يكشف العدوان الإسرائيلي للمرة الرابعة على منطقة البقاع، في ضوء سياقات القصف الإسرائيلي ووتيرته، انتهاج العدو “معادلة رد” على الضربات التي ينفذها “حزب الله” ويرى فيها تجاوزاً لبعض الخطوط في استهداف شمال فلسطين المحتلة.
لكن ثبت أن تكرار هذه الضربات في أعقاب تكرار ضربات “حزب الله” لم يعط مفعولاً ردعياً كما يأمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فالضربة “الإسرائيلية” في البقاع مساء السبت، أعقبها “حزب الله” بقصف سريع لقواعد الدفاع الجوي “الإسرائيلي” في منطقة الجولان.
وبالتالي، رغم أن هذه المرحلة الجديدة محفوفة بمخاطر التصعيد، إلا أنها لا تزال حتى الآن مضبوطة من الطرفين اللذين لا يريدان التدحرج إلى مواجهة أوسع.
ورغم أن الضربات “الإسرائيلية” الموسّعة تشكل نوعاً من الخروقات للمعادلة القائمة، إلا أنها لم ترتق إلى سياسة عملياتية متواصلة.
ولا يزال “الإسرائيلي” حريصاً، كما تثبت الظروف وحيثيات كل ضربة ونتائجها، على أن لا تتدحرج الأمور حتى الآن، رغم تعمّده التلويح بهذا الأمر.
وفي المحصّلة، لا يوجد تغيير جذري في المعادلة، ولا تزال التقديرات السابقة نفسها قائمة، بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة، والتي من شأنها أن تحدد اتجاه الأحداث في ما يتعلق بمستقبل الوضع على الجبهة مع لبنان، ما لم يحصل أي تطور ميداني مغاير يفرض وتيرة مختلفة تؤدي إلى تدحرج أوسع.