| زينب سلهب |
دخلت حرب غزة يومها الـ200، حيث نفذ العدو الصهيوني مئات المجازر بحق الفلسطينيين في القطاع، مخلفاً بجرائمه التي تنتهك جميع القوانين الدولية، آلاف الشهداء والمصابين، والمفقودين.
خلفت الحرب الصهيونية على قطاع غزة خسائر هائلة بالممتلكات وأدت إلى نزوح عدد كبير من الناس من منطقة إلى أخرى، هرباً من القصف الاسرائيلي العنيف الذي يستهدفهم، لا سيما الخسائر التي طالت القطاع الصحي، حيث عمد الاحتلال الصهيوني إلى ارتكاب أبشع الجرائم بحق مستشفيات القطاع، وحاصر أكثر من مستشفى ونفذ فيها مجازر لا تعد، بزعم أن عناصر حركة المقاومة الاسلامية “حماس” تستخدم مبانيها كحصن لها كي تحتمي من القصف.
ومع دخول الحرب يومها الأول بعد الـ200، تخطى عدد الشهداء في غزة الـ34 ألفاً والجرحى الـ77 ألفاً، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم، ونزح أكثر من 75% من سكان القطاع إلى مناطق متفرقة.
إلى جانب ذلك، وبحسب الإحصائيات الأخيرة، أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة تضررت، منها 35% دمرت بالكامل، بالإضافة إلى استشهاد 249 من العاملين في المجال الإنساني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقد كشفت وزارة الصحة في غزة أن 32 مستشفى، و 53 مركز رعاية صحية أولية أصبحت خارج الخدمة، وتضررت 126 سيارة إسعاف وتوقفت عن العمل، منذ بدء الحرب، كما انخفضت أسرّةُ المستشفيات بنسبةٍ وصلت لأكثرَ من 80%، وكذلك أسرّة غسيل الكلى انخفضت بنحو 75%.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 17000 طفل يعيشون بدون والديهم أو أحدهما، بعد مرور 200 يوم على حرب الإبادة الجماعية في القطاع.
كما استشهد 490 من الطواقم العاملة في القطاع الصحي، واعتقلت قوات الاحتلال 310 من الطواقم.
ومن الجانب الآخر، أفادت معلومات ميدانية فلسطينية، عن اختفاء ألفي شخص وتوقعات بدفن 700 في ثلاث مقابر جماعية.
كما قام العدو الاسرائيلي باغتصاب عشرات النساء في قطاع غزة، منهن من تم اغتصابها أمام عائلاتها، ومنهن من اعتدي عليها وهي حامل.
ينفذ العدو الاسرائيلي عدواناً واسعاً على الضفة الغربية أيضاً، حيث بلغ عدد الشهداء (487) شهيداً، بينهم 122 طفلاً، و4 سيدات، و5 مسنين، و10 شهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال.
كما نفذ العدو الاسرائيلي حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية والقدس، طالت المواطنين كباراً وصغاراً، حيث تبين وفق الإحصائيات الاخيرة، أن الاحتلال اعتقل 8430 فلسطينياً في الضفة والقدس منذ 7 تشرين الأول، وينفذ أبشع جرائم التعذيب والتنكيل بحقهم.
خسائر الاحتلال الصهيوني
ومن الجانب الصهيوني، زادت تداعيات الحرب المستمرة حدة الخسائر على الاقتصاد والموازنة العامة التي تعاني عجزا غير مسبوق عمقته تكلفة جنود الاحتياط والمساعدات المالية للصهاينة، الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات “غلاف غزة” والجنوب ومن الحدود الشمالية مع لبنان.
يضاف إلى ذلك القتلى والجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين والمحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك إلى جانب الخسائر والأضرار غير المباشرة على مختلف الفروع والقطاعات الاقتصادية والتجارية وسوق العمل “الإسرائيلي” والأضرار التي تكبدتها الجبهة الداخلية والبنى التحتية.
فبعد 200 يوم من الحرب على غزة، تمكنت المقاومة من قتل أكثر من 600 جندي صهيوني، و814 مستوطناً، وجرح أكثر من 7209.
إلى جانب ذلك، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوم الاثنين، إلى أن حكومة العدو تقدر عدد الأسرى الأحياء لدى “حماس” بـ 40 شخصاً فقط، ولهذا السبب تصر على الحصول على قائمة بأسماء الأحياء، مما يعني أن القصف الاسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل أكثر من 200 أسير.
وبحسب تقارير صدرت في شباط الماضي، أفرغ العدو الاسرائيلي أكثر من 25 مستوطنة من سكانها، حيث بلغ عدد المستوطنين النازحين أكثر من 65 ألفاً.
وعلى الرغم من استمرار الجرائم الصهيونية بحق المدنيين في القطاع، لم يضعف الشعب الفلسطيني ولم يتنازل، وما زال متمسكاً بأرضه وبلاده رغم الحروب والدمار التي يلحقها العدو الاسرائيلي فيها.