لا وقفَ فورياً للحرب بعد الانتخابات الأميركية!

| غاصب المختار |

لم يكن هناك مجال للشك، أن مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة في الكيان الإسرائيلي، ستُمنى بالفشل، ولو كان معه المستشار الخاص للرئيس جو بايدن بريت ماكغورك، “فالمكتوب طالما قُرِئ من عنوانه”، وطالما أن المسعى موجّه مرة أخرى نحو بنيامين نتنياهو حصراً، فقد كان مقدراً له الفشل، على الرغم من معرفة الإدارة الأميركية الحالية من الحزب الديموقراطي بذلك، والتي تسعى قبيل الانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل إلى تحقيق “إنجاز سياسي كبير” يزيد من رصيد أصوات الجاليات اللبنانية والعربية والإسلامية في الولايات المتحدة لمصلحة المرشحة كامالا هاريس.

وبغضّ النظر عمّا إذا كان نتنياهو تقصّد إفشال مهمة هوكشتاين الراحل من الإدارة الأميركية، والذي قيل إنه تعاقد مع شركة “أدنوك” الإماراتية كمستشار للطاقة للعمل منذ بداية العام، فإن ما سرّبه الإعلام الأميركي والإسرائيلي، قبل زيارته إلى فلسطين المحتلة وبعدها، عن مضمون الاقتراحات المطروحة على لبنان، يشي بكل وضوح إلى عدم الرغبة بوقف الحرب على لبنان، وأن لا نتنياهو ولا “حزب الله” يمكن أن يسلّفا إدارة راحلة بعد شهرين أي خدمة سياسية، علماً أن مصادر دبلوماسية لبنانية في نيويورك أكدت لموقع “الجريدة” أن لا هوكشتاين ولا وزير الخارجية أنطوني بلينكن ولا طاقم الرئيس بايدن بمعظمه سيبقون في الإدارة الجديدة، حتى لو فازت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس.

وتُضيف المصادر لموقع “الجريدة” أنه حتى مع موعد الانتخابات الأميركية الثلاثاء المقبل، فإن الحرب لن تتوقف قبل إعلان النتائج رسمياً، وهي تأخذ بعض الوقت، خصوصاً إذا حصلت دعاوى قضائية وطعن بالنتائج من أحد المرشحين هاريس أو دونالد ترامب. كما أن الحرب لن تتوقف بعد إعلان النتائج، بل قد يذهب نتنياهو إلى مواصلة ابتزاز الإدارة الجديدة، سواء الديموقراطية أو الجمهورية، لتحقيق بعض المكاسب إذا تمكن.

وعليه، لا بد من انتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها في كانون الثاني المقبل، وتبيان خريطة الطريق التي ستتبعها حيال الوضع في الشرق الأوسط عموماً، ولا سيما في غزة ولبنان، ومدى استمرار الاستجابة للمتطلبات الاسرائيلية التي طالما استجابت لها الإدارة الحالية.

أما لبنان، الرسمي والشعبي، فلا خيار أمامه سوى الانتظار والصبر، وتحمل أعباء العدوان، والتعامل معه بما أمكن من وسائل الصمود، بينما تتكفل المقاومة في الميدان بتخفيف اندفاعة العدو، وزيادة الضغط الشعبي الداخلي على قيادته لوقف الحرب، علماً أن بعض المستوى العسكري الإسرائيلي بدأ يضغط أيضاً لوقفها نتيجة الاستنزاف الكبير الذي أصاب جيش الاحتلال.