قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “منذ ثلاثة عشر عاما نزحت إلى طرابلس، كما إلى كل المناطق اللبنانية دون استثناء، أعداد كبيرة من الأشقاء السوريين، الذين باتوا يشكلون ضغطا كبيرا على لبنان الذي احتضنهم، وهو الآن يدعو إلى حل أزمة نزوحهم بإعادتهم إلى وطنهم عودة كريمة آمنة. وهذا الملف وضعته الحكومة على سكة المعالجة الجذرية، عبر سلسلة من القرارات والخطوات التي بوشر تنفيذها من قبل الادارات المعنية. كذلك فان الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسل سيحمل معه هذا الملف بكل تداعياته ويطالب الدول الاوروبية بتحمل مسؤولياتها المباشرة في هذا الملف”.
واعتبر خلال احتفال إعلان “طرابلس عاصمة الثقافة العربية” أنه “هناك ايضا مسؤولية مباشرة على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومطلوب منها التعاون مع الحكومة اللبنانية بشكل حثيث وفاعل لترجمة ما طلبناه عبر وزارة الخارجية، لأننا لن نقبل باي حل لازمة النازحين على حساب لبنان وسيادته او بترك وطننا يتحمل بمفرده أعباء هذا الملف، ولا قدرة لنا في الاستمرار بهذا النزف الذي نعيشه بوجود هذه الاعداد الهائلة من النازحين”.
وأشار ميقاتي إلى أن “لو طبقنا قاعدة تجديد التاريخ على صعيد السياسة العامة في لبنان، لما تكررت في حياتنا الوطنية الأزمات ذاتها. فحال التعطيل التي نعيشها اليوم ليست سوى تاريخ يعيد نفسه، مررنا بها سابقا ونمر بها اليوم”.
ورأى أن “بعض أهل السياسة عندنا لا يتعظون من أخطاء الماضي، بل يكررونها ملحقين بالوطن والمواطنين أضرارا كبيرة، في ظل ظروف دقيقة وخطيرة، إن لجهة الوضع المعيشي الناتج عن الحال المالية والاقتصادية، وان لجهة الوضع الأمني الناجم عن تداعيات حرب غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عن الجنوب، أو لجهة الأعباء التي تلقيها مشكلة النزوح السوري على كل قرية ومدينة وحي في لبنان”.
وسأل ميقاتي: “فلماذا يصر البعض على استعادة الماضي بدلا من تجديده؟ ولماذا لا نبادر إلى إلغاء حالة التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورها، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولا إلى تفعيل آخر إدارة من إدارات الدولة؟ والسؤال الاهم لماذا الاصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار ان يكتمل عقد المؤسسات؟”.
وتابع: “من طرابلس بالذات اكرر واوكد ان لا مكان لليأس في نفوسنا ونحن عازمون على العمل بعزم وارادة لنتجاوز جميعا بيد واحدة هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، والتخفيف قدر المستطاع من الآم اللبنانيين ووضع الامور على سكة التعافي”.
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/39-2.jpg)
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/40-2.jpg)
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/41-2.jpg)
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/42-2.jpg)
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/46.jpg)
![](https://al-jareeda.com/wp-content/uploads/2024/05/47.jpg)