عقارب المستجدّات في لبنان شبهُ ثابتة.. واستكمال مفاوضات هدنة غزة بدأ!

فصح مجيد. ومع أن الساعة قُدّمت ساعةً بدءاً من منتصف الليل، فإن عقارب المستجدّات في لبنان شبهُ ثابتة. فالإشتعال على جبهة الجنوب مستمر، ضمنَ ضوابطَ معيّنة ما يجعل الصورةَ مكرّرة منذ الثامن من تشرين الأول الفائت. على الصعيد الرئاسي مراوحةٌ قاتلة، لأنّ لا شيءَ يقنع محورَ الممانعة بانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية طالما أنّ الصورة الإقليمية لم تتّضح بعد. هكذا سيُبقي الرئيس بري بابَ مجلسِ النواب مقفلاً أمام أيِّ عمليةِ انتخاب، متذرّعاً بأنَّ المسيحيّين لم يتفقوا على رئيس، فيما الحقيقةُ أن حركةَ أمل وحزبَ الله يدركان أنهما عاجزان عن ايصال مرشَّحِهِما إلى قصر بعبدا، لذلك يعمدان إلى تعطيل الدورِ الإنتخابي لمجلس النواب.

إقليمياً، الوضع في غزة بين موافقتين. فرئيسُ الوزراءِ الإسرائيلي وافق على جولة جديدةٍ من محادثات الهُدنة ستُجرى في الأيام المقبلة. في المقابل وافقت الإدارةُ الأميركيّة على ارسال شحناتِ أسلحةٍ جديدة إلى اسرائيل وذلك رغم إعراب واشنطن عن تخوّفها من هجوم اسرائيلي متُوقّع على رفح. فأيُّ موافقةٍ من الموافقَتين ستُحدّد مسارَ التطورات في الأيام المقبلة؟

قيامة لبنان ليست قريبة. حقا ليست قريبة. فعلى رغم الصلوات والعظات والتمنيات في احد القيامة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، غير ان الحقيقة ان قيامة لبنان المرجوة، بعيدة.

سياديا، القيامة بعيدة، في ضوء استباحتها المستدامة، من خلال الوضع الحدودي الجنوبي المعروف.

سياسيا، القيامة بعيدة، على وقع التدخلات الخارجية بالملف الرئاسي او سواه، بتسهيل من بعض افرقاء الداخل، والطبقة السياسية غير القادرة على انتاج رئيس للبلاد بقرار محلي.

اقتصاديا وماليا، القيامة بعيدة، بدليل الخطط العشوائية والتدابير المتضاربة وحقوق المودعين الضائعة في غياهب الوعود ودهاليز السياسيين وكهوف السارقين.

قيامة لبنان ليس قريبة. حقا ليست قريبة. وكل اللبنانيين الصادقين المخلصين، الاحياء او الشهداء او الضحايا الجسديين او الماليين شهود على ذلك. غير ان الاقرار بالواقع الاليم، لا يعني ابدا عدم السعي الى تغييره. “فوجودنا ودورنا إلى قيامة”، كما اكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من بكركي اليوم، “فعندما نؤمن بأن المسيح قد قام، لا يحق لنا ألا نؤمن بأن لبنان سيقوم”. وحول الحوار المسيحي-المسيحي، قال باسيل: “نحن لا نلبي دعوة بكركي فقط، بل نحث ونسعى أيضاً لتوحيد الموقف، لأن لا شيء غالٍ أمام وجودنا ودورنا وهذا أقل الواجب في ظل أزمة وجودية”.

حل عيد الفصح، ويكاد عيد الفطر يحل، وقطاع غزة على حاله. أقصى أحلام أبنائه وقف نار ينهي الحرب ويحفظ أرواح الناس “اللي ضالية أي باقية”، يقول أحد الغزيين لوكالة رويترز. ولكن أحلام الناس شيء، والسياسة وزعماؤها شيء آخر. فحركة حماس لا تشارك في محادثات القاهرة في جولتها الجديدة اليوم، وهي أعلنت إنتظارها لما سينقله الوسطاء اليها حول وجود أي عرض إسرائيلي جديد. أما الوفد الاسرائيلي المشارك فتقني، لم يخوله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التصرف بليونة، على رغم تعاظم الاحتجاجات الشعبية ضده ، وهو أعلن في مؤتمر صحافي منذ قليل أن لا إنتصار على حماس من دون دخول رفح التي سندخلها بالتأكيد، معتبراً أن الضغط الميداني هام لإعادة المخطوفين، وأن الدعوة الى انتخابات الآن سيؤثر على مفاوضات الاسرى.

وعلى وقع إنتظار تطورات غزة، ينتظر لبنان، وسط تسارع التطورات الميدانية والتهديدات الاسرائيلية. فقد نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أنه وعلى رغم عدم رغبة إسرائيل وحزب الله  بتصعيد الميدان أكثر من اللازم، إلاّ أن الجيش الإسرائيلي أنهى ورشة عمل للتحضير لتحرك ضد لبنان، ستكون أقصر من حرب غزة، تتزامن مع ما أسمته الصحيفة وجود منطقة أمنية خالية في الجليل تركها أكثر من ثمانين الف مستوطن، تقابلها صورة مشابهة في الجانب اللبناني أخلاها حسب الصحيفة الاسرائيلية أكثر من مئة وعشرين الف لبناني.
السباق على أشده إذاً، في لبنان والقطاع والاراضي الفلسطينية، حيث أصر المسيحيون على إحياء العيد على أمل القيامة.

في ظلال  الفصح ..صفح وغفران ونوبات تسامح اصابت قوى سياسية مسيحية عظمى حملت اغصان السلام وسعف النخيل الرئاسي الى بكركي، من يراهم لا يميزهم عن القوى المتمترسة خلف ألآم الرئاسة الاولى وانهم على صورة  شركائهم في الوطن من مجمع التعطيل. وجوه و عتاب تحت عباءة الصرح, وعلى الكراسي الأمامية وعند المنابر حيث التقت القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على قداس واحد, ظهرت عوارض التسامح على النائب جبران باسيل الذي قدم المزيد من الود تجاه القوات وقال على مرمى جرس منهم : مستعدون لكل شيء للدفاع عن وجودنا وكذلك للتسامح والصفح مهما تعرضنا للأذى والظلم.

غير ان القوات التي تحدث باسمها الوزيرة السابقة مي شدياق, منحت الاولوية للافراج عن الاستحقاق الرئاسي من براثن من يصادره عنوة كما اولوية وقف الحرب في الجنوب حيث فرضت على الجنوبيين حربا باتوا وقودا فيها, وفي الصلوات والمعايدات عن بعد جاءت معايدة رئيس مجلس لنواب من بوابة ألآم الفلسطينيين لتغمز من قناة اللبنانيين لاسيما بعد توجيه اتهام مباشر له بالتعطيل من الصرح البطريركي, وقال بري: أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ، وإذا إقتسموا ثيابه إقترعوا عليها “/./ اما الصلوات بلا غمز او لمز فجاءت من قلب ساحة القديس بطرس في الفاتيكان حيث خصنا البابا فرنسيس  بقداس الفصح وقال ان  “نظري يتوجه بشكل خاص الى لبنان الذي يتأثر بتعطيل المؤسسات والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية  وهي اوضاع تفاقمت بسبب الاعمال العدائية على الحدود وندعو ليكون لبنان ارض اللقاء والتعايش والتعددية.

واذ توجهت افكار البابا الى فلسطين ايضا فانه دعا  إلى احترام مبادئ القانون الدولي وحض  على وصول المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

غير ان قادة اسرائيل من هذا العصر .. هم  أحفاد  صلبة المسيح في عصره ,وعقيدتهم قتل اهل الارض , وهذه السياسية مستمرة في غزة وجنوب لبنان الذي شهدت قراه الامامية اليوم على اعنف الغارات المدمرة.
والدمار المروع كان في غزة مع تدمير ابراج سكنية في مدن خانيونس ورفح والنصيرات, غير ان كل هذا النار لم يحجب صوت المقاومة في الداخل ومن لم يطلق صواريخه استل سكينه حيث سجلت عملية طعن بمحطة الحافلات المركزية في مدينة بئر السبع بالنقب.

والضغط هذا الى جانب تعاظم تظاهرات الاحتجاج ضد رئيس حكومة اسرائيل تسبب ” بفتق” لبنيامين نتنياهو الذي يدخل غرفة العمليات الليلة, واعلن ديوان رئاسة الحكومة ان نتنياهو سيخضع لجراحة تحت تخدير كامل  وسيتولى مهامه نائبه ياريف ليفين.
وستتزامن العملية الجراحية مع بدء الوفد الاسرائيلي محادثات في القاهرة على صفقة التبادل والتي شهدت على ضغط غير مسبوق وضعه اهالي الرهائن على رئيس الحكومة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أهالي الأسرى الإسرائيليين قولهم: “ستروننا في جميع أنحاء البلاد وسنحرقها لأننا سئمنا كذبكم” الاهالي يتحرقون لاتمام الصفقة .. نتنياهو المتفتق يعلن اخر تصريحاته قبل دخول العملية بانه سيدخل الى رفح والوفد المفاوض سينتظر اياما قبل ان تعود الصفقة ادراجها الى التداول.

فصح مجيد

اليومَ حل العيد الذي تحتفل به الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، فيما كثيرون من لبنان إلى فلسطين على طريق الجُلجُلة، لكنهم يعيشون الأمل والرجاء لقيامةٍ تندمل معها الجروح النازفة.

في الفصح المجيد تهنئة من رئيس مجلس النواب نبيه بري للبنانيين عامةً والمسيحين خاصة ودعوةٌ للتأمل والإقتداء بكل المعاني التي تمثلها هذه المناسبة المجيدة وسواها من المناسبات السماوية المباركة التي تلاقت وتكاملت هذا العام لتؤكد بما لا يدع مجالاً  للعازفين على وتر التفرقة الطائفية والمذهبية أن الأديان كانت لأجل كرامة الإنسان.

الرئيس بري توجه إلى الصامدين والمقاومين في البلدات الحدودية اللبنانية… لبيت المقدس… وبيت لحم… وكنيسة القيامة… ولغزة ووجهها المدمّى وأبنائها السائرين على درب الجلجلة قائلاً: هناك في كل تلك الأمكنة يسطع الحق والحقيقة.

في عيد الفصح لا استراحة للعدوان الإسرائيلي الذي تواصلت وقائعُه الميدانية اليوم قصفاً جوياً ومدفعياً لبلدات جنوبية أدى بعضه إلى تدمير منازل سكنية وتضرر ممتلكات مدنية.

أما الإعتداء الإسرائيلي على دورية مراقبي الهدنة في رميش،  فإن تداعياته لم تتوقف وقد أدان “الحادثة” الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مشدداً على ضرورة ضمان سلامة وأمن القوات الدولية للحفاظ على السلام في جميع الأوقات.

وفي قطاع غزة، الوقائع العدوانية الإسرائيلية على حالها، فيما يشتد الخناق الداخلي على بنيامين نتنياهو.

فعلى نية المطالبة باستقالته، اندلعت تظاهرات صاخبة في تل ابيب ومناطق أخرى، تخللتها أعمال عنف واعتقالات.

وفيما وصف زعيم المعارضة يائير لابيد حكومة نتنياهو بحكومة الدمار قال الوزير المستقيل جدعون ساعر إنه يجب تغييرها لأنها ليست جيدة بذاتها وبإدارة الحرب.

وعلى هذه الإيقاعات يتوجه اليوم وفد إسرائيلي إلى القاهرة حيث تُستأنف مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب وغزة.

وتُعقد هذه المفاوضات قبل يوم من محادثات أخرى يجريها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون في واشنطن غداً بشأن الإجتياح الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح التي تعج بمئات آلاف النازحين.