أرخت الخسارة الكبيرة التي منيت بها قوات العدو الإسرائيلي، في أول معركة برية مع مقاتلي “حزب الله” في جنوب لبنان، بثقلها على كيان الاحتلال الإسرائيلي، وشكّلت عناوين رئيسية على المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية، ووصفها الإعلام العبري بأنها “كارثة”.
وبينما سمح جيش العدو الإسرائيلي بنشر أسماء وصور 8 ضباط وجنود من وحدة “إيغوز” المتخصصة بقتال “حزب الله”، قتلوا خلال الاشتباكات، وبينهم 3 ضباط، أشارت تقارير صحفية إلى حصيلة أكبر، وبادرت بلديات ومجالس المستوطنات إلى الكشف عن أسماء الجنود القتلى من المستوطنين قبل إعلان الجيش.
وتحدث جيش العدو الإسرائيلي عن سقوط جرحى من الجنود والضباط، بينهم 7 في حالة خطيرة. وذكر أن القتلى والجرحى سقطوا في 3 وقائع مختلفة، وهم من وحدة “إيغوز” بالقوات الخاصة ومن “لواء غولاني” أحد ألوية النخبة في جيش العدو.
و قالت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي إن وحدة “إيغوز” تسللت في وقت مبكر من صباح الأربعاء إلى مبنى في إحدى القرى بجنوب لبنان، وفور وصولها تصدى لها مقاتلون من “حزب الله” في معركة وجهاً لوجه.
وأضافت أن مقاتلي “حزب الله” أطلقوا النيران على القوات الإسرائيلية من اتجاهات مختلفة، كما أطلقوا قذائف وصواريخ مضادة للدروع. وحتى خلال عملية إجلاء الجرحى واصل المقاتلون إطلاق النار والصواريخ.
وفي حادثة أخرى أوردتها وسائل الإعلام العبرية، أطلقت قذائف صاروخية على جنود من لواء “غولاني” بشكل مفاجئ في قرية أخرى جنوبي لبنان، مما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم.
وقالت القناة 12 العبرية “كارثتان في لبنان الأربعاء: في إحداهما، واجهت قوة من لواء الكوماندوز مقاومين لحزب الله، وفي الثانية أصيبت قوة من مقاتلي غولاني بقذائف الهاون التي أطلقت عليهم، وتمت عملية إنقاذ وإخلاء القوات تحت النار واستغرقت وقتا طويلًا”.
وأكدت قناة “كان” العبرية، أن “عملية إجلاء الجنود القتلى والمصابين من جنوب لبنان استغرقت وقتاً طويلاً وجرت بظروف صعبة، بعد تعرض قوات الإنقاذ لإطلاق قذائف كثيف من حزب الله”.
وأعلن مركز “زيف” الطبي في مدينة صفد أنه استقبل يوم الأربعاء 39 جندياً مصاباً وصلوا بواسطة المروحيات ومركبات الإسعاف العسكرية.
وقالت القناة الـ13 العبرية إن تحقيقاً أولياً أجراه جيش الاحتلال الاسرائيلي كشف عن أن عشرات من مقاتلي “حزب الله” هاجموا الجنود في تلك المعارك، مما أدى لمقتل عدد منهم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مقاتلين من “حزب الله” أطلقوا النار على الجنود من مسافة قريبة مما أدى لوقوع هذا العدد من القتلى.
وذكرت الهيئة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه “عدواً صعباً ومدرباً جيداً” في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن القتال يدور فوق الأرض وتحتها حيث توجد بنية تحتية عمرها عشرات السنين.
ورأت أن التضاريس في جنوب لبنان لا تخدم القوات الإسرائيلية وهي أعقد من قطاع غزة، حسب قولها.
بدورها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “هذه المنطقة التي قتل وأصيب فيها 36 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً قصفها الجيش الإسرائيلي بـ650 غارة منذ بداية الحرب”.