توقفت مصادر سياسية عبر “البناء”، عند توقيت العودة الخليجية الى لبنان التي تسبق إجراء الانتخابات النيابية بشهر واحد! ما يحمل دلالات سياسية ويخفي نية للتدخل في الاستحقاق دعماً للوائح المشكلة من فريق 14 آذار وبعض مجموعات المجتمع المدني لا سيما اللوائح المدعومة من القوات اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي والقوى المعارضة لحزب الله.
أما الهدف بحسب المصادر هو عدم إخلاء الساحة لحزب الله وحلفائه لا سيما الساحة السنية التي خلفها انكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وبالتالي اكتساح الحزب والحلفاء المقاعد النيابية لا سيما المقاعد السنية. لذلك سارعت دول الخليج بعد مشاورات مع الأميركيين للحضور الدبلوماسي والسياسي والمالي الى لبنان لاحتواء اندفاعة فريق المقاومة والتيار الوطني الحر وتقليص خسارة الفريق الأميركي في لبنان للحؤول دون توسّع نفوذ الحزب وحلفائه في المؤسسات وتعزيز موقعهم التفاوضي في الاستحقاقات المقبلة لا سيّما تأليف الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما أن الأجواء الدولية تنقل مناخاً إيجابياً لجهة إنجاز هذين الاستحقاقين في موعدهما الدستوريّ.
وتساءلت المصادر ما الذي قدّمه لبنان غير مناشدات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتبرير العودة الخليجية الى لبنان، لا سيما أن السياسة اللبنانية الرسمية لم تخرج عن اعتدالها تجاه السعودية ودول الخليج قبل وبعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية معها، ما يؤكد أمرين: الأول أن الحرب الديبلوماسية الخليجية والسعودية تحديداً ضد لبنان لم تكن بسبب تصريحات قرداحي، بل كانت تهدف لتحقيق أهداف أخرى انتخابية – سياسية داخلية وإقليمية – دولية. والثاني أن المبررات التي قدمتها السعودية للعودة في بيانها غير مقنعة ومنطقية وليست سوى تغطية للعودة القسرية لا الطوعية الى لبنان لأهداف عدة أولها الانتخابات.