/ فاطمة ضاهر /
لم تنته قضية الموظفة المحجبة في إحدى الشركات داخل مجمع ABC في الأشرفية.
القضية تتجاوز الفكرة التي لجأت إليها إدارة ABC لتبرير قرار طرد الموظفة المحجبة. فالقرار يشكل تعدياً على الحرية، وهو يشكّل امتداداً للإجراءات التي تواجهها المحجبات في أوروبا، وخصوصاً في فرنسا، حيث تتعرّض المحجبات للابعاد والحصار في المؤسسات الرسمية والجامعات.
هل أرادت ABC فتح هذا النقاش في لبنان؟
قبل قضية ABC كان هذا النقاش مفتوحاً في لبنان، خصوصاً في المجمعات السياحية، وأيضاً على الشواطئ، حيث تمنع المحجبات من دخول هذه الأماكن، وتفرض شروط قاسية على الموظفات، بينما يتم استبعاد المحجبات في كثير من المؤسسات وقطاعات الأعمال.
وتفتح قضية الـABC اليوم نقاشاً في البلد، يتحوّل تدريجياً إلى مواجهة بين رأي وقرار، فهل تربح المحجبات معركة “حريتهن”.. أم تدفعهن قرارات “همايونية” للإنكفاء عن دورهن في المجتمع؟
وقد ضجّت الـ”سوشيال ميديا” بواقعة “عنصرية” كما وصفها البعض، يوم أمس، تمثّلت بطرد إحدى الموظفات العاملات في متجر “ABC” فرع الأشرفية، بسبب ارتدائها للحجاب، الأمر الذي أثار موجة من الغضب، عبّر عنها روّاد التواصل الاجتماعي، عبر نشر تعليقاتهم تحت هاشتاغ #قاطع_ABC، باعتبار أن الحادثة عنصرية تجاه المحجبات.
“وفي حين يعبّر موقف الشركة عن رفضها لعمل المحجبات في المبيعات، إلا أنها لا تمانع بأن يأتي زبائن مسلمون ومسلمات يرتدين الحجاب من أجل التسوق، أي أن الكسب المادي، في رأيهم، هو ما يحفز المؤسسة، بغض النظر عن القيم التي يجب أن تتحلى بها”، كما جاء في إحدى التغريدات.
ويُذكر أن الحادثة بدأت بنشر سيدة تُدعى “سمية” على صفحتها على “فايسبوك” منشوراً كشفت فيه أن إدارة مجمّع الـ ABC طلبت من إدارة مؤسسة لبيع الأدوات المنزلية (Full House) تستأجر أحد المحال لديه، استبدال موظفة مبيعات محجّبة لديه بأخرى غير محجبة، مبرّرةً طلبها بأنها “مؤسسة غير طائفية تحترم كل الأديان داخل المجمع، لكنّ سياستها الداخلية تمنع أي مظاهر دينية للموظفين والباعة”.
للموضوع تداعيات ومتابعة، وقبل تناولها، نورد بعض التغريدات والتعليقات على الواقعة “العنصرية” التي حصلت بالأمس على موقع “تويتر”.

وعلّقت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب عناية عز الدين على الواقعة بالقول “ان ما قام به المجمع التجاري، يمثل وجها من اوجه التمييز، الممنوع وفقا للدستور اللبناني، واعتبرت “ان هذا الاجراء هو اعتداء على الحقوق الاساسية للانسان وعلى حريات الافراد، ويحتمل شبهة عنصرية دينية في بلد قائم على التنوع والتعايش بين ابنائه، على اختلاف الانتماءات الدينية والثقافية”.
رد الـ ABC
مديرة التسويق في الـABC ريتا سلمون قالت لإحدى الصحف إنّ “الإدارة لم تتقصّد زينب لشخصها أو انتمائها الدينيّ، بل هذا من شروط العقد التي وافق عليها الكافيه في وقت سابق، وليست جديدة عليه”.
أضافت: “نحترم كلّ المذاهب والطوائف، ولا نميّز بين أحد، وتاريخنا يشهد على ذلك، إلّا أنّ البعض لجأ إلى حملة مغايرة للواقع لأسباب نجهلها، دون معرفة حقيقة الأمر، مع العلم أنّ شروط الاتفاق واضحة وهي تشمل عدم إظهار أيّ رمز ديني إلى العلن، وذلك إيماناً منّا بالمساواة والعدل”، وتشرح “تواصلنا مع صاحب الكافيه وأكّد لنا أنّه لم يكن يرغب أن تصل الأمور إلى هنا ولكنّها خرجت عن السيطرة بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعيّ دون توضيح”.
وكانت إدارة الـABC قد نشرت بالأمس، بياناً حاولت فيه تبرير طرد الموظفة، الّا ان رواد السوشيال ميديا اعتبروه “تبريراً أقبح من ذنب”.
وجاء في نص البيان:

بدورها، أعلنت مؤسسة “fullhouse” للأدوات المنزلية “انسحابها من ABC، بعد طلب إدارة المجمع استبدال إحدى موظفات الشركة بسبب ارتدائها حجاباً”، كما جاء في بيان نشرته على صفحتها.
ما مصير الموظّفة “زينب”؟
أوضحت المسؤولة في كافيه “Full House”، عنود شحادة، لـ”النهار” حقيقة ما حدث، قائلة: “الموظفة المدعوّة زينب، تعمل مع الشركة منذ أكثر من سنتين، وهي تتميّز بكفاءتها والتزامها التامّ بالعمل، ولم يصدر منها أيّ تصرّف شائن يستدعي اتّحاذ خطوة مماثلة من إدارة الـABC، إنّما الذي حصل، برّرته إدارة المجمّع بقواعدها المتّبعة منذ سنوات، والتي تشمل عدم توظيف محجّبات، من دون تحديد الأسباب ممّا دفعنا إلى الإقفال بشكل دائم”.
كما تؤكّد شحادة أنّ “زينب لا علاقة لها بما حدث، وهي لا تزال تعمل مع الشركة التي تحترم خياراتها والتزامها الدينيّ في بلد تتعدّد طوائفه ومذاهبه”، مشيرةً إلى أنّ “ما حصل معيب بحقّ المؤسّسة التجارية العريقة، ومع ذلك لن نذهب إلى القضاء، لأنّ هدفنا ليس إلحاق السوء بأيّ أحد، ولكنّنا لم نخفِ الأمر، ووضّحناه منعاً للالتباس”.
الصورة التي انتشرت ليست صورة الموظفة!

والجدير بالذكر، أن الصورة التي انتشرت لسيدة محجبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنّها تُدعى زينب، وهي الموظفة التي طُرِدت من مجمع “ABC” – الأشرفية ومُنِعت من مزاولة عملها بسبب حجابها، ليست صحيحة.

الصورة المتناقلة تبيّن أنّها تعود لبلوغر تهتمّ بالطبخ، تُدعى سمية حجازي، وكانت أول من أثارت القضية عبر حسابها في “إنستغرام”، قبل تناقلها عبر السوشيل ميديا ووسائل الإعلام لاحقاً، وليست السيدة التي تعرّضت للطرد من عملها.















