شكك محللون عسكريون ومسؤولون سابقون في جيش الاحتلال بالأرقام التي أعلنتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، صباح الأحد، حول الصواريخ والمسيرات التي زعمت أنها قصفت في “الضربة الاستباقية” قبل هجوم “حزب الله” رداً على اغتيال القائد العسكري الشهيد فؤاد شكر.
وأعلن جيش الاحتلال عن تنفيذه ضربة استباقية ضد صواريخ لـ”حزب الله” كان من المفترض أن تضرب عمق الأراضي المحتلة، فيما وصفها جيش الاحتلال بإنجازٍ منع وقوع هجوم صاروخي ضخم يُقدر ب6000 صاروخ ومسيرة من قبل “حزب الله”.
في ذات السياق صدرت عدة تصريحات إعلامية من جيش وحكومة الاحتلال، قالت فيه إن جيش الاحتلال أحبط عملية قصف جوي ضخم كان “حزب الله” في صدد تنفيذه، وقد اشتملت على 6000 صاروخ ومسيرة تم إحباط إطلاقها من جنوب لبنان بفعل الغارات الجوية التي سُميت “بالضربة الاستباقية”، يأتي هذا التصريح في إطار محاولة جيش الاحتلال تصدير صورة إنجاز إلى جمهوره عبر الإعلام، وفي إطار حرب نفسية يديرها بالتزامن مع التصعيد، غير أن تصريحات بعض شخصيات الاحتلال، نفت منذ شهور أي رواية لجيش الاحتلال تتحدث عن تحقيق نصر للحزب.
من جهته قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، تامير هايمان مُشككاً في رواية الاحتلال: “لو كان حزب الله قد خطط بالفعل لإطلاق 6000 صاروخ ومسيرة نحو الشمال والوسط، كما يدعي الجيش لرأينا بيروت تشتعل الآن، لا يمكن أن تكون هذه هي الخطة، والرد الإسرائيلي على خطوة كهذه سيعني بدء حرب شاملة”، ويأتي هذا التصريح كتكذيبٍ لإدعاء الضربة الاستباقية التي صرح بها جيش الاحتلال صباح الأحد.
وفي ذات السياق قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال إن هجوم جيش الاحتلال فجر الأحد في جنوب لبنان “ليس هو الذي سيعيد 60 ألف مستوطن إلى منازلهم، أو يجعل حزب الله يبتعد وراء الليطاني، أو يتوقف عن إطلاق الصواريخ على المستوطنات دون انقطاع. تبادل الضربات سيستمر، وستستمر المعاناة في مستوطنات الشمال، إشارةً لتآكل الردع الإسرائيلي أمام حزب الله”.
وأكدت القناة “12” العبرية عن وقوع خلافات داخل الحكومة وفي “الليكود” على طبيعة الضربة الإسرائيلية في لبنان، وأن نتنياهو أوعز لوزراء ونواب الحزب لعدم إجراء مقابلات إعلامية، ونشرت القناة تعليق نير دفوري والذي رد فيه على التصريحات الإسرائيلية: “التوقف هنا يعني أن ضرب الشمال مسموح والوسط غير مسموح… العملية الوقائية تعني تغيير المعادلات والنوايا وإبطال القدرات”، إشارة لسقوط الاعتبارات الأمنية للجبهة الشمالية لدى حكومة الاحتلال وهو ما يثير الغضب العام لدى جمهور الاحتلال، في حين أكد هذه الجزئية رئيس مستوطنة المطلة شمال فلسطين المحتلة والذي وصف حكومة الاحتلال بالحكومة الضعيفة الذي لا تفعل شيئاً، وقال: “أشعر أن دمي ودماء سكان الشمال يختلف عن دماء سكان المركز” إشارةً إلى عمق فلسطين المحتلة والتي تحمل أهمية استراتيجية ورمزية لدى الاحتلال.
وتتصادم جملة التصريحات هذه مع تصريحات قادة جيش الاحتلال ودعايتهم الذين بدأوا بالترويج لها منذ اللحظات الأولى للغارات المتبادلة فجر الأحد في محاولة لرفع الروح المعنوية لدى جمهور جيش الاحتلال، وتصدير صورة نصرٍ عبر وسائل الإعلام، في حين جاء النفي من داخل مجتمع الاحتلال أولاً ومن حزب الله ثانياً الذي نفى رواية الضربة الاستباقية.
“شبكة قدس”