توفي وزير الثقافة الفرنسي السابق والوجه التلفزيوني الشهير فريديريك ميتران الخميس في منزله الباريسي عن عمر يناهز 76 عاما، وذلك بعد صراع استمر عدة أشهر مع مرض السرطان.
وكان قد كشف ميتران عن مرضه، من دون أن يفصح عن أي تفاصيل إضافية .
واكتسب عاشق السينما الكبير شهرته بتقديمه منذ عام 1981 برنامجاً سينمائياً على محطة “تي إف 1” بعنوان Etoiles et toiles.
وترك المحطة عام 1988 بعد خصحصتها، وانتقل إلى محطة “أنتين 2” العامة.
وتولى ميتران إخراج عدد من الافلام، من أبرزها “Lettres d’amour en Somalie” عام 1981 وأوبرا “مدام باترفلاي” عام 1995 الذي صوّره في تونس.
واثارت مذكرات ميتران عام 2005 جدلاً واسعاً إذ تناول فيها علاقاته الجنسية لقاء أجر في تايلاند والمغرب العربي، واتُهِم بمعاشرة قاصرين وبتشجيع السياحة الجنسية الأمر الذي نفاه.
ورغم كونه نجل شقيق الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران، امتنع عن السير على خطى عمه رغم إعجابه به، وفي حزيران 1993، انضم إلى حركة اليسار الراديكالي، وفي ايار 1995، أعلن دعمه المرشح الرئاسي اليميني جاك شيراك.
وعيّنه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2008 رئيساً للمعهد الثقافي الفرنسي في إيطاليا “فيلا ميديسيس”، وعاد إلى باريس بعد بضعة أشهر لتولي وزارة الثقافة، حتى الانتخابات الرئاسية عام 2012، التي خسرها اليمين.
وأشرف ميتران على عدد من المشاريع الكبرى التي أُطلق بعضها قبل توليه الحقيبة، وأبرزها متحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسط “Muscem” في مرسيليا ودار أوركسترا باريس الفلهارمونية.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الراحل بالرجل الذي “عاش ألف حياة، كلها منسوجة بخيط مشترك: الثقافة للجميع”.
أما ساركوزي فذكّر بأنه كان “رجلاً مثقفاً ومرهفاً جداً”.
وكتب وزير الثقافة السابق جاك لانغ: “لقد ربطتنا صداقة استمرت أكثر من 60 عاماً، طوال حياته، خدم الفنون بشغف وسعة اطلاع وحب، ولاؤنا المشترك لفرنسوا ميتران وحّدنا بعمق”.