فـضيحة اغتصاب الأطفال.. القصة الكاملة!

| خاص “الجريدة” |

تنقسم رواية فضيحة اغتصاب الأطفال، من قبل أشخاص معروفين في “عالم” وسائل التواصل، وخصوصاً “Tik Tok”، إلى خمسة أقسام: الاستطلاع، التعارف، الاستدراج، التصوير.. ثم الاغتصاب، وفق ما تكشف مصادر خاصة لموقع “الجريدة”.

أما الأشخاص المشاركون في الجرائم، والذين يشكّلون عصابة متوحّشة، فقد اجتمعوا من مناطق عديدة عند “زعيمهم” في أحد الشاليهات الذي تحوّل إلى “وكر” دعارة ومخدرات واغتصاب.

متى تم “تدشين” هذا “الوكر”؟
البداية غير معروفة حتى اليوم، وكذلك عدد الضحايا، وأيضاً حجم “النشاط” الإجرامي، لكن بعض المعلومات المتداولة تتحدّث عن أن الشبكة المتوحّشة تعمل منذ وقت طويل، ربما يعود إلى 10 سنوات سابقة، أي قبل ظهور “تيك توك”، وكانت تستخدم وسائل أخرى لاستدراج الضحايا أو لبيع تسجيلات جرائمها.

كما تشير معلومات موقع “الجريدة” أن عدد أعضاء الشبكة المتوحشة كبير، وأن بعضهم خارج لبنان، لكن عدد الموقوفين في القضية بلغ 7 أشخاص، من بينهم 2 أعمارهما أقل من 18 سنة، ومن بينهم تاجر ثياب وحلّاق رجالي وتاجر جملة وصاحب استديو تصوير وتتراوح أعمارهم بين 35 و45 سنة. كما أن من بينهم شخصين سوريين. أما باقي أفراد الشبكة فما زالوا هاربين، ومن بينهم فتاة.

أما أعمار الضحايا، فتتراوح بين 9 و16 سنة. بحسب ما ذكرت معلومات موقع “الجريدة”، بينما تردّد أن من ضمن العصابة أيضاً رجال أعمال مقيمين في لبنان وآخرين خارج لبنان، وأن الضحايا ليسوا أطفال وأولاد فقط وإنما ايضاً هناك فتيات قاصرات وقعن ضحية هذه الجرائم، وأن بعض الأولاد والفتيات جرى تشغيلهم مع العصابة برواتب من أجل المساعدة على استدراج غيرهم.

قبل أسابيع، أبلغ أحد الضحايا أهله بما حصل معه، فكانت ردة فعل الأهل التعنيف وإخفاء القضية. لكن ما كشف الفضيحة هو تعرّض أحد الأولاد (15 سنة) لنزيف خارجي، ولما تم عرضه على الطبيب بدأت القضية بالانكشاف. اعترف الصبي لأهله بأنه تعرّض للاغتصاب بعد أن تم استدراجه إلى أحد الشاليهات.

لجأت العائلة إلى المحامي محمد هولو زعيتر الذي تقدّم بشكوى أمام النيابة العامة في بعبدا، فوضعت القاضية غادة عون يدها على الدعوى وكلّفت الأجهزة الأمنية المختصة التحقيق.. ثم تدحرجت الفضيحة وانكشف جزء من وقائعها التي يبدو أنها متشعّبة وكثيرة وعدد المتورطين فيها كبير جداً، ويتجاوز حدود لبنان!

وثمة سيناريوهان للجريمة: واحد يتحدّث عن “حفلة جماعية”، وآخر يتحدّث عن “حفلات” بالمفرق.

وتكشف مصادر مطلعة على مجريات التحقيق لموقع “الجريدة” عن أكثر من طريقة لاستدراج الأطفال والأولاد إلى “كمين الاغتصاب”.

ومن بين هذه السيناريوهات واحد عن مشاركة الأهل، عن غير قصد، بدفع ابنهم إلى هذا الجحيم، بعد أن يتمكّن أحد أفراد عصابة المتوحشين من إقناع الأهل بأن ابنهم “ناجح على وسائل التواصل”، وأنهم “يريدون تصويره ونشر فيديوهاته ليصبح مشهوراً ويتابعه الملايين ويحصل على مكاسب مادية كبيرة”. هذا الفخ نجح في إيقاع العديد من الأهل بكمين الإغراءات المالية، من دون أن يعلموا أنهم يرسلون إبنهم للإغتصاب.

كما أن هناك سيناريوهات عن تقديم هدايا وإغراءات مادية، أيضاً هناك سيناريو استدراج الأولاد المراهقين عبر فتاة تعرّف عن نفسه بإسم “سارة”، كانت تتولّى التواصل مع الضحايا وتتغزّل بهم وتضرب لهم موعداً لملاقاتها في “الشاليه”، ثم تخبرهم أن سائق والدها سيصطحبهم إلى “الشاليه”.

وفي رواية أحد الفتيان الضحايا، كما علم موقع “الجريدة”، أنه عندما وصل إلى “الشاليه” وجد عدداً آخر من الأولاد والأطفال كانوا بلباسهم الداخلي فقط، فسأل عن “سارة” وجاءه الجواب أنها “فوق”، وتم تقديم العصير والشوكولا له، حيث يرجّح أنه يحتوي على مخدرات، ثم وتم اصطحابه إلى الطابق الثاني في الشاليه، ودخل إلى غرفة حيث تم تعنيفه واغتصابه من اشخاص كانوا موجودين في الغرفة، ثم تم إخباره أنه تم تصويره وأنه إذا أخبر أحداً سيتم إرسال الفيديو إلى عائلته ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

حتى اليوم، تم الاستماع إلى إفادة نحو 15 ضحية من الأطفال والأولاد، وقد تقاطعت جميعها على المعلومات نفسها. ومع أن المعلومات المتداولة تتحدّث عن نحو 25 إلى 30 ولداً تعرّضوا للاغتصاب، فإن التحقيقات ترجح أن يكون هذا العدد فقط في حادثة واحدة حصلت قبل شهر، وبالتالي، فإن الاجتمالات كبيرة جداً بأن يكون العدد بالمئات أو بالآلاف، خصوصاً أن عمل الشبكة الاجرامية يمتد إلى سنوات طويلة سابقة، وقد تبيّن أنها تستخدم مواقع عديدة لنشاطها الوحشي بين بيروت وجبل لبنان، وإن كانت أقفلت موقع بيروت قبل نحو سنتين وركّزت عملها في نحو 6 مواقع أخرى في قضاء كسروان.
وأظهر الكشف الميداني للمحققين من قوى الأمن الداخلي على أحد الشاليهات التي تم استخدامها في عملية الاغتصاب الأخيرة، أن الشاليه مزروع بكاميرات المراقبة.
وذكرت المعلومات أن أحد أبرز المتورطين وأشهرهم على “تيك توك”، وهو الحلاق الرجالي “ج. م.”، كان تم استدعاؤه قبل أشهر إلى مكتب حماية الآداب، وجرى التحقيق معه، من دون الوصول إلى نتيجة.
كما أن من بين المتورطين صاحب محل معروف لبيع الملابس، و مصور كان يتولّى عملية اغتصاب الأطفال بغية بيع هذه الافلام عبر تطبيقات سرية، مرتبطة بعصابة موجودة في بعض الدول العربية و الاجنبية.
وذكرت المعلومات أسماء المتورطين المعروفين لغاية اليوم: “ج. مبيض” (لبناني)، “ع. كيسو” (صاحب متجر ألبسة لبناني)، “م. أ.” (قاصر تركي)، “م. جمالي” (قاصر سوري)، “ي. خلف” (مصوّر لبناني)، “هـ. هدام” (قاصر لبناني)، “م. شرف الدين” (لبناني)، “ح. عليق” (طبيب أسنان لبناني). كما أن هناك أشخاصاً آخرين متورطون وتجري ملاحقتهم وتوقيفهم وقد يتجاوز عددهم 30 شخصاً، لكن الأبرز في الاعترافات هو وجود شبكة عصابات دولية تتعاون مع العصابة في لبنان. كما أن هناك معلومات متداولة عن رجال أعمال، بعضهم لبنانيون، موجودون في الخارج، يموّلون عصابة لبنان للحصول على الفيديوهات منها، وأن هناك رجل أعمال لبناني موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة ويدعى “جاي” هو الذي يموّل عمل العصابة.

وتفيد المعلومات أن العصابة قامت في أوقات مختلفة بـ”بيع” بعض الأولاد إلى شبكات في الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وتركيا، وأن “السعر” كان يتراوح ما بين 5 آلاف و20 ألف دولار!

ويبدو أن بعض المطلوبين في القضية قد تمكن من الفرار، وخصوصاً شخص يحمل لقب “ستيف” الذي تردّد أنه فرّ إلى تركيا.