وفاة “ساحر النساء” ألان ديلون

توفي أسطورة السينما الفرنسية ألان ديلون عن عمر ناهز 89 عاماً، صباح الأحد.

وقال أبناؤه في بيان مشترك “إنّ ألان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك لوبو (كلب ديلون)، يعلنون بعميق الحزن رحيل والدهم. لقد توفي بسلام داخل منزله في دوشي، محاطا بأولاده الثلاثة وعائلته (…) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه”.

وكان النجم السينمائي الفرنسي ألان ديلون، والذي أطلقت عليه الصحافة لقب “ساحر النساء”، وحظي بشعبية كبيرة منذ ظهوره على شاشة السينما الروائية لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، يعاني من المرض، قد وُضع تحت “الوصاية المعززة” في نيسان الماضي 2024، لإدارة ممتلكاته ونفقاته.

وكان ديلون المصاب بسرطان الغدد الليمفاوية، قد وضع تحت الحماية القضائية منذ كانون الثاني الماضي مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته في ما يتعلق “بمتابعته طبيا”.

وقد خوض أبناء النجم الثلاثة حرباً ضروسا في ما بينهم، ويؤكد كل منهم رغبته في حماية الممثل الفرنسي الكبير الذي تدهورت صحته منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019.

ويعتقد نجلاه أنتوني (59 عاما) وألان فابيان (29 عاما) أن شقيقتهما أنوشكا (33 سنة) تتلاعب بوالدهم، إذ أخفت عنهما حالته الصحية وكانت ترغب في إعادته إلى سويسرا، على حدّ قولهما.

وأكد الشقيقان أن أنوشكا ترغب في إعادة النجم إلى سويسرا، البلد الذي يحمل جنسيته ويقيم فيه بانتظام، تجنبا لدفع الكثير من الضرائب على الميراث في فرنسا.

وألان ديلون، (8 نوفمبر 1935 -)، ممثل فرنسي وُلد في ضاحية من ضواحي باريس اسمها “أوت دو سين”، اسمه الحقيقي “ألان فابيان موريس مارسيل ديلون”. تزوج من الممثلة الفرنسية ناتالي ديلون عام 1964 وانفصلا عام 1969 بعد أن أنجبا طفلاً واحداً، بعدها تزوج الممثلة (روزالي فان بريمين) عام 1987 لينفصلا عام 2011 أيضاً بعد أن أنجبا طفلين.

ولد ألان فابيان موريس مارسيل ديلون يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في هوت دو سين قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة شابها الاضطراب بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر. كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعا بين والديه – اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة – وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين.

ألقت التنشئة المضطربة التي تلقاها ديلون في طفولته بظلالها على مساره الدراسي الذي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى. ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا: “كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة”.

وتعاطى في وقت ما مهنة زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع مشتقات اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.

بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقا) عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه “أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان”، وبعدها فيلم “روكو وإخوته” عام 1960.

التقى ديلون مع مكتشف المواهب الأميركي الشهير هنري ويلسون واجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح لكنه لم يذهب إلى هوليوود، بل فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحاً واسعاً في فيلم “نون الأرجواني” في العام ذاته، حيث قدم فيه دورا نفسياً مركباً.
برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم “أي عدد يمكنه الفوز؟” 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم “الساموراي” سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم “بورسالينو” عام 1970. كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم “التوليب الأسود” 1964 وفيلم “زورو” 1975.

وفضلا عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساسا إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصاً إثر أدائه في فيلميْ “السيد كلاين” 1976 و”سوان يحب” 1984.