الجريدة ـ لبنان
مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 17/4/2024
اللجنة الخماسية أعادت الحرارة الى خطوط التواصل في الملف الرئاسي خلال جولة بدأت أمس وتواصلت اليوم و تستكمل غدا بلقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة.
في بنشعي حطت الخماسية رحالها برباعية مع تسجيل غياب السفير السعودي لدواع صحية.
بعد اللقاء مع الوزير السابق سليمان فرنجية شدد السفير المصري في لبنان علاء موسى أن اللقاء كان بصفته السياسية لا بصفته مرشحا رئاسيا وقال: “نحن لا نتحدث بأسماء مرشحين إنما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسية اللبنانية” كاشفا أن فرنجية تحدث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان.
في عين التينة رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري إجتماعا لهيئة مكتب المجلس جرى خلاله مناقشة إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية الإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31 أيار 2025 والقانون المعجل المكرر الرامي إلى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني وفي ضوء ذلك تم تحديد جلسة للهيئة العامة للمجلس النيابي يوم الخميس في 25 نيسان الجاري.
على خطوط النار المشتعلة على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة تقوم المقاومة بعمليات نوعية اخرها في عرب العرامشة وتوقع ما يقارب ال13 جريحا حال بعضهم حرجة وذلك ردا على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة وأبرزها استهداف ثلاث سيارات في عين بعال والشهابية وارتقاء شهداء وإستمرار القصف على منازل عدة وفي قرى مختلفة منها المنصوري وعلما الشعب والضهيرة والناقورة.
في قطاع غزة انسحب المحتل من بيت حانون تاركا دمارا كبيرا كما جدد قصفه المدفعي على المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوبي شرقي القطاع.
وفي الضفة إقتحمت قوات الإحتلال قلقيلية وخيم شعفاط بالقدس المحتلة وبلدتي الخضر وتقوع قرب بيت لحم والخليل.
وفيما يصوت مجلس الأمن يوم غد الخميس على مشروع قرار صاغته الجزائر يوصي بقبول فلسطين عضوا في الأمم المتحدة حذر الرئيس الإيراني من أن أي تحرك إسرائيلي ولو كان بسيطا سيواجه برد قوي وحاسم أما مجلس الحرب الإسرائيلي فقد أرجىء لليوم الثالث اجتماعاته للرد على الهجوم الإيراني.
في الجنوب، الوضع الميداني يتفاقم ويتطور ، والمؤشرات لا تنبىء بالخير. فالعمليات تتوسع جغرافيا ونوعيا، حتى وصل الامر باسرائيل الى استهداف سهل ايعات في بعلبك . وسائل الاعلام الاسرائيلية تؤكد ان لبنان تبلغ عبر قنوات ديبلوماسية ان الجيش الاسرائيلي يعد لضربة صادمة ومفاجئة في لبنان. فهل الكلام صحيح، ام انه للتهويل ليس الا؟ علم ذلك عند الحكومة اللبنانية ، التي يجب ان تصدر بيانا رسميا حول ما تردد، إما لطمأنة اللبنانيين او لتحذيرهم من مغبة ما قد يجري!
سياسيا، اللجنة الخماسية تواصل جولاتها على القيادات والنواب اللبنانيين، لكن حتى الان لا نتيجة. بلى، ثمة نتيجة واحدة يخلص اليها كل اجتماع هو تأكيد ضرورة عقد اجتماع ثان، ما يعني ان الجميع يلعبون حاليا في الوقت الضائع، وان ساعة حسم الملف لم تأت بعد !
في ظل كل هذا الوضع المأزوم عسكريا وسياسيا ، يجتمع مجلس النواب في الخامس والعشرين من الجاري لمناقشة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية .
والواضح من تتبع الحيوية النيابية المفاجئة واستشراس الرئيس نبيه بري في ردوده على القوات اللبنانية ان المنظومة اتخذت قرارها، وان التمديد للبلديات والمخاتير آت لا محالة.
البداية من التطورات العسكرية الخطرة والمقلقة في الجنوب وبعلبك، والتي تنبىء ان الامور تتدحرج نحو الاسوأ.
اخطر الاحداث واقساها على الجبهة الشمالية منذ بدء العملية العسكرية..
هذا ما قرأه الصهاينة بنكسة عرب العرامشة التي اصابت جنودهم ومنظومتهم الدفاعية والاستخباراتية إصابات حرجة..
وان صعب على المحتل الاعتراف السريع فقد تدرج بعدد المصابين حتى وصل الى اربعة عشر جنديا مصابا بينهم ستة بحال ميؤوس منها..
واليأس الذي يصيب الصهاينة جيشا ومستوطنين هو من فشل قبتهم الحديدية التي اهانتها مسيرات المقاومة الاسلامية وصواريخها ، فعبرت عنها بل اصابتها وقتلت طواقم تشغيلها كما حصل في بيت هلل بالامس، ليشغل الصراخ والعويل كامل ارجاء شمال فلسطين لفقدان الصهاينة آخر آمال الحماية المفترضة في مستوطنات الشمال..
لم يكن الاعتراف الصهيوني بحجم قساوة الحادث تغييرا بالتكتم المفروض على خسائر المعركة في الشمال ، انما تصوير العملية من بعض سكان عرب العرامشة وتناقله على وسائل التواصل الاجتماعي -كما يبدو -فضح الخسائر الصهيونية..
المقاومة الاسلامية اعلنت في بيان انها وردا على اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية الجنوبيتين، نفذ مجاهدوها هجوما مركبا بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، فاصابوه بشكل مباشر واوقعوا افراده بين قتيل وجريح ..
وبين خائف ومرتبك يتخبط الجيش الصهيوني على شتى الجبهات، ويتقلب جنوده وضباطه على صفيح الفشل ودفع الاثمان، فيما قادته يكابرون ويكملون هواية التهديد والوعيد على منابر الاعلام، ويستجدون الدعم الاميركي والاوروبي في خلوات اللقاءات وخطوط الاتصالات الساخنة بحثا عن مخارج بعد ان وضعت حكومة نتنياهو كيانها وحلفاءها في موقف صعب..
واصعب ما في حال الكيان ان جنوده ومستوطنيه غير مقتنعين بمآلات المعركة، وقراراتها الارتجالية، حتى رفع رئيس الحكومة السابق ايهود باراك الصوت عاليا داعيا الى الصبر الاستراتيجي وعدم الرد على ايران..
ايران التي احيت اليوم عيد جيش الجمهورية الاسلامية، جددت الموقف عبر رئيسها السيد ابراهيم رئيسي بأنها على قرارها بالرد الصارم على اي اعتداء آثم .
رئيسة المفوضية الأوروبية ترى في الرد الإيراني على إسرائيل تحولا نحو المواجهة المفتوحة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يبلغ وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا أن إسرائيل تحتفظ بحقها في حماية نفسها، ردا على التحذير من عدم الانزلاق الى تصعيد اكبر.
رئيس الوزراء القطري يعلن تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن حرب غزة مرة جديدة.
اما النيران، فتلتهم ما تبقى من القطاع، والاستهداف الاسرائيلي يزرع جنوب لبنان بالموت والدمار.
ولكن في الداخل اللبناني، الذي يبدو منقطعا عن الواقع، العنوان الابرز سجال بين أمل والقوات حول مصير الانتخابات البلدية والاختيارية، التي يدرك سمير جعجع قبل غيره انها متجهة نحو التمديد، لكنه يزايد. فبعدما غطى جلسة تشريعية بمئة وتسعة عشر بندا
غير ضروري، بذريعة تمرير التمديد لقائد الجيش بسبب الوضع في الجنوب،
ها هو جعجع نفسه اليوم يريد ان يقنع الناس باجراء الاستحقاق البلدي والاختياري ولو تحت النار.
وعدا عن ذلك، استكمال لجولة سفراء الخماسية، التي شملت اليوم الكتائب والمردة، في غياب السفير السعودي، الذي ربط بوعكة صحية عابرة.
غير ان اللافت من بنشعي اليوم كانت اشارة السفير المصري الى ان اللقاء بسليمان فرنجيه لم يكن بصفته مرشحا للرئاسة، انما بصفته السياسية، وهذا هو الشيء الاهم، وفق السفير المصري.
مع الاشارة الى ان وفد الخماسية يلتقي غدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
باسم المجموعة العربية، تقدم الجزائر غدا مشروع قرار إلى مجلس الامن، يوصي الجمعية العامة بقبول طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.
تقول المعطيات، أن محاولة حصلت لارجاء التصويت الى الجمعة، رفضتها المجموعة العربية، فثبت موعد الجلسة غدا.
القرار يتوقع أن يسقط بفيتو اميركي، حتى ولو نال اكثرية تسعة أصوات متوقعة من الدول الاعضاء في المجلس.
فالولايات المتحدة تعتبر أن مقومات الدولة الفلسطينية لم تتوفر بعد، لا من حيث الجغرافيا، ولا النظام، وان أي إعلان لهذه الدولة، سيشكل اعترافا واقعيا بوجودها.
وفيما الاعين على نيويورك، كذلك هي على كابري في ايطاليا، حيث تعمل مجموعة الدول الصناعية السبع على إصدار قرارات تشدد بموجبها العقوبات على ايران.
هذه الدول دخلت في سباق مع الوقت.
فإسرائيل تريد الرد على الرد، ومجموعة السبع لا تريد ان ينزلق الشرق الاوسط الى وضع لا يمكن التنبوء بنتائجه على الاطلاق، وهي تحاول سحب فتيل الرد الاسرائيلي على هجوم طهران.
وسط تصاعد التوترات التي تشمل حكما الحدود اللبنانية الاسرائيلية، تصبح الملفات اللبنانية، أكانت على مستوى رئاسة الجمهورية, أو تحرك اللجنة الخماسية والحديث عن ضرورة الحوار، مجرد تعبئة للوقت الضائع، الذي يسير على وقع حرب “طوفان الاقصى “، فيما يتقدم ملف النزوح السوري العائد لنا هذه المرة من البحر.
