منع صوفيين من الصلاة في الشمال!

يخشى مشايخ معتدلون في طرابلس من عودة التطرّف إلى المدينة إثر نمو حالات التشدد التي يعبّر عنها عدد من المشايخ علناً ممن يعتمدون التحريض والتكفير في دروسهم الدينية، وكذلك عبر معاهد دينية تعمل على “غسل الأدمغة” عبر منهج “الولاء والبراء” الذي يكفّر الدولة ومؤسساتها الأمنية ولا يعترف بالقوانين الوضعية، من دون أي تحرّك لدار الفتوى.

وظهر الأمر إلى العلن نهاية الأسبوع الماضي وأدّى إلى توتر بين المشايخ في الشمال، بعدما عمد المعنيون في “مسجد خديجة” في منطقة أبي سمراء إلى إقفاله لمنع أحد رموز الصوفية، العلامة السوري عبد الهادي خرسا، من إقامة الصلاة مع أتباعه في المسجد، علماً أن الأخير كان يقدّم محاضرة دينية في قاعة “دار الإمام الغزالي” في المسجد، التابعة للجماعة الإسلامية.

وأشار أحد القيّمين على المسجد إلى أن إقفاله كان بهدف «عدم تغيّر منهجنا، وأتى بقرارٍ من مفتي الشمال الشيخ محمد إمام، ما دفع ببعض المشايخ إلى مراجعة الأخير الذي أكّد أنه اتخذ قراره “لتفادي وقوع فتنة بين الطرفين”. غير أن كلامه لم يقنع عدداً من المشايخ المعتدلين الذين رأوا أن المفتي بقراره إقفال المسجد حوّل نفسه إلى طرف، خصوصاً بعدما تردّد أنّه رفض طرح بعض المشايخ باستقبال خرسا لفضّ الإشكال.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل على الحادثة، بعدما شنّ عدد من المشايخ المتشددين حملة تكفير بحق المدارس الدينية غير التابعة لهم كالأشعرية والصوفية.

وحمّل عدد من المشايخ المعتدلين المسؤولية لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لغياب الرقابة على دور التحفيظ والمصليات التي تنتشر في أحياء طرابلس، وإبعاد خرّيجي دار الفتوى عن المناصب في دار الفتوى في الشمال لحساب أصحاب الفكر الوهابي والسلفي.