بلدية جون.. “التيار” يقلب الطاولة!

كان يفترض أن يكون هذا الأسبوع حاسماً لناحية الاتفاق على حلّ لأزمة بلدية جون (إقليم الخروب) إثر استقالة رئيسها، بسبب الخلاف بين أنصار التمديد لنائب رئيس البلدية حسام شمس الدين (شيعي)، رئيس بلدية بالتفويض، ومن يُصرّون على انتخاب أرثوذكسي خلفاً لرئيس البلديّة المستقيل التزاماً بالعُرف المتّبع منذ سنوات في البلدة.

ويُحمّل مسؤولون في البلدة التيّار الوطني الحر مسؤوليّة التأزيم بعدما نال الأعضاء الشيعة موافقة راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، المطران إيلي حداد، على استمرار شمس الدين في ترشيحه في ظل عدم وجود مرشحين أرثوذكس جديين يحظون بدعمٍ سياسي. كما اتفق 11 عضواً بلدياً من 14 في اجتماع تشاوري السبت الماضي على التمديد لشمس الدين من دون تلبية دعوة قائم مقام جبل لبنان مارلين قهوجي لانتخاب رئيس جديد.

فيما أعلن العضو البلدي المرشّح للرئاسة بدعمٍ من “التيّار” العميد سليم خرياطي عدم موافقته على هذا الحل، وشدّد العضوان الآخران، أنطوان عيد (محسوب على القوات اللبنانية) وروبير أبو عبدو على ضرورة احترام العُرف بانتخاب رئيس أرثوذكسي، وأعلنا أنهما سيُسجّلان تحفّظهما عن الاجتماع الرسمي المقبل من دون أن يعني ذلك عدم تعاونهما مع شمس الدين أو تدوين رفضهما لاقتراح التجديد له.

وعليه، كان يفترض أن يدعو شمس الدين إلى اجتماعٍ رسمي للمجلس السبت المقبل، “قبل أن يقلب التيّار الوطني الحر الطاولة”، على ما يقول بعض الأعضاء. إذ زار النائب غسّان عطا الله المطرانية لإقناع حداد بالسيْر بالعميد خرياطي مرشحاً، بعدما نُقل عن المطران أنّه يُفضّل ترشيح عضو المجلس الآخر يوسف خرياطي. وبعدما أعلن حداد أن لا “فيتو” على أحد، والمهم بالنسبة إليه هو انتخاب رئيس أرثوذكسي وعدم المساس بالعرف، بدأ التواصل مع القوى السياسيّة الأُخرى، وتحديداً حزب الله وحركة أمل.

وكان رئيس مجلس النوّاب نبيه بري حزب وحزب الله قد أبلغا المعنيين سابقاً رفض المسّ بالعُرف، مؤكدين أنّ المشكلة ليست عند “الثنائي”، وإنّما في غياب أي مرشّح جدي، وداعين إلى تفاهمٍ مسيحي حول اسم واحد من أجل انتخابه، وإلا التجديد لشمس الدين. إلا أن بعض الأعضاء الشيعة من غير المحسوبين على “الثنائي” يرفضون السيْر بالعميد خرياطي و”فرضه سياسياً” على جون “علماً أنه بعيد عنها، إضافة إلى أنّه كان قد ترشح على اللائحة المُضادة للائحة التي فازت بغالبيّة أعضائها”.

وقد دخل الحزب التقدمي الاشتراكي على خط الوساطة، وشدّد رئيسه السابق وليد جنبلاط على ضرورة انتخاب أرثوذكسي، وتواصل النائب بلال عبد الله مع شمس الدين، طالباً الاجتماع به في حضور عطا الله خلال الساعات المقبلة، فور عودة شمس الدين من الخارج.

في المقابل، يرفض التيّار الوطني الحر تحميله مسؤولية ما يجري، ويؤكد مسؤولوه أنّ حداد لا يرفض اسم العميد خرياطي، و”ما يهمّنا نحن والمطران حداد هو مصلحة جون، واحترام العُرف المتبع منذ سنوات، وجولة عطا الله طبيعيّة في هذا السياق”.

ويؤكّد هؤلاء أنّهم متفقون مع “القوات” على كل التفاصيل، “ونحن وإياهم على الموقف نفسه بما يخص انتخاب أرثوذكسي”.

وعن الأزمة التي يُمكن أن تحصل في حال إصرار العضوين الأرثوذكسيّين، يوسف خرياطي ولبيبة برخش، على عدم التصويت لمرشّح “التيّار”، يرى هؤلاء أنّ “هذه المشكلة تُحلّ عبر المطرانيّة وتدخّل سيّدها”.

جريدة الأخبار