لماذا ترفض دول الخليج مساعدة لبنان مالياً؟

| مرسال الترس |

يُروى أن لبنان في عز ازدهاره الاقتصادي، في ستينيات القرن الماضي، عمل على إقراض “البنك الدولي”، وكذلك دولتي الهند وكندا، بعد أن غدا متفرداً ومنفرداً ببيئة جاذبة لرؤوس الأموال والوكالات والشركات والإستثمارات الإقليمية والدولية، منذ مطلع الخمسينات.

أما اليوم، وعلى الرغم من الأزمة المالية التي عصفت به منذ العام 2019، يعتقد كثيرون أنه ما زال قادراً على استعادة عافيته، متكئاً إلى أطنان من الذهب لديه، وإلى ما تمتلكه الدولة من مقدرات، ليس في البر وحسب، وإنما في البحر أيضاً، مضافاً إليها القدرات الفردية التي تستنبط العجائب، وأنه ليس بحاجة إطلاقاً إلى أية مساعدات أو هبات خارجية، كما يصر البعض على الترويج، أو إلى مراكمة ديون من هذه المؤسسة المالية الدولية أو تلك.

منذ فترة وجيزة، جرى حوار بين أحد المرشحين الجديين لرئاسة الجمهورية وبين سفير دولة خليجية في العاصمة بيروت الذي قال إن بلاده ليست على استعداد لدفع أية مبالغ مالية في لبنان في حال أجريت الانتخابات الرئاسية، نظراً للوضع الكارثي الذي آلت إليه الأمور المالية، نتيجة السياسات التي اعتمدها كبار المسؤولين وإدارات المصارف في هذا البلد منذ بضع سنوات، لأن بلاده التي أودعت لبنان في السابق، وفي فترات متفاوتة، مليارات عدة كـ “وديعة”، لم تلمس لحظة أن نتيجتها قد حققت المبتغى.

جواب المرشح كان واثقاً أن لبنان ليس مفلساً، ولديه من القدرات والامكانيات ما يكفي ويزيد لكي يستعيد زمام المبادرة، عندما يعاد تركيب السلطة فيه. واعتبر أن تلك الودائع لم تأت نتائجها لصالح الدولة اللبنانية، وإنما لصالح مسؤولين محددين، تصرفوا ببعضها، وربما فيها كلها، كودائع شخصية. حتى أن القسم الأكبر منها قد تمّ هدره بصور ملتوية، ويمكن العودة إلى الاتهامات التي تم تبادلها بين شخصيات سياسية عدة في لبنان، عبر وسائل الاعلام المختلفة، كي تُعتمد كإخبارات للنيابات العامة ليحقّق فيها القضاء كما ينبغي.

ويضيف المرشح: إذا كنتم فعلاً جادين في مساعدة لبنان، فالمطلوب أولاً تسهيل الانتخابات الرئاسية، وليس تعزيز أوضاع أفرقاء لبنانيين على آخرين. وثانياً تقديم المساعدات للدولة اللبنانية بطرق رسمية، عبر مجلس الوزراء وليس عبر هذه الشخصية أو تلك، لأن لبنان القوي والمتماسك هو سند لكل العرب وليس عبئاً على أحد أو مع فريق ضد آخر.

ويبقى السؤال: هل اقتنع السفير بوجهة نظر المرشح، الذي إذا قُدِّر له أن يصل إلى قصر بعبدا، سيستطيع إثبات ما شرحه من وجهات نظر اقتصادية ومالية؟