أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون على أهمية السلام بين الشعوب، معرباً عن أمله بنجاح مفاوضات فيينا “باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة”.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران محمد مهدي اسماعيلي، الذي يزور لبنان على رأس وفد من الوزارة لافتتاح “الأسبوع الثقافي الإيراني في لبنان”. وقد رافق الوفد السفير الإيراني لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا.
وعبّر عون عن تقديره لإيران التي تمكّنت من “مواجهة الظروف الصعبة التي مرت بها واستطاعت رغم العقوبات والمقاطعة التي فرضت عليها، من تطوير صناعاتها دون أن تبخل على شعبها بأي شيء مستثمرة تلك الظروف لتسجيل الإبداع في العديد من المجالات”.
وشدّد على “رغبة لبنان في المحافظة على أفضل العلاقات مع إيران”، لافتاً إلى متابعته تفاصيل المحادثات في فيينا ومعرباً عن أمله في نجاحها باعتبارها “مؤشر سلام ليس لإيران فحسب، بل لكل المنطقة بما يكفل راحة شعوبها وحياتها الهنيئة”.
كما أعرب الرئيس عون عن أمله في أن يتمكن لبنان من الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة قريباً محمّلاً الوزير اسماعيلي تحياته إلى نظيره الإيراني الرئيس رئيسي.
الوزير الإيراني أكّد بدوره أن بلاده تنظر بكثيرٍ من التقدير إلى مواقف رئيس الجمهورية “المبدئية والمحورية والراسخة التي أعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها.” وقال “إنكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما أوتيتم من قوة من أجل المحافظة على وحدة لبنان حكومةً وشعباً واستطتعتم أن تكللوا مسيرتكم بنجاح”.
وأشار الوزير اسماعيلي إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بنّاءة تقوم على إقامة أفضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص، معتبراً أن تعزيز أواصر التعاون والتلاقي البناء بين دول المنطقة يؤمن لها الأمن والاستقرار من جهة، كما يغنيها ويبعدها عن تدخلات الدول الخارجية من جهة أخرى.
وفي معرض الحديث عن تأثير العقوبات المفروضة على بلاده أشار اسماعيلي إلى النجاحات التي حققتها لا سيما في مواجهة أثارها وفي مكافحة وباء كورونا. وقال إن “محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن أن يساعد في التوصل إلى اتفاق إيجابي وبنّاء”
وأضاف: “إن إيران تصرّ على أن يكون الاتفاق منصفاً وعادلاً ونهائياً ودائماً ومستمراً بما يضمن عدم إلغائه مع تغيّر الإدارات السياسية والحكم في الولايات المتحدة وذلك بما ينعكس إيجاباً على كل دول المنطقة وشعوبها”.
وأشار إلى أن الإيرانيين يمدّون يد التلاقي والتعاون مع لبنان وهم على أتم الاستعداد لتعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها في كافة المجالات، “لا سيما في ظل ما تتمتع به إيران من قدرات وإمكانيات متطورة في مجالات الانتاجات الفنية والثقافية والتي بإمكانها أن تضعها في تصرف لبنان”.
وأعرب عن استعداد بلاده للمبادرة بسلسلة من الإنتاج المشترك في مجال السينما ودور النشر، وفي المجالين الفني والموسيقي، آملاً أن “تتمكن إيران في المستقبل القريب من استضافة الأسبوع الثقافي اللبناني في العاصمة طهران أو في إحدى المدن الإيرانية الكبرى، ليتمكّن الشعب الإيراني من التعرف على الابداعات الثقافية والفنية اللبنانية”.
وختم بالتأكيد أن زيارته اليوم تدل على نية إيران “تعزيز العلاقات الأخوية مع لبنان” في كافة المجالات لا سيما الفنية والثقافية والفكرية، وأنه انطلاقاً من نية إيران في تعزيز التفاهم الثقافي والفني مع لبنان “سنفتتح هذه الليلة الأسبوع الثقافي الإيراني في بيروت، والذي تشارك فيه فرق فنية وموسيقية وثقافية من شأنها تعريف الشعب اللبناني على آخر المنتجات الفنية والثقافية في إيران”.