أوضح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنه “في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، كان لا بد من اللقاء مع الرئيس نبيه بري للحديث عن الاعتداءات الاسرائيلية بحق لبنان وشعبه والتي ادت الى استشهاد عدد كبير من الشهداء وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله، وفي هذه المناسبة قدمنا التعازي لدولته ولجمهور المقاومة ولمحبي سماحة السيد ولعائلته وعائلات كل الشهداء”.
ولفت بو صعب إلى أنه “كما صار معروفًا، العدو لا يقيم حسابا للمدنيين خلال عدوانه وعملياته الإجرامية. من هذا المنطلق، أردنا مناقشة الموضوع الاساس مع دولته حول كيفية الوصول الى وقف لإطلاق النار وفقًا للمبادرة التي كانت مطروحة والقائمة على تطبيق القرار 1701 وفق الآلية التي تم وضعها بالتنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا وحظيت بموافقة سبع دول أخرى، وكان قد وافق عليها الفريق اللبناني وعلى أساس ان الاسرائيلي أيضًا كان موافقا لكن هذا الكلام كان قبل عملية الاغتيال”.
وجدد التأكيد على “الموقف الرسمي الذي أعلنه رئيس الحكومة بأن لبنان متمسك بوقف اطلاق النار ومنع ان تأخذ الحرب مجرى واسعًا لان هذه الحرب الاجرامية لا تزال قائمة واليوم هي على الارض في الجنوب ودخل الاسرائيلي واعتدى على السيادة اللبنانية، ولكن هذا لا يحل المشكلة، النازحون لا يمكن ان يعودوا الى منازلهم وكذلك سكان شمال فلسطين المحتلة إلا بحل دبلوماسي، الحرب قد تكون طويلة فمن هذا المنطلق نعود ونؤكد أن النازحين في كل لبنان موجودون بين اهلهم وقراهم وكل اللبنانيين يفتحون قلوبهم ومنازلهم لكن هذا عبء كبير اذا ما طالت الحرب، فالسؤال عن قدرة لبنان على تحمل هذا العبء”.
وقال: “في هذا الاطار ناقشنا مع بري المساعدات التي يمكن ان تؤمن للنازحين وحصل تواصل مع عدد من الدول الصديقة للبنان، وكما هو معلوم ان رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد اعلن عن مساعدة بقيمة 100 مليون دولار، وابلغنا دولته أن قطر بصدد القيام بأمر مماثل، لبنان بأمس الحاجة للوقوف الى جانبه فقضية النازحين ووضعهم أصبحت خطيرة وتتطلب مساعدات كثيرة” .
وأضاف: “تابعنا ايضًا مع بري كيفية التواصل بين الافرقاء من جميع الكتل والنواب المستقلين لايجاد مساحة مشتركة لانتخاب سريع لرئيس للجمهورية واعادة تكوين المؤسسات الدستورية وتفعيل دورها في هذا الوضع الاستثنائي الخطير، ولمسنا منه انه اصبح هناك مرونة اكثر في هذا الاتجاه، وابلغنا انه لم يعد متمسكًا بالحوار كما كان متمسكًا به في السابق كشرط اساسي لانتخاب رئيس الجمهوريه، ورأينا في هذه الخطوة ايجابية مسهلة”.
وشدد بو صعب على أن “الان مسؤولية الكتل والاحزاب والنواب ان يلاقوا الرئيس بري بخطوة باتجاه ما قام ويقوم به لكي نصل الى تفاهم على رئيس، لا يمكن ان يكون هناك رئيس يفرضه فريق على فريق آخر يعني 65 نائبًا لن يكون هناك رئيس يجب ان يتأمن 86 او 95 نائبًا لكي نلمس ان هناك إجماعًا على رئيس توافقي من الجميع، هذا الكلام كان واضحًا وسمعناه ونحن نؤيده واتفقنا مع دولة الرئيس على ان نضع مصلحة لبنان أولًا وآخرًا، لقد جاء الوقت الان لعدم الاهتمام بمصالح الدول الاخرى مصلحة لبنان هي الاساس، ونحن لا نخاف على فتنة داخلية في لبنان ولا احد يريد هذه الفتنة او الحرب”.
ومن الجانب الآخر، دعا النائب بو صعب إلى إيجاد مساحة مشتركة تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة. وقال: “لمسنا من الرئيس بري مرونة إذ إنّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس”.