مقدمات نشرات الاخبار الأخبار المسائية

جس نبض التفاوض بقضية الأسرى.. والمستجدّات العسكريّة في الجنوب لا تهدأ!

مقدمات نشرات الاخبار  المسائية ليوم الأحد 3 آذار 2024

على وقع الضربات على رفح، بدأت عملية جس نبض التفاوض في ما يتعلق بقضية الأسرى التي يبدو حتى الآن أنها لم تنضج بعد في ظل الشروط والشروط المضادة.

يعمل الجميع تحت ضغط الوقت مع إقتراب بدء شهر رمضان المبارك.
واشنطن تُمسِك العصا من الوسط، فهي من جهة تسقط المساعدات الإنسانية في غزة، وهي من جهة ثانية ترمي الكرة في ملعب حماس لجهة رفع السقف.

الإحتقان في غزة قابله تعقيدات في اليمن مع غرق إحدى السفن التي تحمل أطنانا من الأمونيوم، ويُخشى أن يؤدي هذا الأمر إلى كارثة بيئية ما لم تتم المعالجة.

في لبنان، الموفد الأميركي آموس هوكستين غداً في بيروت، فيما يعيش الجنوب على وقع التصعيد والتهدئة في آن واحد، مع ما يعني ذلك من انعكاسات سلبية على كل المستويات وفي مقدمها المستوى التربوي والمستوى الإقتصادي في ظل شلل الأوضاع.

البداية، من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، وإلى أين يمكن أن تصل؟

لعل في ذلك الفيديو الذي شاهده الملايين اليوم ما يدمي القلب: طفل من غزة يمشي سيرا على قدميه حافيا مسافة اثني عشر كيلو مترا معللا النفس بالحصول على بعض الطحين الذي تلقيه الطائرات ضمن مايسمى بالمساعدات الجوية … لكن الطفل ضل الطريق ولم يحصل على أي شيء يعود به الى عائلته ويسد بعض جوعها.

هي واقعة دامية للوجع في غزة وإدانة دامغة لا تمسح العار عن جبين عالم يسكت أمام ابشع جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني … جريمة كان احد فصولها مجزرة الطحين المعجون بالدماء والتي ارتكبها جيش الاحتلال في شارع الرشيد. أما المضحك فهو زعم هذا الجيش ان تحقيقاته أظهرت ان المئة شهيد واكثر الذين سقطوا فيها إنما قضوا نتيجة التدافع للحصول على مواد غذائية!!.
لكن هذه الرواية دحضتها حتى الأمم المتحدة والصحافة الأميركية والغربية المنحازة عادة لإسرائيل.

على ان المجازر في القطاع تواصلت اليوم حيث استشهد اربعة عشر فلسطينيا من عائلة واحدة في قصف معاد لرفح فيما ارتفع الى ثلاثة عشر شهيدا واكثر من خمسين جريحا عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها العدو قرب المشفى الإماراتي في المدينة نفسها. ولوحظ في الساعات الأخيرة تركيز جيش الاحتلال عملياته العدوانية في خان يونس تمهيدا لتقدم قواته البرية على ما قال لكنه اصطدم بمقاومة قوية اسقطت بعض جنوده في كمين اسفر عن سقوط العديد منهم.

على هذا الإيقاع الملتهب في الميدان كان يفترض ان تستأنف اليوم في القاهرة المفاوضات الهادفة إلى تحقيق هدنة بحلول شهر رمضان. وفيما وصل وفد حماس الى العاصمة المصرية ذكرت وسائل اعلام عبرية ان اسرائيل لن ترسل اي وفد بعدما تسلمت ردا من حماس لا يتطرق الى مطلبها الحصول على لائحة كاملة بأسماء الأسرى الاسرائيليين الذين مازالوا أحياء. وهكذا فإن شروط تل أبيب التعجيزية أجهضت المفاوضات علما بأن مصدرا قياديا في حماس اكد انه في حال تجاوبت اسرائيل مع مطالبها يصبح الطريق ممهدا أمام اتفاق خلال الأربع والعشرين او الثماني والأربعين ساعة المقبلة.

على الجبهة اللبنانية ظل التصعيد الاسرائيلي قائما وفيما لم يسجل الميدان اليوم وقائع كثيرة ظلت وتيرة التهديدات الاسرائيلية على مستواها المرتفع ومن ضمنها تهويل وسائل الاعلام العبرية بأن اندلاع حرب شاملة بين اسرائيل ولبنان أمر متوقع مؤكدة ان الحكومة الاسرائيلية تفكر في شن ضربة استباقية كبيرة لكن الولايات المتحدة تحول حتى الآن دونها على حد تعبيرها. وفي هذا السياق يفترض ان يحط المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين غدا في تل أبيب وبيروت ضمن جولة تستهدف بشكل خاص تهدئة الوضع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

وغدا تصادف الذكرى السنوية لجريمة تفجير حسينية بلدة معركة في العام 1985 والتي ادت الى استشهاد قائدي المقاومة محمد سعد وخليل جرادي وكوكبة من رفاقهما. بعد تسعة وثلاثين عاما تبقى (معركة) أم القرى وأم المقاومة مجددة التمسك بالنهج الذي ارساه الامام السيد موسى الصدر وتابعه الرئيس نبيه بري الحريص على بقاء الشهداء أمانة لا يمكن التفريط بها.

المستجدّات العسكريّة في الجنوب لا تهدأ. فتبادلُ القصفِ المدفعيِّ والصاروخيّ مستمرٌ بين حزبِ الله وإسرائيل، فيما الطيرانُ الإسرائيليّ يواصل تحليقَه الإستطلاعيّ فوق الجنوب. في الأثناء ثمةَ انتظارٌ للمبعوث الرئاسيّ الأميركيّ أموس هوكستين لمعرفة ما يحملُه من جديد. ووَفق المعلومات فإنَّ هوكستين يحمل غداً الإثنين مقتَرَحاً من ثلاث مراحلَ سيحاول تسويقَه من دون أن يَعرِف حتى الآن موقفَ الأطرافِ المعنيّةِ منه. فالمقترح المذكور بحاجة ليمُرّ، إلى موافقة إسرائيلية على وقف إطلاقِ النار بالتزامن مع الهدنة المفترضة على جبهة قطاعِ غزة. فهل إسرائيل في هذا الواردِ أصلا؟ أي هل ستَعتبرُ الجبهةَ اللبنانيّة مُكَمِّلةً لجبهة غزة، وتوافقُ على وقف إطلاق النارِ فيها، أم ستُصرُّ على عزل المسارَين والجبهتَين؟ في الأثناء الرفضُ اللبنانيّ لما يحصل في الجنوب مستمر. فالمطران عودة تساءل في عظته عمّا إذا كان يجوز لفئة من اللبنانيّين أن تتفرّد بقرارات لا تناسب اللبنانيّين، فيما البطريرك الراعي إعتبر أن لا دخلَ لشعبنا في الجنوب بهذه الحرب وأنه يجب أن لا ينزلق أحدٌ إلى التدمير والتشريدِ من دون فائدة.. في غزة المفاوضاتُ تجري على وقع إطلاق النار. إذ إنَّ القصف المكثّف تواصلَ على خان يونس، فيما وصل ممثلّون للولايات المتحدة الأميركية وقطر وحماس إلى القاهرة لاستئناف المباحثات توصُلاً إلى هُدنة للحرب الدائرةِ بين إسرائيل وحركةِ حماس بالقطاع.

كل الانظار نحو مفاوضات القاهرة، حيث يخوض المتحاورون بحثا جديا محورُه خطة متدرجة لوقف النار في غزة، تبدأ بوقف اطلاق النار لستة اسابيع مع بدء شهر رمضان، وتشمل تبادلا للأسرى.

اما لبنانيا، فترقب لزيارة آموس هوكستين غدا، عسى ان تحمل معها حلولا مقبولة للحدود الجنوبية، تنسحب على الاستحقاقات السياسية بدءا بالملف الرئاسي. وفي هذا الاطار، أكدت مصادر رئيس المجلس النيابي للاو تي في انتظار ما يحمله المبعوث الاميركي، مع الأمل الدائم في وصول اخبار ايجابية من العاصمة المصرية حتى يكون لزيارته معنى. اما مصادر حزب الله، فكشفت عبر الاو تي أنه لم تصل حتى الساعة معلومات واضحة عما يحمله هوكستين.

وردّاً على سؤال حول احتمال أن يكون الموفد الاميركي يحمل أي بند مرتبط برئاسة الجمهورية، قالت المصادر إنها تستبعد جدّاً هذا الأمر لأن ما يهمّ الأميركي اليوم هو شمال فلسطين المحتلة، خصوصاً أنه يعرف جيدا وجهة نظر المعنيين في حزب الله، القائمة على أساس الا حديث في اي ملف الا مع التهدئة في غزة.

واليوم، جدد كل من البطريرك مار بشاره بطرس الراعي والمطران الياس عودة التعبير عن الموقف الرافض للتدخل في الحرب، حيث حذر الاول من ان ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ. اما الثاني فسأل: هل نضع أنفسنا في فم التنين؟ وهل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع؟ وهل تقبل هذه الفئة أن تبادر فئة أخرى من الشعب إلى اتخاذ مواقف أو القيام بأعمال تزج الجميع في أتون صراعات يدفع الجميع ثمنها؟
اما رئيس التيار الوطني الحر، فاختصر الموقف من الحرب على الشكل الآتي: يلّي بدو يزعل من موقفنا الرافص لوحدة الساحات… يزعل، ويلّي بدو يزعل من دعمنا لفريق لبناني بمواجهة اعتداءات العدو… يزعل.

تفاوض في القاهرة.. ودم في غزة وتحت قرقعة السيوف الدبلوماسية في العاصمة المصرية للتوصل الى صفقة الهدنة كانت اسرائيل تتنقل في مجازرها من دير البلح الى دوار الكويت وتتقصد ضرب قوافل المساعدات ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى وقتلت إسرائيل للمرة الثالثة في أسبوع غزاويين بنصف روح بعد أن هدهم الجوع وخطف أطفالهم.. فعالجتهم بمسيرات أطلقت صواريخها على الغذاء ومنتظريه ومن ضمن المساعدات المستهدفة شاحنات من دولة الكويت حولتها النيران العدوانية الى حطام معجون بالدم وبأياد ملطخة، تنغمس اسرائيل بدائرة التفاوض في القاهرة عن بعد وتنتظر أن تحقق في خان يونس بعض التقدم إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته في محاولة للوصول إلى مناطق لم يدخلها من قبل لكنه اعترف بمقتل ثلاثة عسكريين وضابط وإصابة آخرين في خان يونس وما لم يحققه العدو من انجاز عسكري خلال مئة وخمسين يوما، لن يخرج من تحت الارض هدية ليوم التفاوض الذي دخل مرحلة جديدة من المشاورات والى العاصمة المصرية، وصل وفد من حركة حماس للقاء الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، فيما غاب الوفد الإسرائيلي عن المحادثات وقال مسؤول أمريكي إن الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر وهناك اتفاق إطاري مطروح على الطاولة بعد أن وافقت إسرائيل بشكل أولي على اقتراح لوقف اطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
وإذ تتراوح نسبة النجاح في مفاوضات مصر بين الايجابية الاميركية المفرطة والتمهل الاسرائيلي، فإن تل أبيب أصبحت أمام العالم كله قاتلة لمليوني جائع في غزة وقد اندفعت التظاهرات ضدها لاسيما في ولايات أميركية وخرجت واحدة أمام منزل السفير الإسرائيلي في واشنطن للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

فيما برز صوت للعضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأميركي ديك دوربين يحتج فيه على موت الأطفال جوعا في غزة، قائلا إن التقارير المروعة يجب أن تعيدنا الى رشدنا لكن أميركا وجدت أن هذا الرشد يتم تعويضه بثمان وثلاثين وجبة طعام رمتها جوا فوق القطاع بعد أن منحت اسرائيل حق القتال للدفاع عن النفس، ومولت كامل حملتها العسكرية جوا وبحرا وبرا.. وعبر الفيتو المانع لوقف اطلاق النار وبالحسابات الأميركية، فإن تلك الوجبات الغذائية التي لا تكفي لحي واحد يمكن أن تسد رمق مليوني جائع وهذا ما حاول كشفه “الشهيد” الاميركي آرون بوشنل عندما أحرق نفسه وعتمت وسائل إعلام أميركية على قضيته وهو القائل في زفرات الموت: “لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية، وستكون معاناتي ضئيلة مقارنة بمعاناة الفلسطينيين مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة انتحر آرون وترك وراءه ملف شراكة أميركا مع اسرائيل بالمال والسلاح، وبمشاركة جنود أميركيين في حرب غزة وتعزيزا لروايته، ضجت الأروقة الأميركية بتقرير لصحيفة واشنطن بوست يثير التساؤلات حول مدى التورط الامريكي في العدوان على قطاع غزة، ومشاركة أمريكيين يحملون جنسية اسرائيل في قتل المدنيين داخل القطاع المحاصر وذكر التقرير أن آلاف الأميركيين والإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية غادروا الولايات المتحدة للانخراط في القتال بعيد هجوم السابع من اكتوبر وعلى تقدير أخر، خلص استطلاع  لـ “وول ستريت جورنال” إلى أن ستين بالمئة من الناخبين الأميركيين لا يوافقون على طريقة تعامل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

لكن اميركا اليوم وبسبب هذا الانخراط الذي اثار شوارعها ومع دخولها مرحلة الانتخابات التمهيدية فهي تقود جبهات وقف النار بين كل من تفاوض القاهرة وتهدئة جبهة الجنوب ولهذه الاسباب يصل الى بيروت غدا كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة آموس هوكسيتين على جناح ايجابيات صفقة رمضان لن ينتحر آموس كما آرون لكنه قادم على نار.. لثبيت وقف النار حالما يخرج الدخان الابيض من الدائرة الحمراء في القاهرة.

وتربط المصادر المتابعة بين حركة هوكستين الموصولة بايجابيات التفاوض على هدنة الاسابيع في غزة. فاذا غيمت هناك .. ستمطر هنا , وعلى  الارجح فإن خيارات الهدنة تتقدم , ومنها سيمسك هوكسين باول خيوط التفاوض اللبناني على سلة الحلول التي تبدأ من وقف اطلاق النار وتمتد الى الترسيم البري ولاحقا رئاسة الجمهورية .. والتي لا يعرف معها اين سيكون دور الخماسية وما اذا كانت ستنخفض الى مجموعة رباعية الدفع .