كيف يؤثر فقدان الأحباء على جسم الإنسان؟

اكتشف علماء الأحياء بجامعة كولومبيا الأميركية، أن وفاة أحد أفراد الأسرة أو غيرهم من الأشخاص المقربين يسرع بشكل كبير من شيخوخة جسم الإنسان على المستوى الخلوي.

ويشير المكتب الإعلامي للجامعة، إلى أن العلماء اكتشفوا هذا الأمر من خلال متابعتهم لفترة طويلة لحياة عدد كبير من سكان الولايات المتحدة، وهو ما يتجلى في تغيرات بالعلامات اللاجينية في بنية الحمض النووي الخاص بهم.

ووفقا للبروفيسورة ايليسون أييلو، هناك دراسات قليلة جدا مكرسة لكيفية تأثير فقدان الأحباء على هذه المؤشرات الحيوية.

وقد أظهرت نتائج الملاحظات إلى أن وفاة الأحباء يؤدي إلى تسريع شيخوخة المشاركين في الدراسة بشكل كبير على المستوى الخلوي، ويشمل هذا جميع الفئات العمرية، بدءا من الطفولة وحتى البالغين.

وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من متابعتهم لحياة أكثر من 20 ألفا من سكان الولايات المتحدة، الذين كانوا عند بدء التجارب، في أعوام 1994- 1995، مراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاما، خضعوا في العقود التالية، بصورة دورية لمسوحات ودراسة حالتهم الصحية بشكل شامل بما فيها تحليل الدم والحمض النووي وغير ذلك.

وفقا للباحثين، خلال هذا الوقت، فقد حوالي 40 بالمئة من المشاركين في الدراسة، أحد الوالدين أو أقاربهم أو أصدقائهم المقربين، ما سمح للباحثين بإلقاء نظرة شاملة على كيفية تأثير هذا النوع من التوتر على المؤشرات الحيوية الرئيسية للشيخوخة، بما في ذلك العلامات اللاجينية في بنية جزيئات الحمض النووي.

ومن أجل ذلك، قسموا المتطوعين إلى عدة فئات عمرية اعتمادا على وقت فقدهم لأحبائهم، وقارنوا معدل الشيخوخة الخلوية لدى جميع المتطوعين في هذه المجموعات.

وقد أظهرت حسابات الباحثين أن فقدان الأحباء أدى إلى تسريع شيخوخة الخلايا وأثر بشكل كبير على عدد العلامات الموجودة على سطح “غلاف” جزيئات الحمض النووي، وهو ما كان واضحا بشكل خاص بين المتطوعين الذين فقدوا والديهم أو غيرهم من الأحباء. ورصد العلماء في الوقت نفسه تحولات مماثلة في معدل الشيخوخة والعمر البيولوجي في الحالات التي فقد فيها المشاركون أحد الأحباء في مرحلة الطفولة وفي سن 30-40 عاما.

ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج هذه الدراسة على إيجاد أساليب تحمي جسم الإنسان من عواقب فقدان الأحباء.