رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما يجري بين أوكرانيا وروسيا خطر جدًا بمعزل عن الموقف تجاه المعركة القائمة. معتبراً أن الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة عما يجري.
وخلال رعايته مؤتمر “سيدُ شهدائِنا فكرًا وسيرة” الذي أقيم في بيروت إحياء لثلاثينية السيد عباس الموسوي، لفت نصرالله الى أنّ “بركات السيد عباس حاضرة حتى يومنا هذا ونحن نحتاج الى بصيرة سماحته خلال هذه المرحلة”. مشددًا على أنّ ما يجري بين أوكرانيا وروسيا خطر جدًا بمعزل عن الموقف تجاه المعركة القائمة، وما يجري اليوم فيه الكثير من العبر والدروس التي يجب أن يبنى عليها في منطقتنا.
ورأى نصرالله أن هناك ازدواجية معايير في التعاطي من قبل دول العالم، مشيرًا الى الكيفية التي تصرف بها العالم عندما غزت أميركا أفغانستان والكيفية التي يتصرف بها الآن مع دخول روسيا الى أوكرانيا وبدء معركة عملية عسكرية، وأضاف: “لأن أميركا قوية ومتجبرة يسكت العالم على ظلمها وآخرها قيام جو بايدن بسرقة أموال الشعب الأفغاني حيث أن البنك المركزي الأفغاني لديه في أميركا 7 مليارات دولار اذ اتخذ بايدن قرار بتقسيمها ووهب نصفها لضحايا 11 ايلول”.
وتابع نصرالله: “أميركا هي المسؤولة عما يجري في أوكرانيا الآن فهي التي حرضت ولم تساعد على إيجاد حل دبلوماسي ولم تفعل شيئًا لوقف الحرب بل دفعت باتجاهها وفي النهاية من سيدفع الثمن هو الشعب الروسي والأوكراني بينما أميركا ستكون هي الرابح في وقت تعرض فيه العالم كله للخطر”.
ولفت الى أنّ “المأساة القائمة والأخطار التي يواجهها العالم تتحمل مسؤوليتها أميركا الشيطان الأكبر”.
آمن بالعمل الحركي والتنظيمي والحزبي
وفي معرض حديثه عن صفات السيد عباس، لفت نصرالله الى أنّه كان للسيد الشهيد الإيمان الراسخ بفكرة حاجة الأمة إلى قائد فقيه عالم أو ما نسميه “ولاية الفقيه” وقد آمن بهذه الفكرة والتزم بها بدقة حتى آخر يوم في حياته، موضحًا أنّ السيد عباس كان يعتقد بأهمية قيام حوزات دينية محلية ما دفعه إلى تأسيس الحوزرة العلمية في بعلبك. وأكّد السيد نصرالله أنّ السيد عباس كان يعتقد بأهمية دور المرأة في عملية التبليغ الدينية وأن هناك مساحة لا يمكن ملؤها إلا بالسيدات المبلغات، كما كان يعتقد بوجوب حركة علماء الدين نحو الناس في مقابل فكرة أخرى كانت سائدة حينها بأن عالم الدين يجلس في بيته وعلى الناس أن يأتوا اليه.
وشدّد على أنّ السيد عباس كان يؤمن بأهمية العمل الجماعي عمومًا وعلى المستوى العلمائي خصوصًا بالإضافة إلى العمل المؤسساتي المنظم، لافتًا الى أنّ السيد الشهيد كان من أشد الداعمين لتشكيل تجمع العلماء المسلمين من السنة والشيعة، كما كان يؤمن بالعمل الحركي والتنظيمي والحزبي، وفي الدائرة الشيعية كان السيد عباس الموسوي يعتقد بأهمية ووجوب الانفتاح والتعاون والتكامل حتى مع الاختلاف الذي كان قائمًا.
عمل من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية
ولفت الى أنّ القائد الموسوي كان من المؤسسين لتشكيل الإطار التنظيمي لحزب الله وتحمل فيه العديد من المسؤوليات، ولم يكن للسيد عباس سوى حزب الله وقد أفنى حياته وشبابه ووقته في سبيل هذا النهج. وأشار الأمين العام لحزب الله الى أن السيد عباس كان يؤمن بحق بالوحدة الإسلامية والتقريب والتعاون بين المسلمين، وقد عمل في الليل والنهار من أجل تحقيق هذه الوحدة.
وأوضح نصرالله أنّ السيد الشهيد كان يؤمن بالناس ومحبتهم والتواضع لهم والتحبب لهم والثقة بهم والرهان عليهم وخدمتهم والحفاظ على كرامتهم وأمنهم، كما، كان يؤيد المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية ووظائف الدولة والحكومة وكان يؤمن بأنه لا يمكن لأي بلد أن يستمر من دون دولة.
وأكّد نصرالله على أنّ السيد عباس واكب الانتفاضة الأولى في الثمانينات كل ساعة وكل يوم باعتباره أحد القادة البارزين في حزب الله، وكان يعتقد بالموقف الحازم من “إسرائيل” وأنه يجب أن تزول من الوجود، كما كان يعتبر إيران حلم الأنبياء الذي تحقق من خلالها وهي الدولة المركزية، ولم يكن للنأي بالنفس والحياد مكان لدى السيد الشهيد وهذا غريب عن ثقافته الدينية، فهو حمل هم الأمة كله بمعزل عن الإمكانات وهذا أضعف الايمان. وأشار السيد نصر الله الى أنّ رؤية السيد الشهيد تجاه أميركا هي نفس رؤية الإمام الخميني التي تؤكد أنها الشيطان الأكبر. ورأى أنّ الملفت أن هذا العطاء الكبير والجهاد العظيم أنجزه السيد عباس خلال عمر قصير قبل أن يختم له الله بالشهادة فكانت سنواته زاخرة بالعطاء والتعب والسفر الدائم فكان هذا العطاء مباركًا وما زال يثمر ويعطي ويلهم بسبب إخلاصه الشديد لله تعالى.