جوهر الأهداف: بيئة “حزب الله”!

| مرسال الترس |

بات واضحاً أن العدو الإسرائيلي يستهدف البيئة الشيعية. يسعى لتأليب تلك البيئة على “حزب الله” تمهيداً لتسهيل اصطياده كطريدة شريدة تخلّت عنها معظم مكونات التركيبة اللبنانية، فيما الحزب ينام على حرير ولاء بيئته له، وتضامن مختلف بيئات المجتمع اللبناني عندما “يدق الخطر أبواب الوطن”. وهذا الذي تجلّى في ما أظهرته مختلف المكونات الوطنية من تبرع بالدم أو المواقف الداعمة بالرغم من كل التباين السياسي!

منذ إنطلق الحزب في عملياته العسكرية عام تأسيسه 1982، حين كانت القوات “الاسرائيلية” جاثمة على صدر بيروت، وضع جيش الاحتلال نصب عينيه تشتيت البيئة الشيعية، فنجح لفترة وجيزة، قبل أن يلتقط أركانها سر القوة عبر اتحاد كلمتهم، على عكس الفلسطينيين الذين تشتتوا فرقاً ومذاهب.

ورغم كل المحاولات التي بذلها الاحتلال الإسرائيلي، عبر طاقاته المدعومة دولياً منذ أكثر من ثلاثة عقود كاملة، لم يستطع العدو إحداث الخرق المطلوب. سعى إلى قطع طرق الإمداد عن الحزب عبر العراق وسوريا، فحالت الظروف الإقليمية والدولية دون تحقيق طموحاته، وبقي الحزب شوكة مؤلمة. وسعى بالأمس الى استهداف شريحة كبرى من تلك البيئة عبر التفجير الالكتروني بمروحة واسعة، مصحوباً بتهديدات على مستوى عالٍ بحرب تدميرية لبلدات وقرى الجنوب، مع التصويب على القادة العسكريين للحزب، ولاسيما كبار المسؤولين عن فرقة “الرضوان”، غير آبه بمن يسقط من أبرياء على جوانب ذلك، لعله يحقق أمنيته في فك أواصرها به، فلم يحصد سوى الخيبة!

وجاءت تصريحات مسؤولين كبار في البيئة اليهودية لتؤكد الفشل الذريع. فاللواء احتياط “اسرائيل زيف” سارع إلى التشديد على أن التفجيرات لم تنجز أي شيء، ولم تغير الواقع، وعدنا إلى المكان نفسه قبل العملية”. فيما الكاتب في صحيفة “هارتس” جدعون ليفي يدعو قادة العدو إلى عدم النشوة، مشبهاً ما تم اقترافه في لبنان بالحرب على غزة.

في المقابل فإن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وبقوة ورجاحة عقله، استطاع استيعاب الصدمة غير المسبوقة ليس في لبنان وإنما على الصعيد العالمي، فأكد بالفم الملآن أن “بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وليعرف العدوّ أنّ ما حصل لم يمسّ لا بنيتنا، ولا إرادتنا، ولا نظام القيادة والسيطرة، ولا حضورنا في الجبهات. وما يعتبره العدوّ تهديداً نحن نعتبره فرصة تاريخية ونتمناها”!