خاص: هكذا انتهت أزمة “اليرزة”.. وحلّت قضية دورة “الحربية”!

| خاص “الجريدة” |

لم يتمكن مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضي، من حل الإشكال المتعلّق بنتائج مباراة الدخول إلى الكلية الحربية، ولم يرغب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في “كسر” وزير الدفاع واللجوء إلى صيغة كان تم تقديمها إليه لإصدار نتائج 118 ناجحاً في امتحانات الدخول إلى “الحربية”.

وفق معلومات موقع “الجريدة”، حاول ميقاتي تدوير الزوايا، وإيجاد مخرج مناسب، بمباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن ذلك لم يكن متاحاً في جلسة الثلاثاء، فـ”تطوّع” وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى للقيام بمسعى.. وهكذا كان…

وتضيف معلومات “الجريدة” أن الوزير مرتضى لم يتأخر بالتحرك، اجتمع مع الرئيس ميقاتي، انتقل للقاء كل من وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، حاملاً معه فكرة للتسوية كان “طبخها” مع ميقاتي. “الطبخة” تراعي “ذوق” طرفي الإشكال: سليم وعون، وتقضية بتأخير التحاق الناجحين أولاً، وبمباراة ثانية “استلحاقية” تحمل ملحقاً من 82 ناجحاً لتأمين “التوازن المذهبي”، على أن تعلن النتائج سريعاً بهدف التحاقهم مع الناجحين سابقاً قبل نهاية سنة 2024.

تجاوب وزير الدفاع وقائد الجيش مع الفكرة، وتفاعلا معها سريعاً، وتم إبلاغ ميقاتي بالنتائج.

عملياً، نجحت مساعي الوزير مرتضى في إنهاء الاشتباك بين وزير الدفاع وقائد الجيش، وبالتالي تأمين تسوية للناجحين المقبولين في الكلية الحربية، بعد الاتفاق على قبول 118 ناجحاً على أن يتأخر التحاقهم بالدورة إلى شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني، بعد أن تنضمّ إليهم دفعة أخرى من 82 آخرين ليصبح العدد الإجمالي للدورة 200 تلميذ يلتحقون بالدورة في “الحربية”.

وأكدت مصادر سياسية لموقع “الجريدة”، أن التسوية ذلّلت اعتراض وزير الدفاع موريس سليم على نتائج الدورة التي نجح فيها 118 تلميذاً، بسبب ما اعتبره “خلل في التوازن المذهبي”، لعدم وجود عدد “متوازن” من طائفة الروم الأرثوذكس التي ينتمي إليها وزير الدفاع، علماً أن التوازن الطائفي تم اعتماده مناصفة بين عدد الناجحين المسلمين والمسيحيين.

وكشفت المعلومات أن التسوية بدأت مفاعيلها فوراً، وأنهت الاشتباك بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث وجه قائد الجيش كتاباً إلى وزير الدفاع يشير فيه إلى حاجة الجيش لعدد أكبر من المقبولين في الكلية الحربية نظراً للنقص الكبير في عديد ضباط من رتبة ملازم وملازم أول ونقيب.

بدوره، رفع وزير الدفاع كتاباً إلى مجلس الوزراء، ويستند إلى كتاب قائد الجيش، ويطلب الموافقة على إجراء مباراة جديدة للدخول إلى الكلية الحربية لتطويع 82 تلميذاً جديداً، بحيث يصبح العدد الإجمالي المقبول 200 تلميذ، على أن يتم التحاق الناجحين في المباراة الأولى وعددهم 118، والناجحين في المباراة الثانية وعددهم 82، بالكلية الحربية في نهاية تشرين الأول أو مطلع تشرين الثاني 2024.

ويفترض من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي أشرف على صياغة التسوية، أن يدرج بند فتح دورة تطويع جديدة للكلية الحربية في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

واستناداً إلى هذه التسوية التي وضعت نهاية سعيدة للناجحين الـ118 في امتحانات القبول إلى الكلية الحربية، وفتحت فرصة جديدة لـ82 آخرين، يفترض أن يزور قائد الجيش العماد جوزاف عون وزير الدفاع في مكتبه، لإنهاء الأزمة و”تطبيع العلاقة” بين الرجلين.