تحدثت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية حول تطورات معركة “أولي البأس” قائلةً إن المقاومة الإسلامية تستمر في التصدي بكل شجاعةٍ وثباتٍ للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
ويواصل مقاتلوها تنفيذ ضرباتٍ نوعية ومؤلمة ضد قوات العدو على مختلف الجبهات، موجهين لها خسائر كبيرة في المعدات والأرواح على امتداد خطوط المواجهة.
1. المواجهات البرية
بتاريخ 28 تشرين الأول 2024، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة التقدم باتجاه بلدة الخيام جنوب لبنان، باستخدام قواتٍ ضخمة من الجنود والآليات العسكرية، مدعومةً بغطاء جوي مكثف.
وكان هدف العدو احتلال المنطقة المحيطة بالبلدة، خصوصًا تلك التي تتموضع عليها قواته في تل نحاس والحمامص وسهل المجيدية.
وفي وقتٍ لاحق، تم رصد تقدم القوات المتجهة نحو هذه المواقع بشكل دقيق.
وعلى إثر ذلك، نفذ مقاتلو المقاومة الإسلامية خطة دفاع محكمة تعتمد على ضربات صاروخية ومدفعية مركزة.
تم توجيه أكثر من 70 عملية استهداف، تم خلالها تدمير 4 دبابات صهيونية، إضافة إلى استهداف وحدات مشاة تابعة للاحتلال في مناطق متفرقة من فلسطين المحتلة، ما أسفر عن مقتل وجرح عددٍ من الجنود.
واحدة من أبرز هذه العمليات كانت الصلية الصاروخية الدقيقة التي استهدفت تجمعات كبيرة للعدو في منطقة وادي العصافير، حيث تم إطلاق صواريخ ذات رؤوس حربية شديدة الانفجار، أدت إلى تفجير هائل، ما تسبَّب في إصابات كبيرة بين صفوف القوات المعادية.
كما تم تنفيذ ضربات دقيقة على مستوطناتٍ وقواعدٍ عسكرية معادية مثل مستوطنة المطلة، وأيِيلِت هشاحر، ويسود هامعلاه، وشاعر، مما أسفر عن تدمير مخازن أسلحة ومستودعات وقواعد نيران، وإصابات مؤكدة بين الجنود.
وفي 31 تشرين الأول، اضطرت قوات العدو الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل خلف الحدود إثر الهزائم التي لحقت بها، ولجأت إلى استخدام الطائرات المروحية لنقل القتلى والجرحى وإخلاء الدبابات المدمرة.
2. استهداف قوافل العدو في حولا
في السبت، الموافق 2 تشرين الثاني 2024، تمكن مقاتلو المقاومة من رصد تحرك قوة معادية كبيرة عبر الحدود باتجاه بلدة حولا، تتكون من 40 آلية، بما في ذلك دبابات ومدرعات وناقلات جند، وفي لحظة وصول هذه القوة إلى منطقة مرمى مقاتلينا، تم تدمير جرافتين عسكريتين عبر صواريخ كورنيت، ما أدى إلى مقتل وجرح من فيهما.
بعد ذلك، وفي ظل القصف المدفعي الكثيف، انسحبت القوة إلى داخل الحدود الشرقية للبلدة.
لكن المقاومة لم تكتفِ بذلك، بل استهدفت المنطقة مرة أخرى بثلاث رشقات صاروخية متتالية، ما أسفر عن إلحاق إصابات كبيرة في صفوف العدو وإجباره على الانسحاب.
3. سلسلة عمليات “خيبر” النوعية
منذ بداية تشرين الثاني 2024، أطلقت المقاومة الإسلامية سلسلة من العمليات النوعية تحت اسم “خيبر”، التي استهدفت مراكز استراتيجية وأمنية وعسكرية في عمق فلسطين المحتلة.
استخدمت المقاومة صواريخ ومسيّرات دقيقة للوصول إلى أهدافها، وقد بلغ عدد العمليات التي تم تنفيذها في إطار هذه السلسلة 56 عملية، منها 18 عملية خلال الأسبوع الماضي.
هذه العمليات أسفرت عن إلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية العسكرية المعادية، حيث تم استهداف مناطق حيوية في عمق فلسطين المحتلة، ما دفع أكثر من 2 مليون مستوطن إلى اللجوء إلى الملاجئ.
كما توقفت الحركة الجوية، وتم تعليق الأعمال والدراسة في العديد من المناطق نتيجة لهذه الضربات المتتالية.
4. التأكيدات والتوجيهات
غرفة عمليات المقاومة تؤكد على النقاط التالية:
أن العمليات في إطار “خيبر” ستستمر وفق رؤية استراتيجية واضحة، تضمن تحقيق ضربات مؤثرة وفعالة ضد أهداف العدو.
تواصل المقاومة استهداف مواقع العدو في كافة أراضي فلسطين المحتلة، بما في ذلك مستوطنات تعتبر أهدافًا عسكرية.
وذكرت أن قوات الاحتلال قد فشلت في تحقيق أي تقدم ميداني حقيقي، حيث لم يتمكنوا سوى من تدمير البيوت والبنى التحتية في القرى الحدودية، بفضل تكامل وتنسيق جهود المقاومة، نجحت في تثبيت مواقعها على الجبهة الجنوبية، ومنعت العدو من التقدم إلى ما بعد قرى الحافة أو الاقتراب من مجرى نهر الليطاني.
5. وفي ذكرى الأربعين لاستشهاد القائد سماحة السيد حسن نصر الله، تُؤكد المقاومة الإسلامية التزامها الكامل بالعهد الذي قطعه الشهداء، وستبقى وفية لدمائهم الطاهرة، وتسير على دربهم حتى تحقيق النصر الكامل، من أجل حرية وكرامة الشعب اللبناني وسيادة وطنه.