آذار “كابوس” الإحتلال.. وفلسطين في الوجدان!

/ فاطمة ضاهر /

أعادت العمليات التي نفّذها مقاومون فلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي، مفهوم العمل الفدائي الفلسطيني، وشكّلت هذه العمليات التي أصابت مقتلاً من كيان الاحتلال، خلال شهر آذار خصوصاً، وتفاعل الفلسطينيين والعرب معها، تأكيداً على استمرار القضية الفلسطينية في الوجدان، وأن كل مشاريع التطبيع لن تفلح في إلغاء وطمس هذه القضية من الوجدان العربي.

عملية بني براك، هي العملية الثامنة في شهر آذار، وتحديداً خلال أسبوع قُتل حتى الآن 11 اسرائيلياً. يعتبر هذا الشهر الأكثر دموية بالنسبة للعدو، فهو لم يستفق بعد من عملية الخضيرة التي حصلت مساء الأحد في 27 آذار، والتي نفذها الشهيدان خالد إغباريّة وأيمن إغباريّة، وأسفرت عن مقتل شرطيين اسرائيليين وعدد من الجرحى. وقبلها عملية طعن ودهس في بئر السبع التي نفذها الشهيد الأسير المحرر محمد غالب أبو القيعان والتي أسفرت أيضاً عن مقتل 4 مستوطنين، إلى أن نفذ الشهيد ضياء أحمد حمارشة، مساء يوم الثلاثاء 29 آذار 2022، في عملية غير تقليدية وصادمة، عمليته الموجعة للعدو بقتل 5 مستوطنين، في مستوطنة “بني براك” قرب تل أبيب.

Image

آذار “كابوس” الإحتلال

شهر آذار، وما تخلله من عمليات، شكّل مفاجأة كبيرة ونوعية لأجهزة أمن الإحتلال، بدءاً من أجهزة الاستخبارات والمخابرات (الشاباك) وشرطة الإحتلال، حيث انعكست حالة الذهول التي عاشتها بيئة ومجتمع العدو، وظهرت واضحة في تصريحات السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين، بدءاً من رئيس الحكومة نفتالي بنيت، الذي وصف المشهد بموجة عمليات مفاجئة ينفذها العرب تستهدف “إسرائيل”.

https://twitter.com/ahmadnser1/status/1509130399066247174?s=20&t=8MEwaAIjoVPB903BoGi2Ow

هذه العمليات، جعلت المستوطنين يعيشون حالة هلع وفقدان الشعور بالأمن الداخلي، ويوجهون الانتقادات الى إخفاق وفشل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، في توقع مثل هذه العمليات وفي إحباطها أو سرعة التعامل معها.

العمليات فردية وغير منظمة، واستطاعت خرق أمن العدو، وكانت صادمة ومفاجئة وصائبة، أي أن الرصاصات والطعنات بالسكين لم تكن خائبة، بل كانت مباشرة وقاتلة، وهذا ما أثار القلق والخوف في نفوس المستوطنين.

Image

هذه العمليات تُعد رداً على الاعتداءات الاسرائيلية ولقاءات التطبيع الأخيرة، وخاصة “لقاء النقب”، التي خُصصت للبحث في الأمن الإسرائيلي، أي جاءت هذه العمليات بهذه الدقة لكي تؤكد على أن لا أمن في كيان العدو بوجود المقاومين الفلسطينيين، وأن هذه المقاومة مستمرة ولن تهدأ وتأتي من حيث لا يتوقع الإحتلال، وبكل الوسائل المتاحة.

مسيرات واحتفالات

عقب عملية بني براك، جالت مسيرات حاشدة مؤيدة، في شوراع فلسطين، حفلت بهتافات وأناشيد، احتفالاً ومباركةً بالنصر الذي حققه أولئك الشهداء الأبطال في صفوف الاحتلال.

وانتشرت فيديوهات على منصة “تويتر” تظهر الاحتفالات والمسيرات ابتهاجاً.

https://twitter.com/Palestine_Gaz/status/1508925034269708299?s=20&t=3EY-ddymdUb7ZTQosuT7AA

https://twitter.com/zahratalmadayi/status/1508911671347138565?s=20&t=igo8A9UBewYO4WRzevjMCA

كما عمت الاحتفالات العديد من مخيمات لبنان.