نواف سلام.. زعيمكم؟

/ خلود شحادة /

كشفت معلومات خاصة أن السفير نواف سلام ربما يتّجه لتقديم ترشيحه إلى الانتخابات النيابية المقبلة عن العاصمة بيروت، على رأس لائحة من المرشحين.

وقالت المعلومات إن ترشيح سلام يأتي بطلب أميركي ـ سعودي، كي ينقضّ على التركة السياسية والشعبية للرئيس سعد الحريري، ووراثته.

لكن العامل الأبرز الذي حفّز الأميركيين والسعوديين على الطلب من نواف سلام الترشح للانتخابات، هو حالة الرفض التي قوبل بها احتمال ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة في العاصمة، من قبل العائلات البيروتية التي ما زال ارتباط قسم كبير منها قائماً بالرئيس الحريري وتيار المستقبل، وكذلك عجز بهاء الحريري عن تحقيق اختراق في الواقع السنّي.

لكن ترشيح سلام، في حال حصوله، لن يكون سهلاً تسويقه في بيروت، على الرغم من جذوره العائلية البيروتية، لأنه لم يكن يوماً على تماس مع العائلات والشارع البيروتي، وبالتالي فإن ترشيحه يواجه واقعاً متجذّراً ليس على صلة به، بل وربما على خصومة معه، وخصوصاً لدى جمهور تيار المستقبل الذي لم يتقبّل ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة لوراثة الرئيس الحريري، فكيف سيتعامل مع ترشيح نواف سلام؟

مع ذلك، تبلّغ سلام تطمينات أميركية ـ سعودية بدعم يفتح له الطريق نحو مجلس النواب، حيث سيتم تجيير المجموعات المرتبطة بالسفارتين الأميركية والسعودية لدعم سلام، خصوصاً ما يطلق عليها مجموعات “المجتمع المدني” التي تحظى بتمويل ودعم من السفارة الأميركية أو تدور سياسياً في فلك السعودية.

وذكرت المعلومات أن العنوان السياسي الذي سينطلق منه نواف سلام في معركته الانتخابية هو “مواجهة حزب الله”. على اعتبار أن هذا العنوان قد يساهم في استنفار العصبية المذهبية لدى العائلات السنية في بيروت، كي تدعم سلام في الانتخابات المقبلة وتمنحه أصواتها تحت شعار “قطع الطريق على تمدّد حزب الله في البيئة السنية”.

وبحسب معطيات متداولة، فإن الرئيس السنيورة، وإلى جانبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يشجعان سلام على الترشّح، في ما يوحي بانقلابهما على الرئيس سعد الحريري، ولكل منهما اعتباراته الخاصة، فضلاً عن طلب الأميركيين منهما دعم ترشيح سلام.

وتردّدت معلومات عن أن ميقاتي والسنيورة تواصلا الأسبوع الماضي، مع نواف سلام الموجود في العاصمة الفرنسية، عبر وسيط، بهدف تشجيعه على العودة إلى بيروت هذا الأسبوع، وتقديم طلب ترشيحه، وإطلاق حملته الانتخابية بدعم منهما.

وبحسب هذه المعلومات، فإن سلام وعد بحسم خياراته في أسرع وقت، وذلك بعد أن يجري مروحة اتصالات تشمل واشنطن وباريس والرياض، بهدف اتخاذ القرار النهائي بشأن خوضه الانتخابات النيابية، خصوصاً أنه يخشى خوضها من دون ضمان فرص فوزه فيها.

وأشارت المعلومات إلى أن الحملة التي انطلقت ضد ترشيح الرئيس السنيورة في بيروت، فرضت أمراً واقعاً في العاصمة يصعب القفز فوق حيثياته، يتعلّق بدور وتمثيل العائلات البيروتية التي تشعر أن ترشيح السنيورة لا يتناسب مع حضورها، وهو ما قد يجعلها تتقبل ترشيح نواف سلام.

وتحدّثت المعلومات عن “قبول مبدئي” من السفير سلام بالترشح، شرط عدم تحالفه في هذه المرحلة مع الرئيسين ميقاتي وسلام، لأن ذلك سيُبعد عنه مجموعات “الثورة” التي تصنّف ميقاتي والسنيورة بأنهما أعضاء في المنظومة السياسية التي تسبّبت بالأزمة المالية التي تضرب لبنان.

ورجحت المصادر أن يبدأ سلام اتصالات بعدد من رموز العائلات البيروتية، وكذلك بشخصيات من المجتمع المدني، بهدف توحيد صفوفهم وخوض الانتخابات.