التسوية على “نار حامية”.. والعالم كله ينتظر إيران!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 9/8/2024 

 

التسوية في المنطقة على نار حامية، والوضع المتفجر يمكن ان يشهد تبريدا، ولو موقتا. فالبيان الاميركي – المصري – القطري المشترك، الذي وقعه رؤساء الدول الثلاث،  دعا اسرائيل وحركة حماس الى استئناف المحادثات الخميس المقبل، إما في الدوحة او في القاهرة ، وذلك لتجاوز الخلافات بشأن وقف اطلاق النار.

اسرائيل سارعت الى اعلان موافقتها،  وانها سترسل مفاوضين الى الاجتماع، فيما لم تبد حركة حماس موافقتها حتى الان. فهل سيبدأ يحي السنوار رئاسته المكتب السياسي لحركة حماس برفض التفاوض بشأن مقترح لوقف اطلاق النار؟ وهل يستطيع ان يتحمل تبعات مثل هذا الموقف السلبي،  وخصوصا ان مصر وقطر معنيتان مباشرة بالمحادثات؟ الارجح ان لا.

من هنا يمكن الاستنتاج ان الوضع مقبل على نوع من انواع الانفراج. فهل ينعكس الامر على الرد الايراني المنتظر؟ ام ان ايران ستفصل ردها عن الجو الايجابي المستجد في المنطقة؟ وماذا ايضا عن رد حزب الله؟ هل سيفرمله الحزب، ام سيبقى ملزما الرد، وذلك لحفظ ماء الوجه امام بيئته؟

في الاثناء الاستهدافات متواصلة في الجنوب. فصباحا سقط شهيدان لحزب الله في الناقورة، وعصرا سقط عنصران لحركة حماس في غارة استهدفت سيارة في صيدا، احدهما مسؤول الامن في مخيم عين الحلوة.  البداية من امكان استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار الاسبوع المقبل.

لا تتوقف الحرب ببيان يشارك بالتوقيع عليه ساكن البيت الابيض، وانما بقرار حاسم منه يسمعه لربيبه الاسرائيلي، بعيدا عن كل هذا النفاق الممتد لاشهر، والذي اتى على عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين، الذين قضوا فوق البيانات الاميركية المدججة بعبارة ضرورة وقف الحرب..

فبالتزامن مع البيان الذي تحدث عن ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وصلت الاساطيل الاميركية لحماية بنيامين نتنياهو، وسبقها كل انواع السلاح الاميركي بترسانة تكفي الجيش الفاشي الذي يخوض حرب ابادة في غزة لاشهر وسنوات..

دموع التماسيح هذه لم تعد تنتطلي على احد، ولن تطفئ النار التي اشعلها بنيامين نتنياهو بالمنطقة، وقد تأتي على كل شيء بما فيها المصالح الاميركية. ولمصلحة الجميع ردع جموح الوحش الاسرائيلي، ووقف سيل الدم الفلسطيني الذي اغرق العالم ..

اما الثأر لدم الشهيد القائد اسماعيل هنية فواجب على الجمهورية الاسلامية الايرانية، بحسب قائد قوة القدس في حرسها الثوري العميد اسماعيل قاآني. فالحادثة المريرة وقعت في حرم الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما قال في رسالته الى قائد حماس المنتخب يحيي السنوار، مضيفا أن دماء هذا الشهيد العظيم ستجعل أثر العقوبة قاسيا على الكيان الصهيوني، بيد الجمهورية الإسلامية..

وبعين الجمهور الصهيوني فان الافق مسدود والواقع محبط والانتظار ثقيل، بل ان الذعر هو بعض الوصف لاسبوع من انتظار الصواريخ التي ستأتي من الشمال ومن اليمن وايران، بحسب الخبيرة الصهيونية دانا فايس، التي رأت أن كيانها مطوق بحرب استنزاف ويعاني واقعا استراتيجيا صعبا..

والاصعب على هؤلاء عندما يشاهدون حكومتهم تجتمع في مخبئها تحت الكريا، ليستخلصوا من هذا المشهد حراجة المرحلة..

اما الحرج في الشمال فعلى حاله. ومع رعب الرد الذي يطبق على المستوطنين هناك، تذكرهم كل يوم اسراب المسيرات الانقضاضية وصليات الصواريخ المتعددة التي تطلقها المقاومة الاسلامية بان القصاص آت، ولن يغير فيه تمادي العدو بطرق بوابة الجنوب صيدا، عبر غارة من مسيرة على سيارة رباعية الدفع شرق المدينة…

 

كل العالم ينتظر ايران، وردها الحتمي على اغتيال اسماعيل هنية.

غير ان ذلك، لا يحول دون الرهان على نجاح مفاجئ لمفاوضات الهدنة في غزة، ما يمكن ان يحول دون اتساع رقعة المواجهة، بدءا بلبنان.

أما اليوم المنتظر، فالخامس عشر من آب الجاري، الموعد المبدئي لاستئناف المفاوضات بشكل رسمي.

وفي هذا الاطار، دعوة موجهة من امير قطر والرئيسين المصري والاميركي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن والمعتقلين، انضمت اليها الامارات العربية المتحدة، في وقت كان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت يؤكد في اتصال مع نظيره الاميركي لويد اوستن أهمية التوصل سريعا الى اتفاق.

اما لبنانيا، فلا تزال التطورات الميدانية على حالها من التصعيد، الذي بلغ عصر اليوم حد اغتيال القيادي في حركة حماس في عين الحلوة سامر الحاج، بعد استهداف مسيرة لسيارته رباعية الدفع، بالقرب من حسبة صيدا عند مدخلها الجنوبي.

اما في سياق المساعي الديبلوماسية اللبنانية لتفادي الحرب الشاملة، فعممت وزارة الخارجية على البعثات الديبلوماسية ورقة الحكومة التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب  لبنان.

وفي الورقة، اعراب الحكومة عن إيمانها تجنب الحرب الشاملة، وتشديدها على ان وقف الأعمال العدائية في غزة يفتح الباب أمام مسار دبلوماسي ستدعمه حكومة لبنان بشكل تام، وهو يهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول الحدود الجنوبية، بما في ذلك النزاعات على طول الخط الأزرق، إضافة الى أنه تمهيد الطريق للتنفيذ الكامل للقرار 1701.

واعتبرت ورقة الحكومة ان القرار المذكور نجح في الحفاظ على الهدوء النسبي، على رغم مواصلة إسرائيل انتهاكها لمندرجاته. واعلنت الحكومة انها الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيلعبان دورا محوريا بهدف ضمان الشروط اللازمة لتنفيذ القرار، على ان تلتزم الحكومة ابزيادة عدد أفراد الجيش من خلال حملة تجنيد جديدة.

واكدت ورقة الحكومة ان التفاهمات الأخيرة بشأن الحدود البحرية هي بمثابة شهادة على التزام لبنان بالمفاوضات وحل النزاعات بالطرق السلمية، مشددة على استعدادها للتفاعل مجددا ولعب دورها بهدف خفض التصعيد، مع التأكيد على إلتزامها ضمان سلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه.

 

موعد جديد يضرب لمحاولات التهدئة.

الخامس عشر من هذا الشهر لمناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الرهائن، بعدما أخفقت مباحثات سابقة.

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أنه سيرسل وفدا للمحادثات، لكنه أحجم عن ذكر مزيد من التفاصيل.

في المقابل، يقول مسؤول في حماس إن الجماعة تدرس المقترح الجديد، من دون الخوض في التفاصيل.

إذا عقدت المحادثات، سيكون هذا الأمر الاختبار الأول ليحيى السنوار بصفته رئيس المكتب السياسي للحركة، والسقف الذي سيضعه سيكون محل اهتمام وتحليل، سواء من الجانب الاسرائيلي ام من الجانب الأميركي.

بعيدا من المفاوضات، وفي استعراض للقوة، أفاد الحرس الثوري الإيراني أنه أضاف صواريخ ومسيرات جديدة إلى ترسانة قواته البحرية، وكشف أن عددا كبيرا من صواريخ كروز، الجديدة، المضادة للسفن، أضيف إلى القوات البحرية للحرس الثوري، بناء على أوامر قائد الجيش اللواء حسين سلامي.

وأضاف إن الصواريخ تتمتع بقدرات جديدة، بما في ذلك رأس حربي شديد الانفجار وقدرة عالية على التخفي.

في التطورات العسكرية، استهداف سيارة على مدخل صيدا، ومعلومات عن سقوط من فيها، وهو مسؤول من حماس.

 

هربت إسرائيل إلى الأمام من الحساب الكبير فضربت سوق الحسبة في قلب مدينة صيدا بصاروخين محمولين على مسيرة، مستهدفة سيارة عند مدخل السوق ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح من حركة حماس وجولة التصعيد النهارية بضرب بوابة الجنوب استبقتها إسرائيل بحرب نفسية ليلية أطلقتها بمسيرات ناطقة باللغة العربية احتلت أجواء القرى الحدودية بتحذيرات وتهديدات للسكان الآمنين الصامدين.

وفي رسم تشبيهي للمشهد فإن مطار بيروت يستقبل ويودع “والريح بتصفر في مطار بن غوريون” وهو ما ينطبق أيضا على المستوطنات شمال الأراضي المحتلة إذ ومن المسافة صفر وللمرة الأولى منذ أحد عشر شهرا عاينت كاميرا الجديد الخط الأزرق بجولة حصرية مع أصحاب القبعات الزرق حيث تمت معاينة قواعد ومواقع اليونفيل ورصدت حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالقرى الحدودية فدخلت إلى طير حرفا والجبين ويارين ورامية ومروحين ومن هناك وعلى مرمى حجر وثقت خلو المواقع العسكرية الإسرائيلية وتواري الجنود إلى ما بعد بعد الحدود.

أما الحرب بغاز الأعصاب فاندلعت على جبهتين في سباق تسلح تولى فيها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا زيارة مقر سلاح الجو الإسرائيلي بعد رفده بسرب من طائرات أف 22 وأخواتها في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته البحرية حصلت على منظومات رادار جديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية وعلى أحدث أنواع التجهيزات العسكرية المضادة لجميع الأهداف البحرية

وعلى هذا المسار دخلت المنطقة مرحلة الانتظار الثقيل المخصب بأعلى درجات الاستنفار وفي مساعي اللحظات الأخيرة شق البيان الثلاثي القطري والأميركي والمصري ممرا بين نارين اتكأت الثلاثية على المبادىء التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر شهر أيار الفائت ودعمها مجلس الأمن الدولي بقرار حمل الرقم 2735 للوصول إلى صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار على أن تستضيف القاهرة أو الدوحة الاجتماع في الخامس عشر من الشهر الجاري

ونقلا عن مصادر مطلعة أفادت بأن الوسطاء الرئيسيين سيحضرون جولة المفاوضات وأن مدير سي آي إيه سيرأس الوفد الأميركي وإذ أكد ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد لتحديد بنود وإطار الاتفاق لم يصدر لحينه أي موقف رسمي من حماس واكتفت مصادرها بالتأكيد للجديد على ثوابتها بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل من قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح وعودة النازحين الى شمال القطاع وإبرام صفقة تبادل أسرى حقيقية, أما حزب الله فقد أجرى عملية فصل للمسارين بتأكيد الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر بمعزل عن أي اتفاق.

بيان الثلاثية الذي دخل في سباق مع الوقت بين الرد الإيراني ورد حزب الله قوبل بترحيب غربي وعربي ومن ضمنه لبنان الذي وجد فيه رؤيته لخفض التصعيد بالمنطقة معطوفا على ورقة سلمتها الحكومة اللبنانية إلى سفراء الدول المعتمدين في لبنان والتي حددت القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب وخفض التصعيد وتجنب حرب شاملة مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي.

وفي المحصلة واستنادا إلى تجارب المفاوضات السابقة فإن موافقة بنيامين نتنياهو على إرسال وفد للتفاوض لا يعني الموافقة على إبرام صفقة تفك صاعق الانفجار الكبيروخصوصا أن سموتريتش أحد جناحي اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية وصف البيان بالمصيدة. ونتنياهو نفسه قال لمجلة “تايم” اخيرا ان لا وقف للحرب في غزة حتى تحقيق الأهداف

وفي المقابل فإن جدارا عازلا من انعدام الثقة ارتفع بين الولايات المتحدة والمنطقة كونها شريكا في حرب الإبادة على القطاع لا وسيطا لوقف الحرب فهل أميركا اليوم غيرها ما قبل اغتيال القياديين اسماعيل هنية وفؤاد شكر؟.