنفد كل ما جمعه من معلومات في غضون أسبوعين، واكتشف أن “حزب الله” استعاد زمام المبادرة وأن هناك “حزب الله” رديف يقاتله ويجهل عنه أي معلومة.
واعتبر طالب أن الرهان على المجتمع الدولي لوقف العدوان على لبنان سيؤدي إلى فرض تسوية أسوأ من “اتفاق 17 أيار”.